وفاة الملكة إليزابيث الثانية.. زعماء العالم ينعون الصديقة المحبوبة والقائدة الملهمة والصامدة
توالت ردود الفعل من زعماء وقادة العالم إثر وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية الخميس عن 96 عاما ثم إعلان الملك تشارلز الثالث كعاهل جديد يخلف والدته الراحلة على عرش المملكة المتحدة، والذي قال إن رحيلها “لحظة حزن بالغ” سيشعر بها أناس “في العالم أجمع”. ونعى زعماء الأمم المتحدة، حلف شمال الأطلسي، المجلس الأوروبي، إسكتلندا، إيرلندا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، الولايات المتحدة، كندا، أوكرانيا وروسيا والهند وباكستان ودول أخرى، الصديقة المميزة والمحبوبة، القائدة الملتزمة والصامدة، والملكة الاستثنائية التي طبعت التاريخ بعمق، وامرأة الدولة والخسارة التي لا تعوض.
نُكّس العلم البريطاني فوق قصر باكنغهام الذي تقاطرت إليه جموع غفيرة مساء الخميس إثر إعلان القصر الملكي وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن 96 عاما.
وفور إذاعة خبر رحيل الملكة انفجر المحتشدون أمام القصر بالبكاء وسط صمت مطبق خيم على المكان، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية، في حين بثت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” النشيد الوطني البريطاني.
وأكدت دار كلارنس هاوس وهي مقر ملكي بريطاني أن العاهل الجديد سيحمل اسم الملك تشارلز الثالث، بعد وفاة الملكة إليزابيث، حسبما أفادت بي.إيه ميديا الخميس. وأصبح الأمير تشارلز البالغ 73 عاما تلقائيا ملكا لبريطانيا عند وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية الخميس في قصر بالمورال في إسكتلندا فيما أصبحت زوجته كاميلا قرينة الملك.
وخاطبت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الأمير تشارلز الذي بات تلقائيا الملك الجديد للمملكة المتحدة بعد وفاة والدته: “جلالة الملك تشارلز الثالث”. وقالت تراس التي كانت استقبلتها الملكة الراحلة الثلاثاء: “اليوم، ينتقل التاج، كما حصل منذ أكثر من ألف عام، إلى ملكنا الجديد، رئيس دولتنا الجديد، جلالة الملك تشارلز الثالث”.
الملك تشارلز الثالث: “لحظة حزن بالغ”
ووصف ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت الخميس عن 96 عاما بأنها “لحظة حزن بالغ” سيشعر بها أناس “في العالم أجمع”. وقال تشارلز الثالث في أول بيان يصدره بعد توليه العرش: “إن رحيل والدتي المحبوبة، جلالة الملكة، هو لحظة حزينة للغاية بالنسبة لي ولجميع أفراد عائلتي”.
وتابع العاهل البريطاني الجديد في بيانه: “إننا نأسف بشدة لوفاة ملكة عزيزة وأم محبوبة. أعلم أن خسارتها سيشعر بها بعمق في جميع أنحاء البلاد وفي الممالك والكومنولث، ومن قبل عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم”. وختم بيانه بالقول: “خلال هذه الفترة من الحزن والتغيير، سأشعر أنا وعائلتي بالارتياح والدعم لأننا نعلم مقدار الاحترام والمودة العميقة التي حظيت بها الملكة على نطاق واسع”.
في نفس السياق، أعلن أسقف كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للكنيسة الأنغليكانية، الخميس أنه يضم صوته إلى “صلوات الملك والعائلة الملكية” بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي كانت تعتبر رئيسة الكنيسة الأنغليكانية. وقال الأسقف في بيان: “لقد فقدنا الشخص الذي ساعدنا ولاؤه الثابت وخدمته وتواضعه على إعطاء معنى لما نحن عليه، من خلال عقود من التغيير الاستثنائي في عالمنا وأمتنا ومجتمعنا”. وأضاف: “صلواتي مع الملك والعائلة الملكية. عسى أن يكون الله بقربهم ويعزّيهم في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة”.
حزن في إسكتلندا وخسارة لإيرلندا
من جانبها، قالت رئيسة وزراء إسكتلندا التي تؤيد استقلال بلادها عن بقية المملكة المتحدة، إن رحيل إليزابيث الثانية كان “لحظة حزينة بالنسبة إلى المملكة المتحدة ومنظمة الكومنولث والعالم”. وغردت نيكولا ستورجن أن “حياتها كانت مكرسة للتفاني والخدمة”، مضيفة “باسم شعب إسكتلندا، أقدم أصدق تعازي إلى الملك والعائلة الملكية”.
بدوره، وصف الرئيس الإيرلندي مايكل د. هيغينز الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس عن 96 عاما بأنها “كانت “صديقة مميزة لإيرلندا”، معتبرا أن “تأثيرها كان كبيرا على أواصر التفاهم المتبادل” بين الشعبين. وقال في بيان: “نقدم تعازينا لجميع جيراننا في المملكة المتحدة ، بعد خسارة صديقة مميزة لإيرلندا، ونتذكر الدور الذي لعبته الملكة إليزابيث في الاحتفاء بالصداقة الحميمة والدائمة” بين البلدين.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالمزايا التي تمتعت بها ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية من “فضيلة ونعمة وتفان”، منوها “بحضورها المثير للطمأنينة على مدى عقود من التغيير الكبير”. وقال غوتيريس في بيان إن الملكة “كانت موضع تقدير كبير لما تمتعت به من فضيلة ونعمة وتفان حول العالم. لقد كان حضورها مثيرا للطمأنينة على مدى عقود من التغيير الكبير، بما في ذلك انتهاء الاستعمار في أفريقيا وآسيا”.
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ عن حزنه “العميق” لرحيل الملكة إليزابيث الثانية، ورأى فيها مثالا على “القيادة” وعلى “التزام عام مترفع” عن المصالح الخاصة. وكتب ستولتنبرغ في تويتر: “أشعر بحزن عميق لوفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية. فهي جسدت لأكثر من 70 عاما قيادة والتزاما عاما مترفعا” عن المصالح الخاصة. وأضاف “أعمق تعازي للعائلة الملكية، ولحليفتينا في حلف شمال الأطلسي المملكة المتحدة وكندا، ولشعب الكومنولث”.
من جهته، أشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالملكة إليزابيث الثانية، معتبرا أن الراحلة التي وصفها بـ”إليزابيث الصامدة” كانت تجسد “أهمية القيم الثابتة”. وكتب شارل ميشال على تويتر: “أفكارنا مع العائلة الملكية وجميع أولئك الذين يبكون الملكة إليزابيث الثانية في المملكة المتحدة والعالم. كانت في الماضي تلقب +إليزابيث الصامدة+، ولم تقصر يوما من خلال خدمتها والتزامها في أن تبين لنا أهمية القيم الثابتة في عالم معاصر”.
صديقة لفرنسا والملكة “المحبوبة” لإيطاليا
كما أشاد إيمانويل ماكرون بالملكة إليزابيث الثانية، معتبرا أنها “صديقة لفرنسا وملكة للقلوب” طبعت “بلادها والقرن”. وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة بعدما نشر صورة للملكة الراحلة: “جلالتها الملكة إليزابيث الثانية جسدت استمرار ووحدة الأمة البريطانية طوال أكثر من سبعين عاما. أحتفظ بذكرى صديقة لفرنسا، ملكة للقلوب طبعت بلادها والقرن إلى الأبد”.
وقدم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الخميس تعازيه بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، معتبرا أن الملكة “المحبوبة” مثلت المملكة المتحدة ومنظمة الكومنولث “بتوازن وحكمة”. وقال دراغي في بيان “لقد حافظت على الاستقرار في أوقات الأزمات وأبقت قيمة التقاليد حية في مجتمع في تطور مستمر. إن روح الخدمة والتفاني لديها (…) طوال هذا الوقت الطويل شكلت مصدر إعجاب دائم لأجيال”.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في تغريدة إن الملكة إليزابيث الثانية كانت “شخصية ذات أهمية عالمية وشاهدة وكاتبة للتاريخ البريطاني والأوروبي”. وقدم سانشيز تعازيه إلى “جميع أفراد العائلة الملكية والحكومة وجميع مواطني المملكة المتحدة ومنظمة كومنولث بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية”.
وأشاد ملك إسبانيا فيليبي السادس بالملكة إليزابيث الثانية مذكرا بأنها “كتبت أبرز الفصول في تاريخ عالمنا” خلال سبعة عقود. وكتب فيليبي السادس في برقية إلى الملك الجديد تشارلز الثالث: “لقد شهدت جلالة الملكة إليزابيث الثانية بلا شك وكتبت وشكلت أبرز الفصول في تاريخ عالمنا مدى العقود السبعة المنصرمة”، مشيدا بـ”حس الواجب والالتزام لديها”، وبـ”حياتها التي كرستها بأكملها لخدمة” شعبها.
كذلك أشاد ملك بلجيكا فيليب وزوجته الملكة ماتيلد الخميس بملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية، معتبرين أنها كانت “ملكة استثنائية طبعت التاريخ بعمق” وأثبتت “وقارا وشجاعة وتفانيا طوال فترة حكمها”. وأضاف الثنائي الملكي “كانت شخصية خارجة على المألوف. سنحتفظ دائما بذكرى مؤثرة عن هذه السيدة الكبيرة. كل من لقاءاتنا سيبقى إلى الأبد محفورا في ذاكرتنا”، معربا في تغريدة على تويتر عن “حزنه العميق”.
تعاطف أمريكي وكندي
من ناحيته اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية كانت “امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما”، مضيفا أنها “كانت أكثر من ملكة. لقد جسدت حقبة”. وتابع بايدن في بيان أن إليزابيث الثانية “ساهمت في جعل العلاقة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة (علاقة) ’خاصة‘”، مؤكدا أنه “يتطلع إلى مواصلة علاقة الصداقة الوثيقة مع الملك” الجديد.
وأعرب البيت الأبيض عن تعاطفه مع عائلة الملكة إليزابيث الثانية ومع “شعب المملكة المتحدة”، على ما أعلنت الناطقة باسم الرئاسة الأمريكية كارين جان-بيار. وقالت جان- بيار لوسائل الإعلام: “أفكارنا مع عائلة وشعب المملكة المتحدة” بعد وفاة إليزابيث الثانية.
بدوره، حيا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخميس “الإرث الاستثنائي من السلام والازدهار” الذي تركته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في المملكة المتحدة. وكتب ترامب على موقع التواصل الاجتماعي خاصته “إن روح القيادة والدبلوماسية لديها أتاحت إقامة وتعزيز التحالفات مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى عبر العالم”.
وأكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الخميس أن الملكة إليزابيث الثانية شكلت “حضورا دائما” في حياة الكنديين و”ستبقى إلى الأبد جزءا مهما من تاريخ بلدنا”. وأضاف رئيس الحكومة بعيد إعلان وفاة الملكة التي تعتبر في كندا رئيسة للدولة، أن “الكنديين سيتذكرون وسيقدرون على الدوام حكمة جلالتها وتعاطفها”.
بدورها نشرت ماري سايمن، الحاكمة العامة لكندا والممثلة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية في هذا البلد، تغريدة على تويتر قالت فيها إن “الكنديين سيحزنون على الملكة. دعونا نتوقف لحظة لتكريم ذكرى جلالة الملكة، كلّ على طريقته الخاصة”.
زيلينسكي: وفاة الملكة إليزابيث “خسارة لا تعوض”
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن وفاة الملكة إليزابيث “خسارة لا تعوض” معربا عن “حزنه العميق” لهذا النبأ. وأضاف في رسالة عبر منصات التواصل الاجتماعي “باسم الشعب الأوكراني أقدم التعازي الصادقة إلى العائلة الملكية والمملكة المتحدة برمتها والكومنولث بهذه الخسارة التي لا تعوض”.
ونقلت وكالات أنباء روسية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه لبريطانيا في “الخسارة التي لا يمكن تعويضها” للملكة إليزابيث. وفي رسالة إلى الملك تشارلز، عاهل بريطانيا الجديد، قال بوتين إن الملكة “تمتعت بحق بحب واحترام رعاياها وكذلك بالسلطة على المسرح العالمي”. وأضاف “أتمنى لكم الشجاعة والصمود في مواجهة هذه الخسارة الصعبة التي لا يمكن تعويضها. أرجو منكم نقل خالص التعازي والدعم لأفراد العائلة المالكة ولشعب بريطانيا بأسره”.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه شعر بالحزن لوفاة الملكة إليزابيث وأرسل أحر تعازيه للعائلة المالكة وشعب وحكومة المملكة المتحدة.
وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الخميس تعازيه إلى العائلة الملكية البريطانية إثر وفاة الملكة إليزابيث الثانية. وكتب على تويتر: “باسم حكومة إسرائيل وشعبها، أقدم تعازي إلى العائلة الملكية وشعب المملكة المتحدة بوفاة جلالتها الملكة إليزابيث الثانية”، مضيفا أن الراحلة “تترك خلفها إرثا من القيادة والخدمة”.
من جهته، أبدى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الخميس “ألمه” لوفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. وكتب مودي على تويتر أن الملكة الراحلة “جسدت قيادة ملهمة لأمتها وشعبها”، مضيفا أنها “جسدت الكرامة في حياتها العامة”.
أما عارف علوي، رئيس باكستان التي تعتبر ثاني أكبر دولة في الكومنولث من حيث عدد السكان بعد الهند، فوصف الراحلة بأنها كانت “زعيمة كبيرة وخيّرة”. وإذ رأى أن وفاتها تترك فراغا هائلا، أكد أن “ذكراها ستبقى محفورة بأحرف من ذهب في سجلات تاريخ العالم”.
هذا، وأعلنت الحكومة البرازيلية في مرسوم الخميس الحداد لمدة ثلاثة أيام على وفاة الملكة إليزابيث الثانية. وجاء في المرسوم: “أعلن الحداد الرسمي في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام تبدأ من تاريخ نشر هذا المرسوم، علامة على الحزن لوفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
مصدر الخبر
للمزيد Facebook