من العجلات المفخخة إلى “الحجارة المتفجرة”… انتشار أصناف كثيرة من الألغام القاتلة
الإثنين, 19-09-2022 7:34 م
0 3 دقائق
نشرت في: 19/09/2022 – 16:57
ما زالت الهدنة في اليمن مستمرة منذ بداية شهر نيسان/ أبريل الماضي في الصراع الدائر بين القوات الحوثية والقوات المساندة للحكومة. ورغم ذلك، ما زال مئات المدنيين يقتلون بسبب الألغام المضادة للأفراد التي نصبها الحوثيون. وتحاول منظمة “بروجكت ماسام” Project Masam غير حكومية الحد من هذه المآسي من خلال الإشراف على عمليات نزع ألغام في كل أنحاء البلاد.
منذ سنة 2014، يعيش اليمنيون على وقع صراع بين الحوثيين، وهم متمردون مدعومون من إيران، والقوات الموالية للحكومة التي يدعمها تحاولف عسكري عربي تقوده المملكة السعودية الجارة الشمالية.
ومنذ سنة 2017، لجأ الحوثيون إلى استخدام كثيف للألغام في الأراضي الزراعية والبلدات والطرقات خصوصا في المناطق الساحلية بالحديدة وتعز. وتعد الألغام بالنسبة إلى الحوثيين وسيلة مفضلة لمحاولة وقف تقدم القوات الموالية للحكومة. وحدث ذلك سابقا خلال سنة 2018 عند اشتداد المعارك في تعز والحديدة.
وحسب المرصد اليمني للألغام، فقد قتل – بين منتصف سنة 2019 وشهر آب/ أغسطس 2022- 426 مدنيا بسبب انفجار ألغام وعبوات متفجرة مبتكرة وذخائر غير متفجرة، بينهم 101 طفل و22 امرأة. كما أحصى المرصد 568 جريحا بينهم 216 طفلا و48 امرأة.
السيول تجرف كميات كبيرة من الألغام إلى مناطق مأهولة بالسكان ومساحات زراعية في مأرب ومحافظات أخرى. نناشد المواطنين والمزارعين بأخذ الحيطة وشديد الحذر. نجدد دعوتنا للحوثيين لتسليم خرائط الألغام.. ونطالب المجتمع الدولي بدعم جهود تطهير المناطق الملوثة.#المرصد_اليمني_للألغامpic.twitter.com/ok8TSJEDiL
— المرصد اليمني للألغام (@MinesInYemen) July 31, 2022
مواطن من أبناء مديرية بيحان شبوة ينزع عدد من #الألغام الي زرعها الحوثيون في أحدى الطرق الفرعية بمنطقة المطيرية.
يعمل هذا الشاب طواعية إلى جانب متطوعين أخرين من ابناء المنطقة على تطهير مناطقهم من الألغام دون أن يتمكنوا من الحصول على معدات ولا أدوات للسلامة.#المرصد_اليمني_للألغامpic.twitter.com/ovmaaVNZzY
“الألغام المصنعة محليا هي من بين الأكثر خطورة لأنها تتفجر تحت ضغط خفيف”
وليد الجعوري هو المتحدث باسم منظمة مشروع ماسام ويقود منذ سنة 2018 عمليات نزع ألغام عبر عدة محافظات في اليمن، ويقول:
لدينا 32 فريقا متخصصا في نزع الألغام تم تكوينه على يد خبراء دوليين. ونعمل كل يوم من الساعة السادسة صباحا إلى غاية منتصف النهار.
ومنذ سنة 2018 إلى يومنا هذا، توصلنا إلى تحييد 356758 لغما. وقمنا بنزع 21229 ذخيرة غير متفجرة، 7462 عربة متفجرة مبتكرة، 131459 لغما مضادا للدبابات و5538 لغما مضادا للأفراد.
هل تتذكرون الشاب سليمان الميرابي، الطالب في جامعة #تعز الذي تطوع مع زملاء له لتفكيك ألغام الحوثيين في المدينة وفقد جميع أطرافه اثناء تأديته لعمله الطوعي.
سليمان الذي كان مقعدا تماما تمكن مؤخرا من المشي برجلين صناعيتين، بعد أن تلقى العلاج في المركز العربي في عٌمان. pic.twitter.com/yJjP8sACfB
— المرصد اليمني للألغام (@MinesInYemen) May 13, 2022
تمكن فرق نزع الألغام التابعة لنا من فحص مساحة تصل إلى 38 مليون و34 ألف متر مربع وذلك في ثماني محافظات: هي الجوف وشبوة ومأرب والحديدة وتعز وعدة والدالي ولحج.
يوجد أساسا نوعام من الألغام: الألغام الكلاسيكية المضادة للأفراد وألغام مصنعة محليا من قبل الحوثيين في مصانعهم الخاصة وهي كبيرة الحجم ولها أشكال مختلفة. وتمثل 85 من مجمل الألغام التي تم تحييدها من فرقنا.
عبوة متفجرة متبكرة تمكن فريق نزع الألغام من منظمة بروجكت ماسام من نزعها. صورة منظمة مشروع ماسام غير الحكومية.
الغالبية العظمى من الألغام المصنعة محليا تعتبر من بين الأكثر خطورة وذلك لأنها تستخدم كألغام شخصية قابلة للانفجار تحت أي ضغط خفيف.
ويوجد نوعان من هذه الألغام: ألغام شخصية يتم ربطها بأسلاك كهربائية ويتم وضعها في مداخل القرى والمناطق المأهولة بالسكان، والألغام ذات الدواسة، التي تسخدم في الأصل كألغام أرضية مضادة للعربات، لكن القوات الحوثية حولتها إلى ألغام مضادة للأفراد ذات خطورة عالية وذلك لأنها تبدأ في الانفجار من خلال دواسة كهربائية وهو ما يجعلها قابلة للانفجار تحت أي ضغط خفيف.
ألغام مضادة للأفراد تم تجميها من قبل فرق نزع الألغام التابعة لمنظمة بروجكت ماسام وكانوا يستعدون للتخلص منها. صورة بروجكت ماسام Project Masam.
“عثرنا على علب الفول متفجّرة”
تمكنت فرق نزع الألغام التابعة لنا أيضا من تحييد عبوات متفجرة مبتكرة التي قام الحوثيون بإخفائها في أغراض بسيطة تستعمل من الجميع على غرار قطع آجر البناء والحجارة والعجلات المطاطية.
ألغام مضادة للأفراد تم تجميعها من قبل فرق نزع الألغام التابعة لمنظمة بمشروع ماسمام وكانوا يستعدون للتخلص منها. صورة بروجكت ماسام Project Masam.
كما عثرنا أيضا على عبوات متفجرة تم إخفاؤها داخل الحجارة، على طول عدد من الطرقات. حتى أننا عثرنا على عبوات متفجرة داخل جذع أشجار نخيل يملكها مزارعون في منطقة الحديدة.
عبوة متفجرة مبتكرة تم إخفاؤها داخل قطعة حجارة مزيفة، في محافظة الحجاج. صورة نشرت في 15 شباط/ فبراير 2022 من قبل المرصد اليمني للألغام، في هذه التغريدة على تويتر بتاريخ 13 كانون الثاني/ يناير 2022. صورة من حساب @MinesInYemen على تويتر.
وكانت دولة اليمن قد انضمت إلى اتفاقية أوتاوا التي تعود إلى سنة 1997 والتي تقضي بمنع استخدام الألغام المضادة للأفراد.