آخر الأخبارأخبار دولية

مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني… شي جينبينغ الذي توعد بإسقاط “النمور والذباب” يتجه نحو ولاية ثالثة


نشرت في: 15/10/2022 – 14:40

سيكون الحزب الشيوعي الصيني الأحد على موعد مع مؤتمره العشرين، الذي سيشارك فيه 2296 مندوبا من جميع مناطق البلاد. وتشير كافة التوقعات أن هذه المحطة المهمة جدا في الحياة السياسية الصينية، ستمنح الرئيس شي جينبينغ ولاية ثالثة لخمس سنوات أخرى. ويعاب على الرئيس الصيني أنه استخدم حملة ضد الفساد لتنحية خصومه السياسيين. وفي هذا السياق، كان توعد عند وصوله إلى السلطة أن يسقط ما أسماه بـ”النمور” و”الذباب” في إشارة إلى كبار القادة وصغار الموظفين ممن يتهمهم بتلقي رشاوى واختلاس أموال.

تنتظر الحزب الشيوعي الصيني محطة أساسية في مساره السياسي، ممثلة في مؤتمره العشرين المقرر عقده في 16 من الشهر الجاري، ستتيح له تجديد هياكله والتوجه نحو المستقبل عبر استراتيجيات كبرى، يتم التوافق عليها من طرف المشاركين فيه، والمقدر عددهم بـ2296 مندوبا.

وكان الحزب الشيوعي الصيني، الذي أسس في 1921، أعلن في وقت سابق أنه استكمل العملية الانتخابية لاختيار المندوبين في هذا المؤتمر الذي يعقد كل خمس سنوات. ويتوقع أن تفرز هذه المحطة، التي سنبثق عنها لجنة مركزية جديدة، تغييرات على مستوى كوادر المكتب السياسي، الذي يعد مطبخ صنع القرارات الخاصة بالسياسة الصينية.

ويشترط في المندوبين المشاركين في المؤتمر أن يكونوا منخرطين في التوجه السياسي للرئيس شي جينبينغ، وأن يلتزموا بالقانون الداخلي للحزب، الذي يعتبر بمثابة دستور التنظيم.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شبكة “سي سي تي في” الإعلامية الرسمية أنه يوجد ضمن هؤلاء المندوبين نساء وأقليات عرقية وشخصيات متخصصة في مختلف المجالات كالاقتصاد والعلوم والرياضة.

جينبينغ يبسط سيطرته على مفاصل مهمة للسلطة

يحاول الحزب الشيوعي الصيني أن يعطي الانطباع أنه تنظيم متماسك، لا يمكن أن يهتز من الداخل، لكن في الواقع، تشخيصات بعض المراقبين، تفيد العكس، وتشير إلى أنه تتصارع وسطه عدد من الأجنحة، يحاول كل واحد منها بسط نفوذه على الحزب في أفق الوصول إلى الحكم. لكن يبدو أن الرئيس شي جينبينغ أحكم سيطرته على الحزب وكذا أبرز أجهزة الدولة.

وبحسب المراقبين، بسط الرئيس سيطرته حتى الآن على ثلاثة مفاصل مهمة للسلطة في الصين هي: الجيش وجهاز الدعاية والأجهزة الأمنية، بعدما طرد الأصوات المنتقدة منها وعين مقربين فيها.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال أليكس بايات مدير مكتب “سيرسيوس غروب”، ومقره في مونتريال إن: “البعض معارض لشي، لكنه مؤيد بشدة للحزب. وهم لا يستحسنون التوجه الذي اتخذه الحزب تحت إدارته”.

وعلى مدى عشر سنوات، نجح شي جينبينغ في إضفاء نوع من الرمزية حول شخصيته، وهو ما لم تشهده الصين من ذي قبل منذ الهالة التي كانت تحيط بمؤسس النظام ماو تسي تونغ، حتى أن المدارس باتت تدرس ما تعتبره “فكر شي” للتلاميذ.

ويأتي مؤتمر الحزب في وقت يواجه فيه شي جينبينغ رياحا سياسية معاكسة، تشمل اقتصادا يواجه صعوبات وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وسياسة “صفر إصابات كوفيد” الصارمة التي عزلت الصين بشكل متزايد عن العالم.

وتشير كل التوقعات أن شي جينبينغ سيفوز بولاية ثالثة، وهي سابقة في الأعراف السياسية للصين الشيوعية منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة وأن الرئيس الصيني يتهم بأنه يقود عملية تطهير وسط خصومه في سياق حملة له ضد الفساد.

إسقاط “النمور” و”الذباب”

أطلق الرئيس الصيني حملة ضد الفساد لدى وصوله إلى السلطة قبل عشر سنوات، واعدا بإسقاط “النمور” في إشارة إلى كبار القادة و”الذباب” أيضا وفي إيحاء إلى صغار الموظفين، متهما إياهم بتقاضي رشاوى واختلاس أموال.

ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة عن معاقبة ما لا يقل عن 1,5 مليون شخص بحسب الأرقام الرسمية، وحققت الصين تقدما في ترتيب منظمة الشفافية الدولية لمؤشر الفساد.

وصدرت عقوبات منذ مطلع 2022 بخصوص حوالي 1110 قضية، طالت واحدة منها النائب السابق لوزير الأمن العام سون ليجون وأخرى وزير العدل السابق فو زينهوا، وهما يقضيان في الوقت الحالي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وكان سان ليجون يحظى في الماضي بثقة الرئيس، وهو الذي أشرف على القضايا الأمنية في هونغ كونغ خلال مظاهرات 2019. غير أنه فقد حظوته بسبب طموحاته السياسية، واتهم بـ”الإساءة بصورة خطيرة إلى وحدة الحزب”.

وفي تفسير لهذه الحملة، يرى ويلي لام، وهو خبير في قضايا الحزب الشيوعي الصيني بجامعة هونغ كونغ الصينية، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: أن “هذه السلسلة الأخيرة من عمليات التطهير المموهة على أنها حملة ضد الفساد، ستسمح لشي ببسط سيطرة أكبر إن لم تكن سيطرة مطلقة على مسائل التعيينات والسياسة” خلال المؤتمر.

ويشكل المؤتمر مناسبة للرئيس للحد من تهديدات الأجنحة المعارضة له من خلال تعيين موالين له في مناصب مهمة داخل الحزب الشيوعي.

وبالنسبة ليون سون خبير الصين في مركز ستيمسون للدراسات في واشنطن، “قضية سان ليجون على ارتباط بالسيطرة المطلقة التي يريد شي جينبينغ فرضها على الجهاز الأمني، لأن هذا ضروري من أجل تحقيق أهدافه السياسية” خلال المؤتمر. وأضاف: “إنها كذلك رسالة حازمة موجهة إلى كل الأصوات التي تنتقد نهج شي في الحكم”.

واعتبر ويلي لام أن “لعب ورقة محاربة الفساد أداة مفيدة جدا لشي من أجل توجيه رسالة إلى عدد لا يزال كبيرا من المعارضين في أعلى دوائر الحزب”.

وأضاف أن “كل من يعارض يتعرض لعقوبة سجن … أو أقله لمضايقات من قبل وكالة مكافحة الفساد، من ضمنها مثلا الخضوع لمراقبة على مدار الساعة”.

وارتبط اسم الرئيس الصيني بمأساة الأويغور. ففي نهاية آب/أغسطس 2022، تحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن احتمال ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” في شينجيانغ التي تقطنها هذه الأقلية المسلمة.

ويحسب لحكم شي جينبينغ، أن الصين تمكنت من بناء أكبر أسطول بحري في العالم، وأعادت هيكلة أكبر جيش محترف، كما طورت ترسانة نووية وبالستية قادرة على إثارة قلق أعدائها. واقتصاديا، تحولت الصين إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.

 

بوعلام غبشي/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى