الانتخابات الرئاسية على وقع الترسيم: رئيس يشبه المرحلة
في الاصل لا يمكن تقييم جلسة انتخاب الرئيس بمنطق عددي، اذ ان التوازنات العددية ليست وحدها من يحسم اسم الرئيس ومواصفاته، بل ان التطورات والظروف السياسية، الاقليمية والدولية، لها دور حاسم في تحديد شخصية الرئيس المقبل.
يمثل رئيس الجمهورية في لبنان الرؤية السياسية المقبلة للبلد، فمثلاً عندما حاول “حزب الله” وفريقه السياسي الذهاب بعيداً في السيطرة على المؤسسات الدستورية بعد الفوز بالانتخابات النيابية تم انتخاب ميشال عون رئيساً ليوحي إنتخابه بالمرحلة المقبلة التي سينكفئ فيها العرب عن الواقع السياسي.
واليوم سيكون الرئيس نتاج التطورات الاقليمية والدولية ومؤشرا للمرحلة المقبلة، خصوصا في ظل الحراك السريع الحاصل في المنطقة والعالم، لذلك، وبالتوازي مع التسوية الحدودية التي تنقل لبنان من مرحلة سياسية الى اخرى، قد تكون احتمالات ايصال رئيس قادر على ادارة هذه التسوية مرتفعة جدا.
في ظل المساعي الاميركية الكبيرة والتي تتكثف يوميا من اجل الوصول الى حل في موضوع ترسيم الحدود، يبدو واضحا ان واشنطن لا تريد الصدام مع “حزب الله” وقطع طريق التواصل معه، وعليه فإنها لن تدعم اي توجه رئاسي صدامي او استفزازي بالنسبة لحارة حريك، فمن يريد فتح هكذا اشتباك كان سيفتحه بحجة الحدود البحرية واستخراج الغاز.
واضافة الى القاعدة الاولى، يجب ان يكون الرئيس قادرا على تحقيق توازن بين واشنطن و” حزب الله” وهذا امر يفرض تراجعاً للحزب ايضا عن مرشحيه الاساسيين، خصوصا ان ادارة ملف التنقيب والاستخراج تحتاج الى توازن كبير يضمن استفادة لبنان من ثروته وعدم تضييعها بسبب الاشتباك السياسي.
وترى المصادر ان العودة العربية الى لبنان، والتي ستصبح امراً واقعا في عهد الرئيس المقبل، يجب ان تستند الى شخصية رئاسية تتقبلها دول الخليج تحديداً، وهذا امر لا يعارضه الحزب بل يفضل حصوله من اجل تخفيف اعباء الازمة الحالية وفتح افاق جديدة للبنان كان قد خسرها في السنوات الماضية، لذلك فإن الكباش الرئاسي اليوم يهدف لتمرير الوقت قبل الذهاب الى الاتفاق على شخصية تناسب المرحلة بشكل كامل..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook