آخر الأخبارأخبار محلية

خلاصة الجلسة الأولى: اوان انتخاب رئيس الجمهورية لم يحن بعد

يمكن القول، بأن جلسة الانتخاب الأولى لم تكن سوى بروفا لكافة اللاعبين في الاستحقاق الرئاسي، بحيث لم تتسم بالجديّة في انتخاب رئيس جمهورية بقدر ما إعادت ترتيب المشهد العام إستعدادا للفراغ والفوضى.

الخلاصة الأولى، تكمن في الاجواء المرحة التي سادت الجلسة، بما في ذلك بعض “المزاح الثقيل”، وذلك يعني بأن كل الكتل ليست في وارد التورط في حملات انتخابية بقدر تسجيل المواقف وتبادل الرسائل تمهيدا للصفقة الكبرى.

اما في نقاش النواب، فتم التساؤل الجدي عن ماهية الصفقة الرئاسية في حال حصولها ، كما ومندرجاتها وأبرزها الخطوط المهمة و الابرز في مطلق مشروع رئاسي، وهذا ما دفع حزب الله وحلفاءه الى اتباع الورقة البيضاء لهدف مزدوج، إفهام أطراف داخلية و خارجية بأن نصاب ال 65 مؤمن وقادر على التحقق عبر اتفاقات جانبية، لكن ليس من قرار بالمضي في الانتخاب في ظل الظروف الراهنة.
المعارضة او المعارضات لها وضع خاص،حيث يمكن القول بأنها استطاعت تجميع ما أمكن من أصوات خلف النائب ميشال معوض ب 36 صوتا ، لكن تحوي داخل مكوناتها الغاما لا تعد و لا تحصى، وهناك من يراهن اصلا على حالة من التشرذم في هذا الفريق ستنعكس حكما على الجلسات المقبلة، وهي اصلا فقدان أصوات وازنة كان يمكن لها أن تحقق مفاجئة من العيار الثقيل.

في هذا الإطار، تسود علامات استفهام كثيرة عن اتفاقات لا بد من ابرامها مع مطلق مرشح رئاسي قبيل وصوله ، حيث تتجه الانظار تلقائيا الى رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي ضرب الرقم القياسي في المواقف التصعيدية قبيل الجلسة قبل أن يتخذ قراره بالاقتراع بورقة بيضاء كسائر حلفاء حزب الله.

فثمة ملاحظات كثيرة ، لا بد من متابعتها في أداء باسيل، أبرزها ركونه إلى إلتزام  إتفاق الطائف أمام المفتي دريان في حين خاض المعارك تحت عنوان تصحيح الخلل والدعوة إلى اعادة النظر بالطائف، تأكيده عدم انتخاب سليمان فرنجية في حال نصيحة السيد نصر الله، ثم مسارعته إلى اعلانه الاقتراع بالورقة البيضاء مستبقا توزيع حزب الله خياره على الحلفاء.

هذا التناقض، مرده الأساسي عدم قدرة باسيل على امتلاك ورقة التفاوض عن العهد الرئاسي المقبل كما كان الحال قبيل العام 2016 ، بما في ذلك البحث في طريقة تشكيل الحكومات والسياسة الخارجية كما الملفات الأخرى، خصوصا مع اصرار الرئيس عون على احراز إنجاز ولو بسيط في أواخر عهده يتعلق بترسيم الحدود البحرية واستخراج النفط و الغاز.

وضعية جبران باسيل الراهنة، لا تتيح الا  عرقلة تشكيل حكومة أو الشغب في الاتصالات التي تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي مهما بلغ التصعيد السياسي، وهو أعجز عن  تحصيل ضمانات يطلبها بعد انقضاء العهد  خارج تحالفه مع حزب الله ، على عكس  وضعيته السابقة حيث رفع مستوى الوعود والتعهدات ليصل إلى قصر بعبدا ،لكنها ارتدت عليه سلبا منذ شهور العهد  الأولى، لتتكفل ثورة ١٧ تشرين والازمات بالباقي وصولا إلى عتبة الانهيار الشامل راهنا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى