آخر الأخبارأخبار محلية

سيلفيو شيحا الرياضي و الوطني.. هكذا حفر اسمه لبنانياً عبر ماء من ذهب

قد “يتوهّم” البعض بأن عالم الرياضةِ في لبنان “لا نوى منه” بسبب غياب الدعم وضعف المبادرات. حقاً، الصورة النمطيّة هذه قائمة وبقوّة، لكن الحقيقة قد تكونُ في مكانٍ آخر لتُعطي بصيصَ أملٍ بإنجازاتٍ يحفرها التاريخ باسم أبطالٍ من ذهب.  


واقعياً، لا يمكن أبداً نُكران أمرٍ واحد وهو أنّ هناك شخصيات استطاعت طبع اسمها في عالم الرياضة بمبادرة فرديّة وإرادة قويّة، مُتجاوزةً حدود لبنان لتصل إلى العالميّة بشغفٍ واحتِراف. حُكماً، المشهدية هذه قائمة وبقوّة، وقد يكون الشاب اللبناني سيلفيو شيحا (31 عاماً) واحداً من الذين استطاعوا تحقيقها وإثباتها بعزمٍ لا ينتهي.

من عالم التزلج المائي، تمكّن شيحا من إثباتِ نفسه قبل سنوات، فكرّس لذاتِه مكانةً عالميّة أظهر من خلالها صورة لبنان الأحبّ إلى قلبه، والمُرتبطة حُكماً بالاحتراف، بالتألق، وبالمثابرة على تحقيق الأهداف… وفعلاً، هنا تكمُن التفاصيل المُشوّقة، والعِبرُ الكثيرة!

“نقلة نوعيّة”

 


خلال مسيرتِه الحافلة بالإنجازات، لم يقتصر حلم شيحا على تكريسِ نفسه للرياضة فقط، بل أرادَ نقل مواهبه إلى منطقته جونيه في طليعة الأمر، إذ أرتأى أن العطاءات ستكونُ جمّة في مجال العمل العام. ولهذا، قرّر خوضَ معركة الانتخابات البلدية قبل 6 سنوات، فتمكّن من إحداثٍ خرقٍ لنفسه، وبات عضواً في مجلس بلدية جونيه حينما كان في الـ25 من عمرِه.

بالنسبة لشيحا، كان هذا الاندماجُ في العمل البلدي “نقلة نوعيّة”، لأن “خدمة الناس هي أمرٌ مقدّس” بالنسبة له. وفي مقابل ذلك، يكمنُ هدفٌ آخر يرتبطُ بجذورٍ تاريخية، وأساسه يرتبط باستكمال النهج والحفاظ عليهِ. وعند هذه النقطة، يقول شيحا في حديثٍ عبر “لبنان24”: أريدُ استكمال مسيرة عائلتي وجدّي خصوصاً في جونيه.. خدمة الناس رائعة وبناء مجتمعٍ مُزدهر وسليم هو طموحنا، ولأن منطقتنا تستحق الأفضل دائماً”.

لا ينفي شيحا ترابط العمل البلدي بالسياسة في لبنان، لكنّه اعتبر أن العطاء لا يعرف الحدود ولا يقتصرُ على الكلام والوعود. ولهذا، قرّر شيحا استكمال مسيرتهِ في جونيه عبر تقديم العمل اللامحدود. فمن النشاطات الرياضية إلى مشاريع تعني المنطقة، كان شيحا حاضراً في كلّ ساحْ وذلك انطلاقاً من قول واحد: “فتت عالبلدية لأني بدي اشتغل لمنطقتي، وهالشي رح يبقى دايماً بالبال محفور، لأن بدنا مناطقتنا تضل مزدهرة وقويّة وما في شي بيكسرها”.


أضاف” وفي مجال التنمية لدي طموح ان يصبح الحلم والمشروع حقيقة في ترميم واجهة جونيه البحرية واعادة شاطىء الرمل الى سابق عهده قبلة للسياحة والجمال في لبنان. واتمنى على جميع المعنيين في الدولة التجاوب معنا في تنفيذ هذا المشروع الذي ساعمل ضمن المجلس البلدي على تنفيذه. وكلنا امل ان نلقى التجاوب من الحكومة الحالية لتحقيق هذا الحلم الذي يعطي نفحة امل نحتاجها جدا “.

“لا تنسوا لبنان”

 


في كلّ المجالات التي خاضها شيحا، كان التمسك بلبنان هو الأمر الأكثر أساساً بالنسبة إليه. فرغم الصعوبات والأزمات، يعتبرُ شيحا أن “البلد قادرٌ على النهوض، والأهم هو تمسّك أبناء البلد بأرضهم”، ويقول: “لا أترك لبنان أبداً، ورسالتي للذين يقررون الاغتراب والسفر: تذكروا بلدكم ولا تنسوا أصلكم.. هذه الرسالة أحملها إلى طلاب المدارس الذين أقابلهم باستمرار، لأن لبنان يحتاجنا جميعاً”.

وفق شيحا، فإنّ تنمية جيلٍ رياضي هو أمرٌ في غاية الأهميّة، كما يرى أن تدريب الأطفال رياضات مهاراتٍ معينة يجعلهم يتقدّمون أكثر نفسياً وعقلياً واجتماعياً. وعلى هذا الأساس، قرر شيحا اطلاق مدارس رياضية لتعليم رياضة “الجودو”، والأساس هنا هو تنمية جيلٍ سليم بعيدٍ عن الآفات المجتمعية. أما الأهم فهو أن الإصرار والإقدام على تحقيق الإنجاز والمغامرة هو الذي يجعلُ الإنسان يكسب التحديات ويُحقق الأمنيات.

الموهبة والإمكانيات.. عنصران متلازمان

 


في حديثه مع “لبنان24”، يشير شيحا إلى أنه حينما مثّل لبنان في بطولات عالمية، كان يتفقدُ إلى أمرٍ أساسي وهو أن بلده لم يكن يدري به، ويقول: “حينما كنت أتصدّر بطولات في التزلج المائي، لم يكن أحد في لبنان من المعنيين بالرياضة يدري ماذا يجري خارج البلد. بعد ذلك، قررت خوض التجربة مع برنامج سبلاش – Splash، وكانت تلك الخطوة منعطفاً مُهماً بالنسبة له. حقاً، حظيت بالدعم وعائلتي كانت بجانبي لأنها تشجعني دائماً على المبادرة وخوض التحدي”.

مع كل هذا، يؤكد شيحا أن الموهبة أمرٌ أساسي للوصول إلى الهدف، لكنّ الإمكانيات المادية وتوفر التمويل يعدّان حجر أساسٍ لكل نجاح، ويضيف: “عائلتي استطاعت تمويل نشاطي، وكل لبناني يأخذ فرصة بإمكانه النجاح.. وحقاً هذا ما حصل في مدرسة الجودو التي أسستها قبل 3 سنوات، اذ استطاعت تخريج عدد من الأبطال اللبنانيين في تلك الرياضة الرائعة”.

ماذا عن تجربته على سدّ المسيلحة؟

 


خلال فترة سابقة، استطاع شيحا أن يأخذ المبادرة لممارسة رياضة التزلج المائي على سدّي المسيلحة وشبروح. حينها، كان الأمرُ مهماً جداً بالنسبة لشيحا لأنه استطاع أن يُقيم نشاطاً للتزلج المائي في لبنان وتحديداً على مياه عذبة وغير مالحة.

بالنسبة للشاب اللبناني، فإن فكرة وجود سدود مهمة جداً، مؤكداً على ضرورة إبعاد المشاريع الإنمائية عن الزواريب السياسية، ويقول: “استطعنا أن نقيم أنشطة رياضية صديقة للبيئة هناك (في المسيلحة وشبروح)، وكان ذلك بمثابة إنجازٍ كبير.. مع هذا، فقد واجهنا اتهامات بتلويث المياه بسبب ما قمنا به من نشاطات، لكن الفحوصات التي حصلت أكدت عكس ذلك لأننا استخدمنا زوارق صديقة للبيئة بنسبة 100%”.

بحسب شيحا، فإن تنمية السياحة الداخلية هي أمرٌ في غاية الأهمية، مشيراً إلى أن سد شبروح كان بمثابة نقطة أساسية لتنمية المنطقة وجذب السياح والمغتربين. ولنسف كل الصور النمطية الخاطئة عن لبنان، أطلق شيحا كتاباً حمل صوراً مختلفة من مناطق لبنانية عديدة، ومنح الإيرادات الخاصة بالكتاب لجمعية “بسمة”.

مع هذا، يؤكد شيحا أنه لن يوفر جهداً في توسعة النشاطات لطلب المدارس من أجل تنمية المهارات الرياضية لديهم، مشدداً على الإصرار الكبير لأن يشمل هذا الهدف كل المدارس في لبنان، ويختم: “بلدنا جميلٌ جداً وسنبقى فيه مهما جار علينا الزمن”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى