الرئاسة تقرّب المسافات.. لقاء بين الجميّل وجعجع على النار؟!
حينها، تبادل رئيسا الحزبين غير البعيدين عن بعضهما البعض في السياسة، سمير جعجع وسامي الجميّل، الاتهامات والانتقادات، بل الأوصاف التي كانت “صادمة”، فاعتبر الجميّل ” القوات” جزءًا من المنظومة، تغيّر مواقفها وفق مصلحتها، فيما ذهبت الدائرة الإعلامية في “القوات” في أحد ردودها عليه لحدّ القول إنّه أوصل حزبه “إلى الحضيض”، من خلال “سياساته ومواقفه الانفعالية وذات الخلفية الحاقدة”.
لكنّ المتابعين للشأن السياسي يلاحظون “انقلابًا” في العلاقة بين الحزبين في مرحلة ما بعد الانتخابات، حيث شهدت تحسّنًا تدريجيًا، ارتقى لمستوى “التقارب”، مع رصد العديد من المؤشّرات “الإيجابية” بينهما، كان آخرها حضور “الكتائب” في احتفال “القوات” في ذكرى “شهداء المقاومة”، في حين يتحدّث البعض عن لقاء بات “على النار” سيجمع بين جعجع والجميّل في توقيت قد يكون قريبًا جدًا!
الظروف اختلفت
يقول العارفون إنّ التغيير “النوعي” في العلاقة بين “القوات” و”الكتائب” كان طبيعيًا بعد انتهاء الانتخابات النيابية، نتيجة ما أفرزته من انقسام سياسي عمودي، بين فريقي “حزب الله” وحلفائه من جهة، وقوى المعارضة المناهضة لمشروع الأخير، وبالتالي كان من الطبيعي أن يتموضع “القوات” و”الكتائب” جنبًا إلى جنب في الاصطفاف الأخير، من أجل الاستفادة من النتائج التي تحققت في سبيل “مواجهة” الحزب والقوى المحسوبة عليه.
ولعلّ ما عزّز ورسّخ هذا الاصطفاف الجديد، تمثّل في “انتفاء” المصالح الانتخابية، التي أسهمت في “تعميق” الخلاف بشكل واسع، ولا سيما أنّ حزبي “القوات” و”الكتائب” يدركان أنّهما يتقاسمان “الصحن الشعبي” نفسه تقريبًا، وبالتالي فإنّ المنافسة في الانتخابات كانت على هذا الجمهور بالتحديد، حيث كانت المواجهة حامية بينهما، بل “على المنخار” في العديد من الدوائر الانتخابية، وفق ما يلاحظ المتابعون.
ويشير العارفون إلى أنّ العلاقة بين “القوات” و”الكتائب”، رغم الالتباس الذي لطالما أحاط بها، لم تكن يومًا علاقة “عداء”، حيث يقول المحسوبون على “الكتائب” إنّ الخلاف كان على بعض الخيارات السياسية، حين كانت “القوات” شريكة في الحكومات وصولاً إلى التسوية الرئاسية، فيما ينفي “القواتيون” أي مسؤولية لهم عن “انحدار” العلاقة، مؤكدين أنّ “القوات” لم تبادر يومًا إلى الهجوم، بل إنّ كلّ مواقفها كانت في إطار “رد الفعل” ليس إلا.
كلمة السر.. الرئاسة
في كلّ الأحوال، يعتقد كثيرون أنّ كلّ ما سبق من خلافات وسجالات أصبح من الماضي، حتى لو أنّ التقارب لم يكتمل بعد بصورة نهائية، بانتظار معالجة بعض “ترسّبات” المرحلة الماضية، إن جاز التعبير، إذ إنّ الأكيد وفق ما يقول هؤلاء، إنّ ما كان ساريًا قبل الانتخابات النيابية، لم يعد ساريًا اليوم، فكيف بالحريّ مع الاستحقاق الرئاسي الذي يتطلّب تنسيقًا كاملاً وعلى أعلى المستويات بين مختلف قوى المعارضة، وعلى رأسها “القوات” و”الكتائب”.
استنادًا إلى ما تقدّم، يرى العارفون أنّ لا مبالغة على الإطلاق في القول إنّ انتخابات الرئاسة هي التي “قرّبت المسافات” بين “القوات” و”الكتائب”، علمًا أنّ الجانبين يتّفقان على مقاربة “شبه واحدة” للاستحقاق، لجهة ضرورة “توحيد” موقف قوى المعارضة من الاستحقاق، منعًا لوصول مرشح من “8 آذار” مرّة أخرى إلى قصر بعبدا، ولو أنّ هناك من يخشى من أن يختلفا على “الأسماء”، ولا سيما أنّ جعجع والجميّل قد يكونان مرشحين محتملَين للرئاسة.
في كل الأحوال، يقول المتابعون إنّ العلاقة بين “القوات” و”الكتائب” دخلت مرحلة جديدة، ستتجلى في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي ينوي الجانبان خوضه وفق مقاربة موحّدة، على أن تتواصل في الاستحقاقات المقبلة، انطلاقًا من نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، على أن يحافظ كلٌ من الطرفين على “خصوصيته”، التي تتيح له “التمايز”، باعتبار أن “لا ذوبان” لأحدهما في الآخر، وإنما “تنسيق” قد يكون أكثر من مطلوب في القادم من الأيام.
صحيح أنّ للقاء بين سامي الجميّل وسمير جعجع “رمزيّته” في إطار العلاقة الثنائية بين “القوات” و”الكتائب”، بعد كل ما أحاط بها من “التباس” طيلة الفترة الماضية، إلا أنّ العارفين يؤكدون أنّ “التقارب” بدأ، بمعزل عن هذا اللقاء، الذي يعتقد البعض أنه ينتظر “نضوج” الظروف المناسبة، وحلّ بعض “الإشكاليات” العالقة، في حين أنّ “التمهيد” له بصورة أو بأخرى بدأ في القواعد الجماهيرية للطرفين..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook