آخر الأخبارأخبار محلية

ملف الترسيم في مرحلة مفصلية وتريث في الرد بانتظار الدرس التقني للعرض


دخل ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مرحلة مفصلية، بعدما جالت السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، أمس السبت، على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وسلّمتهم رسالة خطية من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بشأن الاقتراحات النهائية المتعلقة بملف الترسيم.

وفيما أحيلت نسخة من مقترح هوكشتاين الى قيادة الجيش اللبناني لدراسته، يعكف الرؤساء الثلاثة على التشاور في ما بينهم بشأن مضمون العرض الأميركي، تمهيداً لصياغة الردّ اللبناني في أسرع ما يمكن، وذلك بعد اجتماع ثلاثي متوقّع بينهم الأسبوع المقبل.
وأفادت معلومات أنّ مقترح هوكشتاين، الذي يقع في عشر صفحات، يتضمّن أرقاماً وإحداثيات تقنية تحتاج إلى فريق تقني ومهندسين لشرح مضمونها قبل تقديم الرد الرسمي اللبناني عليها، وقد أحيلت نسخة منه إلى قيادة الجيش لدراسته. وأفيد أنّ المقترح يتضمّن فصلاً تامّاً بين الترسيم البحري والبري وإقراراً بعدم انسحاب أيّ نقطة بحرية يُتّفق عليها على أيّ نقطة برية قد تؤثر على ترسيم الحدود البرية لاحقاً.

وأفادت معلومات قناة “المنار” أنّ “المقترح الأميركي يراعي التعديلات التي طلبها لبنان، إضافة إلى تلبية مطلب لبنان بخطّ 23 وحقل قانا كاملاً، والتزام فرنسي من شركة “توتال” ببدء التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية فور توقيع اتفاق الترسيم”.

وأكدت المعلومات المتابعة للملفّ أنّ “تصوّر هوكشتاين مُخصّص للترسيم البحري حصراً لا البرّي”، بانتظار الجواب من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على أن يتمّ توقيع الاتفاق في الناقورة، برعاية أميركية وأممية، فـ”لبنان لا يعترف بإسرائيل ولن يكون أمام اتفاق مباشر”.

من جهتها، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر رسمية لبنانية أنّ “العرض الأميركي لم يلحظ وجود منطقة أمنية بحرية عازلة”.
وأضافت المصادر اللبنانية أنّ “العرض الأميركي يخضع حاليّاً لدراسة بنوده القانونية وإحداثياته التقنية، ويجري التأكد من عدم وجود ثغرات قانونية وتقنية تؤثر سلباً على حقوق لبنان”.

وقال مصدر لبــنانـي مطلع ل” الديار”بعد جولة السفيرة شيا ان تقــرير هوكشتاين طويل ومفصل وفيه احداثيات ونقاط عديدة ويحتاج الى دراسة على المســتوى التقني واللوجســتي وهذا سيكون موضع درس دقيق من الفريق اللبناني المختص ومن الضباط المكلفين من قيادة الجيش لدرس هذا الملف، هذا الى جانب درسه في الاطار السياسي والشكل العام.
وكتبت” النهار”: لم يعد ثمّة شكّ في أنّ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ماضٍ إلى نهايته الإيجابية في الأيام المقبلة وعلى الأرجح قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون علما أنّ ثمة معطيات ترجّح “إبرام” الاتفاق في الناقورة في منتصف تشرين الأول الحالي. وليس ثمّة شكوك في أنّ الوساطة الحيوية التي اضطلع بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل حقّقت اختراقاً ديبلوماسيّاً كبيراً واستثنائيّاً في جدار ملف بهذا التعقيد فنجح هوكشتاين بعد أكثر من عشرة أعوام من الجولات المكوكية التي تناوب عليها موفدون أميركيّون، بدءاً من فريدريك هوف في إنجاز مشروع الاتفاق وتصوره التفصيلي الكامل الذي أرسله أمس بنسخ ثلاث إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي كان حلقة الوصل الأساسية مع الموفدين الأميركيين من هوف إلى هوكشتاين توصّلاً إلى وضع الاتفاق الإطاري للمفاوضات، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
أمّا التطور الأشد تعبيراً الذي رافق تسلّم الرؤساء الثلاثة مسودة الاتفاق النهائي، فبرز في أنّ الإعلان عن مؤشّرات التوصّل إلى نهاية إيجابية جاء تباعاً على السنة كل السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي زفّت البشرى من عين التينة تحديداً، والرئيس برّي ومن ثم على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نفسه وذلك استباقاً لموقف رئيس الجمهورية، علماً أنّ ثمة اتجاهاً لعقد اجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا الأسبوع الطالع لإعلان الموقف الرسمي الجامع من مسودة الاتفاق.

وقالت المصادر المتابعة لـ «الأنباء» الكويتية إن المقترح الأميركي للحدود البحرية استبق بملاحظة حاسمة للبنانيين: إما التوقيع وإما الوقوع في المجهول ولا خيار ثالثا ابدا.لكن «بيت القصيد» بالنسبة للرئيس عون في هذا الملف هو استعجال توقيع اتفاق الترسيم كإنجاز له في آخر عهده، بعد دراسة المقترح بالطبع. المصادر المتابعة توقعت نوعا من المقايضة بين عون وحزب الله، يتجاوب الحزب في موضوع توقيع الترسيم، مقابل تجاوب عون في ملف تشكيل الحكومة.

وكتبت” الانباء الالكترونية”: مصادر متابعة لملف الترسيم أوضحت أن هناك آراءً متعددة حيال الرسالة، فثمة رأي يقول أنه يجب اعتماد طريقة المثل اللبناني “خذ وطالب”، ورأي آخر يدعو الى رفض الاتفاق رفضاً كلياً حتى ولو اقتضى الأمر التلويح بالانسحاب من المفاوضات لأنها تحرم لبنان الكثير من ثروته في النفط والغاز. وأصحاب هذا الرأي يعتبرون ان الخط الأحمر الموجود على الخارطة لا يلحظ بتاتاً الخط 23 وهو الحد الفاصل في موضوع الترسيم المائي بين لبنان واسرائيل. فيما هناك رأي ثالث يقول إن توقيت كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن الترسيم بهذه الطريقة الهادئة وتخليه عن لغة التهديد والوعيد يعني ان هذا الملف مرتبط برفع الحظر عن بيع النفط الايراني.
في المقابل، توقعت المصادر أن يوقّع الرؤساء الثلاثة على المقترح الأميركي من دون تسجيل اعتراضات، لأن خطورة الوضع الاقتصادي تفرض عليهم المضي بموضوع الترسيم لاعتقادهم أنه يساعد بحل الأزمة.
واعتبرت عضو مجلس القيادة في “التقدمي” والمتخصصة بقوانين النفط والغاز لما حريز في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “ما يهمّ لبنان من هذا الموضوع هو ألا يكون هناك قطب مخفية في الورقة المرسلة إلينا، وأن نتوصل جدياً الى ترسيم الحدود وأن تعود شركة توتال لمباشرة عملها في البلوك رقم 9 وما يليه بالبلوك رقم 8، وأن نستطيع أن نستثمر ثروتنا بأسرع وقت”، مشددة على ان “الترسيم ليس عملية حسابية إنما هناك اتفاقيات ومصالح بين الدول، ومصلحتنا كلبنانيين أن نتوصل الى الاتفاق ونبدأ بعملية التحضير التي قد تستغرق أشهراً عدة للبدء بعملية التنقيب، فليس لدى الطرفين أي لبنان واسرائيل إلا القبول بالترسيم لأن خيار الحرب مكلف”.
حريز توقعت ذهاب لبنان الى الترسيم، “شرط ألا يكون هناك قطب مخفية”، متحدثة عن ثلاث نقاط لإنجاح العملية وهي، أن “تعيد توتال مباشرة أعمال الاستكشاف، البدء بالتحضير لكيفية تسويق النفط والغاز وأخذ المبادرة من منتدى الغاز الشرق أوسطي الذي يضم مصر وإسرائيل وفلسطين وقبرص وفرنسا وأميركا”.
ورداً على سؤال أوضحت حريز أن الترسيم يبدأ من المياه من النقطة B1 وهي آخر نقطة على البر بين لبنان بين فلسطين المحتلة ولذلك فصلوا الترسيم البحري عن البري وبدأوا من المياه.
وكتبت” الراي” الكويتية: أوساط مطلعة أبقتْ على حذَرها بانتظار حلول «ساعة الصفر» للتوقيع كاشفة أن توقيت التحريك «الخطي» للمفاوضات تَزامَن من إدراك الأميركيين أن «حزب الله» يحضّر لرفع منسوب التعبئة من 50 الى 80 في المئة في إطار استعداداتٍ لزيادة الجهوزية تحسباً لكل الاحتمالات وبينها بدء تل ابيب بالاستخراج من جانب واحد أي قبل حصول اتفاق الترسيم والإفراج عن حق لبنان بالتنقيب في كل بلوكاته.
ورأت الأوساط أن العرض الخطي على أهمية تقديمه ومضمونه لا يعني بالضرورة أن الترسيم سيحصل غداً، موضحة أن ثمة جانباً تقنياً مهماً يتعيّن على الجيولوجيين في المقلب اللبناني متابعته ويتّصل بحجم الخزان في حقل قانا المفترض وإلى أين يصل في امتداده البحري تحت الخط 23 جنوباً، إضافة إلى نقاط أخرى، ناهيك عن الحذر الواجب والدائم من تعقيدات الوضع الداخلي الإسرائيلي ودخول ملف الترسيم في ساحة المعركة الانتخابية في ضوء ما ينطوي عليه من انتصارٍ للبنان شق طريقه على وهج تَوازُن ردع أرساه «حزب الله».


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى