عون وبكركي: الافتراق المزمن
Advertisement
في السنتين الأخيرتين، لم يعد البطريرك بشارة الراعي هو نفسه الذي كان زائراً دائماً إلى بعبدا ومحبّذاً اختيار مطارنة أقرب إلى الخط العوني، ومنفتحاً بقوة على خط إقليمي معارض لسلفه. منذ تظاهرات 17 تشرين، تغيّر شيء ما في مواقف بكركي وراح يوجه انتقادات إلى المسؤولين كافة.
وهو بدأ بعض إشارات التحول قبلها حين زار السعودية ومدّ خطوطاً مفتوحة مع دول عربية كمصر والإمارات. واضح أن الراعي ظلّ محتفظاً بغطاء يبسطه بقوة على حاكمية مصرف لبنان، لكنه في الملفات الداخلية الأخرى كرّس افتراقه عن العهد وعن حزب الله، من مطالبته بحياد لبنان، ومن ثم الدعوة إلى مؤتمر دولي حول لبنان، وصولاً إلى دعوته المتكررة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية وإعادة تبنيه اتفاق الطائف. وما بينها كلها، العلاقة مع حزب الله التي تردّت في السنتين الأخيرتين، وكان آخر مؤشراتها قضية المطران موسى الحاج التي رأت بكركي أن هناك مسؤولية مشتركة بين حزب الله والعهد فيها.
في السنة الأخيرة من عمر العهد، صار الخلاف مكشوفاً أكثر. والاختلاف في وجهات النظر بدأ مع تلويح بعبدا بعدم خروج رئيس الجمهورية من القصر عند انتهاء ولايته إذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذا الموقف، رغم تبدله لاحقاً بتوضيحات رئاسية، أثار زوبعة في الكرسي البطريركي. لا يمكن للراعي أن يغطي بقاء رئيس الجمهورية بطريقة غير دستورية وهو كان واضحاً في توجيهه رسائل مباشرة إلى عون في هذا الشأن.بين بكركي وعون تنافس على الدور الماروني الأول. لن يكون عون الأول في محاولته اختصار الموارنة بشخصه، ولن تكون المرة الأولى التي ترى بكركي أن الرئاسة أهم من أيّ رئيس.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook