بين 13 تشرين الأول و31 تشرين الأول: حزب الرئيس إلى أين؟

Advertisement
لكن استحقاق هذه السنة بازدواجيته يحمل للتيار سلبيات واقعية قياساً الى تجارب سياسية سابقة في لبنان. إذ سيعود التيار الوطني في هذه المناسبة حزباً كباقي الأحزاب اللبنانية، ولن يعود حزب الرئيس ولا رئيس الظل، حتى لو تشكّلت الحكومة، قبل ذلك الموعد، وامتلك فيها حصصاً وزارية. وسيعود حزباً لا سند له سوى حزب الله بالحدّ المعقول الذي لا يدخله في أي إشكالات مع حلفائه، ولا سيما أن حزب الله سيتحرر بدوره من التزاماته بالرئاسة وما قدّمه لها وقدّمته له طوال ست سنوات.
وسيكون أمام التيار الوطني، مهما بلغ عدد نوابه، مهمة استعادة الزخم الذي سيفقده على طريق الخروج من احتفالية بعبدا. حتى طريق القصر الجمهوري، لن تبقى سالكة لاحتفالات التيار أو كما جرى في التظاهرة المضادة لتظاهرة 17 تشرين دعماً لعون ودفاعاً عنه. ومن الصعب تصوّر استراتيجية تشابه استراتيجية عون بعد 1990، حين حوّل قاعدته العونية من باريس، وعبر اتصالات هاتفية، الى مساحة عريضة من المعارضين العونيين في المدارس والجامعات وفي الشارع. اليوم، ومع كل الأدوات المتاحة وفي غياب أي سلطة أمنية قمعية، يصبح استنهاض التيار من دون عصب سياسي حقيقي أحد تحدّيات التيار كما سبق أن واجهتها أحزاب أخرى. فالانتخابات أصبحت وراء التيار، واللعب على وتر الاستنهاض المسيحي فقد قيمته كما حال استهلاك الخلافات المسيحية الداخلية، والاتكاء على رئاسة الجمهورية سينتهي في غضون أسابيع قليلة. والامتحان الأساسي للتيار يكمن في رئاسة الجمهورية. فحصولها برئيس غير فئوي يعني إبعاد التيار عن صدارة الحدث أكثر فأكثر، وعدم إجرائها يعني في الوقت نفسه استنزاف التيار للرئاسة في الشارع المسيحي، حيث سيكون له أكثر من خصم يحمّله مسؤولية الفراغ. وما بين الحدّين، سيخرج التيار من بعبدا في 31 تشرين الأول، مع رئيس الجمهورية. في انتظار أن يحدّد خريطة طريقه، بعدما استنفد وعود السنوات الخمس الماضية، فلا يصبح خارج ظلّ عون مثل أحزاب أخرى يميناً ويساراً، شهدت انقلابات ومنافسات وأجنحة، بعدما فقدت موقعها ورفع رعاتها إقليمياً ودولياً الغطاء عنها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook