آخر الأخبارأخبار دولية

نشطاء يدعمون موجة الاحتجاجات يخترقون التلفزيون الرسمي ويبثون شعارات وصورا مناهضة لخامنئي


نشرت في: 09/10/2022 – 15:23آخر تحديث: 09/10/2022 – 15:26

تمكن نشطاء يدعمون موجة الاحتجاجات التي تقودها النساء في إيران على خلفية وفاة مهسا أميني، من اختراق التلفزيون الحكومي مساء السبت ليقطعوا البث الرسمي ويعوضوه بصور وشعارات مناهضة للسلطات والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وتشهد البلاد منذ 16 أيلول/سبتمبر موجة احتجاجات، هي الأكبر منذ نحو ثلاث سنوات، قوبلت بعنف من السلطات بعد وفاة الشابة الكردية أميني إثر احتجازها في طهران لدى “شرطة الأخلاق” سيئة الصيت.

شهد بث التلفزيون العمومي في إيران مساء السبت اختراقا نفذه نشطاء يدعمون موجة الاحتجاجات التي تقودها النساء على خلفية قضية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. 

وكتب النشطاء على شاشة التلفزيون عند الساعة 21,00 السبت رسالة مفادها “أيديكم ملطخة بدماء شبابنا”، فيما تهز الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني (22 عاما) طهران ومدنا أخرى. ولقي تسجيل فيديو للاختراق انتشارا واسعا على الإنترنت. 

وفي رسائل أخرى مناهضة للنظام، كتبت عبارات “الموت لخامنئي” و”الشرطة قتلة الشعب” على لوحات إعلامية عامة في طهران.

وجرى الاختراق أثناء بثّ التلفزيون لقطات للقاء خامنئي بمسؤولين في الدولة، وأعلنت جماعة “عدالة علي” مسؤوليتها عنه وأضافت شعارا في الزاوية اليمنى العليا من الشاشة يقول “انضموا إلينا وانتفضوا”.

وأظهرت اللقطات التي بُثّت لعدد من الثواني صورا بالأبيض والأسود لأميني وثلاث نساء أخريات لقين حتفهن خلال أكثر من ثلاثة أسابيع من الاضطرابات والقمع الأمني. 

واندلعت الاحتجاجات إثر وفاة أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام من اعتقالها في طهران على يد “شرطة الأخلاق” سيئة الصيت بتهمة انتهاك قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وقالت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” نقلا عن حملة أطلقها نشطاء من إثنية البلوش في المملكة المتحدة، إن 90 شخصا آخرين قتلوا في أقصى جنوب شرق إيران في اضطرابات 30 أيلول/سبتمبر التي اندلعت بسبب انتشار خبر غير مؤكد حول اغتصاب قائد في شرطة محافظة سيستان بلوشستان فتاة في سنّ المراهقة.

من جهتها أكدت “إرنا” أن أحد عناصر الحرس الثوري قتل السبت في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، كما توفي أحد أفراد قوة “البسيج” شبه العسكرية المرتبطة بالحرس في طهران “بعد معاناته من إصابة خطرة بالرأس جراء اعتداء مسلح”. ويرفع ذلك إلى 14 عدد القتلى في صفوف قوات الأمن.

 “الكثير من الاحتجاجات” 

وتشهد إيران أكبر موجة اضطرابات اجتماعية منذ نحو ثلاث سنوات، شملت خروج مظاهرات شارك فيها طلاب جامعات وحتى تلميذات شابات هتفن “المرأة، الحياة، الحرية”.

وقال الناشط والصحافي المقيم في الولايات المتحدة عميد مماريان عبر تويتر “تشير مقاطع الفيديو من طهران إلى وجود الكثير من الاحتجاجات في كل ركن من أركان المدينة بأعداد صغيرة وكبيرة”.

وفي مدينة سقز بمحافظة كردستان مسقط رأس أميني، هتفت طالبات مدارس وسرن في الشارع ملوحات بحجابهن في الهواء، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو قالت منظمة “هنكاو” الحقوقية إنه تم تسجيلها السبت.

وانتشرت لقطات مروعة تظهر تعامل القوات الأمنية العنيف غالبا مع المحتجين، وجرت مشاركتها عبر الإنترنت رغم انقطاع الشبكة على نطاق واسع وحظر منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية.

يُظهر أحد مقاطع الفيديو رجلاً قُتل بالرصاص أثناء قيادة سيارته في سنندج، وقد قال قائد شرطة الإقليم علي آزادي لاحقًا بأنه “قتل على يد قوات مناهضة للثورة”.

ويظهر في مقطع فيديو آخر تمت مشاركته على نطاق واسع رجالا غاضببن ينتقمون على ما يبدو من أحد أفراد ميليشيا “البسيج” بضربه بشدة.

وظهرت في مقطع فيديو آخر امرأة شابة قيل إنها قتلت بالرصاص في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد.

وقال كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي إن الفيديو ذكرهم بالشابة ندى آغا سلطان التي تحولت إلى رمز لدى المعارضة الإيرانية بعد أن قُتلت بالرصاص في احتجاجات العام 2009.

 “لم نعد خائفين” 

في مواجهة العنف والقيود على الإنترنت، اعتمد المتظاهرون تكتيكات جديدة لنشر رسالتهم في الأماكن العامة.

وأظهرت صور تحققت وكالة الانباء الفرنسية من صحتها، لافتة كبيرة وُضعت على جسر في طريق مدرس السريع في طهران وكتب عليها “لم نعد خائفين. سنقاتل”.

في فيديو آخر، يظهر رجل يحمل علبة رشّ وهو يغير كتابة على لوحة إعلانات حكومية على نفس الطريق السريع من “الشرطة في خدمة الشعب” إلى “الشرطة قتلة الشعب”.

وانتشرت أخبار عن تلوين المياه في عدة نوافير في العاصمة الإيرانية بدهان أحمر بلون الدمّ، لكن رئيس منظمة حدائق بلدية المدينة علي محمد مختاري قال “هذه المعلومات خاطئة تمامًا ولا يوجد أي تغيير في ألوان النوافير في طهران”.

واتهمت إيران قوى خارجية بإثارة الاحتجاجات، فيما نُظمت احتجاجات تضامنية في عشرات المدن في أنحاء العالم. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحكومات أخرى عقوبات جديدة على إيران.

وبشأن وفاة أميني، قالت السلطات الجمعة إن تحقيق الطب الشرعي خلص إلى أنها توفيت نتيجة لحالة طبية طويلة الأمد، وليس نتيجة ضربات على الرأس كما يؤكد النشطاء.

وقال والد أميني لمحطة “إيران إنترناشيونال” ومقرها لندن، إنه رفض التقرير الرسمي، مؤكدا “رأيت بأم عيني أن الدماء نزلت من أذني مهسا ومؤخر رقبتها”.

فرانس24/أ ف ب   


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى