التيار الوطني الحر…دعوة بري في 13 تشرين مستفِزة وحان الوقت للانتقال الى نظام يخلينا
في 13 تشرين الأول 1990، شن الجيش السوري هجوما عنيفا على قصر بعبدا الامر الذي أجبر الجنرال ميشال عون يومذاك اللجوء إلى السفارة الفرنسية، حيث مكث 11 شهرا قبل أن يتوجه إلى المنفى في فرنسا حيث بقي لمدة 15 سنة.
يصر العونيون على اعتبار ذكرى 13 تشرين الاول 1990 انطلاق مسيرة النضال التي لم تنته بعد بالنسبة اليهم، فقدرهم ان يواجهوا 13 تشرين كلّ مرّة بطريقة مختلفة تارة بالمدفع، وتارة بالسياسة وتارة بالاقتصاد والمال، كما يردد دائما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
وفيما احتفل “التيار الوطني الحر” في 13 تشرين الاول 2016 بشكل مختلف عن الاعوام السابقة، بحيث ان العماد ميشال عون يومذاك كان على بعد ايام من دخول قصر بعبدا كرئيس للجمهورية، تغيرت الاحداث في 2022 فرئيس الجمهورية على بعد ايام من مغادرة قصر بعبدا في 31 تشرين الاول مع انتهاء ولايته، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس في 13 تشرين الحالي، علما ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعتبر ان تاريخ موعد الجلسة يحمل في طياته “مؤشرات غير مشجعة في الموضوع الرئاسي وهذا الامر يدل الى عدم الجدية وفيه استهتار بالشهداء“.
فهل سينظم التيار الوطني الحر تحركا الخميس المقبل؟ وهل سيشارك في جلسة انتخاب الرئيس؟
في لبنان، الاحتفالات خجولة، تقول مصادر في التيار الوطني الحر لـ”لبنان24، فمركزيا سيقام قداس يوم السبت المقبل عند الساعة الرابعة والنصف في دير القلعة في بيت مري لما يحمل من رمزية حيث اختطف في 14 تشرين الاول 1990 من الدير، الابوان البير شرفان وسليمان بو خليل،وذلك بحضور النائب جبران باسيل ونواب التيار والمسؤولين فيه. وفي تعميم داخلي صدر عن امانة سر التيار الوطني الحر فقد طلب من منسقي اللجان المركزية ومنسقي هيئات الاقضية ضرورة دعوة وحضور كافة اعضاء اللجان المركزية لكل لجنة واللجان الفرعية التابعة لهم، وضرورة دعوة وحضور كافة اعضاء هيئات الاقضية وكافة اعضاء الهيئات المحلية في كل قضاء، وتسجيل اسماء الذين سيشاركون في هذا النشاط على الاستمارة المرفقة: للجان المركزية على استمارة اللجان المركزية وللجان الاقضية على استمارة هيئات الاقضية، واعادة الاستمارة او الاستمارات في مهلة اقصاها يوم الثلاثاء المقبل الى امانة سر “التيار” عبر البريد الالكتروني الخاص بها. ومن اجل تامين وسائل النقل طلب تحديد العدد المطلوب والتنسيق مع امانة السر. مع الاشارة الى ان النشاطات في المناطق محدودة جدا، ابرزها احتفال بالذبيحة الالهية تنظمه هيئة العقيبة في التيار الوطني الحر عن روح المغوار الشهيد بطرس الدكاش وشهداء 13 تشرين ووضع اكليل من الغار على النصب، يوم الخميس عند الساعة السابعة مساء في كنيسة مار يوحنا المعمدان في العقيبة، علما ان العونيين ينشطون في بلدان الاغتراب في هذه الذكرى من خلال التحضير لاقامة القداديس والنشاطات التي تتلاءم مع المناسبة.
يوم امس أطلق باسيل ورقة الاولويات الرئاسية منطلقا من ركائز اساسية ابرزها: التوازن الوطني والشراكة، والسياسة الخارجية، ومعالجة الانهيار المالي والاقتصادي، والاصلاح الاداري من خلال العمل على تطوير النظام استنادا الى وثيقة الوفاق الوطني واقرار اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، واستقلالية القضاء، وتعزيز هيبة الدولة ، وإستخراج النفط والغاز بحراً وبراً وإنشاء الصندوق السيادي للحفاظ على العائدات.
هذه الاولويات سيحملها باسيل الى البطريرك الماروني بشارة الراعي في الساعات المقبلة وربما قبل جلسة 13 تشرين الرئاسية، علما ان التيار الوطني الحر لم يحدد بعد موقفه من المشاركة في الجلسة من عدمه، حيث من المرجح ان يعلن باسيل القرار النهائي بعد اجتماع تكتل لبنان القوي الثلاثاء المقبل، خاصة وان باسيل رأى في تحديد بري لموعد الجلسة في13 تشرين الجاري ” زكزكة سياسية” و”خطوة مستفزة” لمكون سياسي اساسي في البلد. ويسأل نائب عوني “ما الذي استجد ليدعو رئيس المجلس الى جلسة طالما ان التوافق الذي ينادي به لا يزال معدوما. الاكيد انه لا يريد ان تعقد الجلسة ولهذا حدد هذا الموعد“.
لن تمر رسالة بري مرور الكرام عند البرتقاليين، وفي السياسة والرئاسة ذهب باسيل امس الى التصعيد عندما عاد وجدد التمسّك بالقاعدة التمثيلية لرئيس الجمهورية كشرط ميثاقي اساسي للحفاظ على دوره، وهذا يعني انه يقطع الطريق على اي مرشح توافقي في الوقت الراهن (لا سيما مرشح 8 آذار الوزير السابق سليمان فرنجية) ويؤسس الى فراغ طويل الامد، قد تنقلب خلاله المعادلات وتستجد تطورات دولية واقليمية يمكن استثمارها في مصلحته، علما ان حزب الله، وفق مصادره، يعتبر ان حظوظ باسيل معدومة، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اوضح في كلمته منذ اسبوع ان “جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الماضية أكدت أنه لا يوجد فريق واحد يمتلك الأغلبية في البرلمان، داعيا للابتعاد عن منطق التحدي لمصلحة التشاور“.
البلد يعيش استنزافا على كل المستويات. التيار الوطني الحر على مقولته الشهيرة ما خلونا. وقبل ايام من ذكرى تشرين، يصر العونيون على ان هناك “حربا كونية” شنت ضد عهد الرئيس عون، لا سيما منذ 17 تشرين الاول 2019 حتى اليوم، وربما حان وقت الانتقال، بحسب مصادر التيار الوطني الحر ، لـ”نظام يخلينا” نحقق الاصلاح والتغيير، ومحاربة الفساد إنجاز التدقيق الجنائي وإستعادة الأموال المنهوبة والمهربة ، فالرئيس عون بعد انتقاله الى الرابية سيصبح اقوى بعدما كبلت يداه في القصر الجمهوري وجرى تطويقه من منظومة سياسية اجتمعت مصالحها لضرب مشروع بناء الدولة.
الرئيس عون الى المعارضة بعد 31 تشرين الاول، لكن الاكيد ان باسيل وفريق عمله الموجود في قصر بعبدا قد ظلمه مثل ما ظلمه الابعدون.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook