حزب الله يضغط للتخلي عن السقوف العالية
Advertisement
وفي حين لا يعول بعض المشككين باحتمال أن تبصر الحكومة النور على موقف الحزب في احتمال التخلي عن عون في أيام رئاسته الأخيرة، وانعكاس ذلك على العلاقة بينهما، تتحدث أجواء حكومية عن واقع مختلف. فالحزب بات مؤيداً وضاغطاً لتأليف الحكومة، وهو أظهر أنه ليس مع الشروط التي رفعها التيار، والحكومة لن تغطي فكرة وزراء دولة يمارسون دوراً سياسياً، والتسريبات المتتالية يعرف المعنيون أنها كانت مقصودة بهدف رفع ثمن التسوية الحكومية. والحزب بات حذراً من مغبة التهويل ليس باجتهادات دستورية فحسب إنما بخطوات يفهم منها العودة إلى ما قبل 1990. والكلام هنا قد يلحظ تمسكاً باتفاق الطائف على عكس ما كانت عليه مواقف الحزب من الاتفاق. لكن الحزب لا يريد الرجوع إلى الوراء والقيام حالياً بخطوات تتعلق بالطائف في غير توقيته، لأن ذلك يفتح أبواب صراعات داخلية قد تنفجر في وجه الجميع في لحظة حرجة. والحزب الذي وفى بتعهداته سابقاً لعون، لم يعط تعهدات حالية للتيار لا برئاسة الجمهورية ولا بموضوع الحكومة، من دون التخلي عن الحوار بينهما.
لكن حساباته قد لا تتقاطع وسط ضغوط بري والقوى السنية المعارضة والموقف المسيحي المعارض، مع حسابات التيار، لأن ليست للحزب مصلحة اليوم بأن يكون في مواجهة الجميع، ولا سيما مع القوى السنية، من أجل شروط وزارية تبدو تعجيزية، ولا تقدم ولا تؤخر طالما أن الكل يعترف بدوره في الحكومة، وفي الواقع الداخلي. لذا يمكن أن تكون الأيام المقبلة عنصراً مساعداً في إرسال رسائل واضحة حول الحكومة الجديدة وما هو مطلوب منها، وما هو مطلوب من الذين سينضوون فيها مباشرة أو غير مباشرة. وحينها يصبح موقف التيار أكثر حراجة لأن أي خطوة مقابلة لا تسهل ولادة الحكومة، ستكون عاملاً مؤثراً في العلاقة مع الحزب وليس مع رئيس الحكومة وحده. والتيار عادة يصارع حتى اللحظات الأخيرة كما حصل في مراحل شد كباش سابقة، لكنه يعرف أن هناك سقفاً زمنياً لن يتخطاه. والأرجح أنه لن يفعل كذلك هذه المرة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook