آخر الأخبارأخبار محلية

لقاء سويسرا الحواري وعشاء السفارة: مؤشرات ودلالات

يشكل لبنان محط إهتمام دولي، تجلى بشكل خاص وواضح، بعد الانتهاء من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل والموافقة عليه، وأحد مظاهر هذا الاهتمام يبرز في “العشاء السويسري” المرتقب الثلاثاء المقبل والذي قد يليه بعد شهر لقاء جامع في سويسرا.

لكن لم يعد مؤكدا  ما اذا كان العشاء الذي دعت اليه السفيرة السويسرية ماريون وايشات ممثلي الكتل النيابية الاساسية يوم  غد الثلاثاء في السفارة السويسرية في بيروت سوف يقام في الموعد المحدد ولن يتأجل،في ضوء اللغط الحاصل حياله، خصوصا وان “القوات اللبنانية”  اعتذرت عن عدم المشاركة حيث قال النائب ملحم الرياشي  في تغريدة عبر تويتر : “العشاء المرتقب في السفارة السويسرية في بيروت، أُسيء فهمه وحُمِّل اكثر من حجمه؛ لذلك اعتذر عن عدم المشاركة، بانتظار توضيحات تحدد الخلفيات اذا ما وجِدت خلفيات. شكراً لسفيرة سويسرا في لبنان، شكراً Human dialogue.

وعلم”لبنان 24 “ان العشاء مجرد لقاء بروتوكولي بين الاطراف المشاركة تمهيدا  للقاء الذي سيعقد في جنيف الشهر المقبل،وبحسب المعلومات، فإن اللقاء السويسري الشهر المقبل هو  حوار متعدد المسارات قد يقتصر على تبادل افكار تتصل بالازمات التي يعاني منها الواقع اللبناني وقد يتطور، فيما لو ابدت الاطراف المشاركة استعدادا لذلك، الى اطلاق مبادرات. 

وبحسب المعلومات فان لقاء سويسرا لا علاقة له بالانتخابات الرئاسية او  بمسألة تطوير النظام، انما يتصل بالوضع الراهن والازمات الاقتصادية والمالية واهمية تجاوز الخلافات لحل الامور العالقة حيث سيقدم كل طرف رؤيته تجاه المرحلة الراهنة وافق الحلول.
وتقول اوساط سياسية ان اللقاء المرتقب لو تم في موعده ،فهو لا يشبه حوار جنيف (31 تشرين الأول – 4 تشرين الثاني 1983) او حوار لوزان ( 12 – 20 آذار 1984) .

وتجدر الاشارة الى ان عقد مؤتمر حوار وطني في جنيف بعد انتهاء حرب الجبل جاء برعاية عربية، وبمشاركة الرئيس امين الجميل وممثلي التشكيلات السياسية والمسلحة الرئيسية  انذاك. واكد المشاركون عروبة لبنان وطالبوا بالغاء اتفاق 17 أيار 1983 الموقع بين لبنان واسرائيل برعاية الولايات المتحدة. 
وخلال “مؤتمر جنيف” ظهر الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأول مرة في الحياة السياسية،إذ كان ضمن الوفد السعودي المشارك في المؤتمر.

 اما “مؤتمر الحوار الوطني الثاني” في لوزان ، والذي شارك فيه الاطراف انفسهم فادى الى اتفاق على اطار يعطي الاولوية لوقف النار ويقرر عودة الجيش  الى ثكنه. كما دفع المؤتمر  إلى تشكيل “لجنة الإصلاح الدستوري” التي حاولت دراسة بعض مواد الدستور، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى أي نتيجة.
وتجدر الاشارة الى ان “مؤتمر لوزان” قد يكون، أحد أهم أوجه الإهتمام السويسري بلبنان، فهذا المؤتمر  نتج عنه ما يعرف ب”مبادىء لوزان” والتي أدت إلى تشكيل حكومة وفاق وطني، برئاسة الشهيد رشيد كرامي وعضوية مختلف الأفرقاء في لبنان (كميل شمعون وبيار الجميل ونبيه بري ووليد جنبلاط وعبدالله الراسي وسليم الحص وعادل عسيران وجوزاف سكاف وفيكتور قصير).

مع الاشارة في هذا السياق الى  ان اي حوار حول صيغة النظام قد يعقد في مصر او فرنسا وليس في اي عاصمة أخرى وفقا للمعطيات الراهنة،علما أن باريس  قادت حوارا بعد انفجار 4 اب 2020 في مقر السفارة الفرنسية لرؤساء الكتل النيابية برعاية وحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث جرى اطلاق مبادرة اقتصادية مالية إصلاحية لإنقاذ لبنان من الأزمة لا تزال تحول، الخلافات والتجاذبات السياسية، دون تنفيذها . 
واذا كان “مؤتمر جنيف” و”مؤتمر لوزان” عقدا خلال فترات حرب ونزاع في لبنان، فهل يمكن اعتبار الدعوة السويسرية أحد  المؤشرات الخطرة  حيال الواقع اللبناني الداخلي؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى