رغم المعلوم… لماذا دعا بري لجلسة انتخاب رئيس؟ وما علاقة باسيل؟
انتهت الجلسة الأولى التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية بنتيجة تؤكد المؤكد: لا رئيس للجمهورية. الجميع كان يعلم هذه النتيجة قبل الدخول إلى جلسة الانتخاب التي كانت عبارة عن زيارة “تأدية واجب” وحلقة تجريبية للنواب الجدد ليعلموا كيفية انتخاب الرئيس لأول مرة من داخل قاعة المجلس.
ورغم أنه كان واضحًا أن “لا فائدة” رئاسية من الجلسة الماضية، إلا أن الرئيس بري أخذ قراره بالدعوة لها وسط تكهنات بالسبب الذي دفعه لذلك، في ظل عدم التوافق على اسم مرشح بعد.
وفي حين رأى بعض المصادر أن الجلسة الخميس كانت لجس النبض ومعرفة كيف تسير الأمور حتى هذه اللحظة بين الأفرقاء السياسيين، لفت مراقبون إلى أن الجلسة “كانت بمثابة رسالة من الرئيس بري لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد الجدال الذي حصل في ما يتعلق بملف الرئاسة والحكومة وتشابك الصلاحيات وإمكانية اختيار عون رئيسًا لحكومة انتقالية، محاولًا القول لباسيل إن “الأمر لي” والتأكيد أن مجلس النواب هو سيد نفسه وهو يمثل الدستور وهو الوحيد الذي يحق له أن ينتخب رئيسًا للجمهورية ويتحكم بإيقاع اللعبة”، مشيرين إلى أن “بري فضل إيصال هذه الرسالة ولو أتت على حساب مرشح حركة أمل الأول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”.
وفي نهاية الجلسة، كان لافتًا كلام بري الذي وجهه للنواب الحاضرين قائلًا: “إن لم يكن هناك أي توافق ولم يحصل الرئيس المقبل على 128 صوتًا، فإنه لن نستطيع إنقاذ البرلمان ولا لبنان”.
وفي هذا الإطار، لفت المراقبون إلى أنه “بعد مندرجات جلسة الخميس والتباينات حتى داخل الفريق الواحد، تبين أنه أحد من بين الذين تطرح أسماؤهم على الساحة اللبنانية والمرشحين يستطيع حتى الآن أن ينال أكثر من 73 صوتًا بأفضل الأحوال والتي من الممكن أن تكون من نصيب فرنجية في حال اعتبرنا أن تسوية ما حصلت بينه وبين باسيل إضافة إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وصوّتا له ، ولذلك لا يوجد حتى الساعة رئيس توافقي”.
وكان لافتًا خلال جلسة الخميس حصول النائب ميشال معوض على 36 صوتًا. وقد علق على هذه النتيجة عشية الجلسة قائلًا: “حصلت تقريبًا على ثلثي أصوات المعارضة وهي خطوة أساسية على طريق جمع المعارضة التي يجب أن تستكمل بمد اليد”.
في السياق، هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن تبني اسم معوض ليس لشخصه، بل لكون تسميته لها رمزية بوجه فرنجية.
ولكن أين باسيل من هذا المشهد؟ وهل القوى المعارضة لا تحسب له حسابًا كفرنجية؟
هنا أشار المراقبون إلى أن حتى باسيل بحد ذاته يعلم أنه خارج السباق الرئاسي نهائيًا، وقال المراقبون: “كل الأسماء التي طرحت في الجلسة الأولى هي أسماء للمناورة فقط خصوصًا من قبل التغييريين الذين لا مانع لديهم من الاتفاق على اسم مرشح تتفق عليه المعارضة وله حظوظ جدية بالوصول إلى سدة الرئاسة كما فعلوا في انتخابات نائب رئيس مجلس النواب حين انتخبوا يومها غسان سكاف رغم كل الملاحظات التي كانت موجودة ضمن التغييريين على شخصه ولكن عندما رأوا أن هناك فرصة حقيقية بقلب الطاولة قبلوا به على مضض وهذا ما قد يتكرر في الانتخابات الرئاسية”.
في الملخص، الدخان الأبيض بقي داخل مجلس النواب… الأوراق البيضاء مسيطرة و”لبنان” يحصل على 10 أصوات، إلا أن لبنان يستحق فعلًا أكثر من ذلك بكثير.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook