آخر الأخبارأخبار دولية

ميلوني تبدأ مهمة شاقة لتشكيل حكومة جديدة في ظل أزمة اقتصادية خانقة


نشرت في: 28/09/2022 – 11:38

تواصل زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني محادثات مع حليفيها ماتيو سالفيني، زعيم حزب “الرابطة” المعادي للهجرة، وسيلفيو برلسكوني، رئيس “فورزا ديتاليا” اليميني، بهدف تشكيل حكومة لن تبصر النور قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر على أقرب تقدير. يأتي ذلك في وقت تدخل فيه إيطاليا مرحلة مشرعة على المجهول بعد فوز ميلوني في الانتخابات التشريعية على رأس ائتلاف منقسم، سيتحتم عليه التوافق على تشكيلة حكومية تواجه الأزمة الاقتصادية الخانقة وتعالج مخاوف أوروبا وقلق الأسواق.

في ظل أزمة اقتصادية خانقة، تسارع جورجيا ميلوني زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” اليميني المتطرف في إيطاليا الزمن لتشكيل حكومة عبر التشاور مع حلفائها، في عملية يرجح أن تستغرق أسابيع.

وليس لحزب “فراتيلي ديتاليا” (إخوة إيطاليا) الذي تتزعمه ميلوني والفائز في انتخابات الأحد أي خبرة في الحكم، لكن يتعين عليه أن يجمع فريقا من مختلف الأحزاب يعالج أزمة الارتفاع المضطرد لمعدلات التضخم وأسعار الطاقة، ومشكلة العلاقات مع أوروبا التي تشعر بالقلق.

وتأمل ميلوني ذات الـ 45 عاما أن تكون أول امرأة على رأس الحكومة الإيطالية، لكنها بحاجة لحليفيها حزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني وحزب “فورزا إيطاليا” بزعامة رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني لضمان غالبية في البرلمان.

وسيكون توزيع الحقائب الأكثر أهمية، ولا سيما وزارات الاقتصاد والشؤون الخارجية والدفاع والداخلية، دائما مسألة سياسية، لكنه الآن وأكثر من أي وقت مضى “يجب أن يعكس مجالات الاختصاص” وفق صحيفة لاستامبا.

وفي المرات السابقة كان تولي إدارة جديدة المهام يستغرق ما بين أربعة أسابيع إلى 12 أسبوعا.

لكن الاستحقاق الأول يقترب بسرعة، إذ يتعين على إيطاليا المثقلة بالديون أن تقدم لبروكسل مشروع موازنتها للعام المقبل قبل 15 تشرين الأول/أكتوبر.

ولن يبدأ الرئيس سيرجيو ماتاريلا مشاورات تكليف رئيس للحكومة الجديدة إلا بعد انتخاب رئيسي مجلس الشيوخ والنواب من أعضاء البرلمان الذي سيجتمع في 13 تشرين الأول/أكتوبر.

وفيما الاُسر والأنشطة التجارية تواجه صعوبات في تسديد الفواتير الباهظة بسبب الحرب في أوكرانيا، فإن إعداد ميزانية سيكون “مثل تسلق جبل إيفرست من دون عبوات أكسيجين بالنسبة للحكومة الجديدة”، وفق تعبير صحيفة كورييري ديلا سيرا.

وسعت ميلوني خلال الحملة الانتخابية لطمأنة المستثمرين وكسب ثقتهم.

لكن فائدة السندات الإيطالية لعشر سنوات ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2013 صباح الثلاثاء.

واتسع الفارق بين أسعار الفائدة الألمانية والإيطالية، الذي يرصده المراقبون، إلى أكثر من 250 نقطة للمرة الأولى منذ ذروة جائحة فيروس كورونا في ربيع 2020.

تنافس على الوزارات المهمة

وافقت المفوضية الأوروبية الثلاثاء على ثاني شريحة من أموال الإغاثة لإيطاليا في مرحلة ما بعد الوباء، بقيمة تصل إلى 21 مليار يورو تقريبا، وفق مصدر حكومي.

لكن ميلوني قالت إنها تريد إعادة التفاوض على صفقة الإغاثة مع بروكسل، ما قد يعرض باقي المبلغ المقدر بنحو 200 مليار يورو، للخطر.

وقال المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد باولو جنتيلوني إنه حض “الحكومة الإيطالية القادمة على ضمان اغتنام هذه الفرصة” وقال إنها أساسية لوضع إيطاليا على مسار “نمو قوي ودائم”.

ورأت المحللة لدى وحدة الأبحاث بمجلة إيكونوميست، أنييزي أورتولاني، إنها تتوقع أن تقوم ميلوني “بمواصلة طمأنه الأسواق باختيارها شخصية غير مثيرة للجدل لمنصب وزير المالية”.

وكتبت في مذكرة أنها “ستريد أيضا تجنب الإضرار بسمعتها بتعيين شخص لا تعتبره الأسواق ذي مصداقية”.

ويسعى حلفاء ميلوني للحصول على الوزارات المهمة، فسالفيني يريد حقيبة الداخلية، فيما يطمح برلسكوني لرئاسة مجلس الشيوخ.

لكن نتائجهما المخيبة في الانتخابات وعدم وصول أي منهما إلى عتبة 10 بالمئة من الأصوات مقارنة بـ”فراتيلي ديتاليا” الذي حصل على 26 بالمئة، يعني أن ميلوني قد تكون تعتزم تهميشهما.

توافقات حتمية

لا يتفق سالفيني وبرلسكوني مع ميلوني في العديد من القضايا، ومنها إمداد أوكرانيا بالأسلحة.

ووسط كل التجاذبات المحتملة في المستقبل، فإن الفوز في الانتخابات “كان الجزء السهل تقريبا”، حسبما كتب لوتشانو فونتانا رئيس تحرير صحيفة كورييري ديلا سيرا.

وقلل برلسكوني من شأن المخاوف من احتمال زعزعة التحالف، فقال الثلاثاء إن حزبه مستعد لتقديم تنازلات “في مصلحة البلاد”.

وتشير التكهنات إلى احتمال تعيين حليفه أنتونيو تاجاني، رئيس البرلمان الأوروبي السابق، وزيرا للخارجية، وهو ما يمكن أن يرضي برلوسكوني ويهدئ مخاوف دولية إزاء أن يكون حزب ميلوني الشعبوي المشكك في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، يخطط لخوض معركة مع بروكسل.

وربما يكون الوضع مع سالفيني أكثر صعوبة. خاصة وأنه يحاكم حاليا بتهمة استغلال سلطاته كوزير للداخلية في 2019 لصد المهاجرين في البحر، ما قد يجعل عودته إلى الوزارة مستبعدة.

وقالت صحيفة ريبوبليكا إن “نزع فتيل سالفيني” دون إثارة رد فعل عنيف يمكن أن يضعف الوافدة الجديدة إلى السلطة التنفيذية هو “أول اختبار لميلوني”.

 

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى