أخبار محلية

تصعيد مفتوح بين القوات والتيار … وبرودة بين معراب وكليمنصو


تتوالى الترشيحات الرئاسية من الفنادق ويتواصل التراشق السياسي على خلفية الاستحقاق الرئاسي من معظم الأطراف وفي صلبهم حزب “القوات ال لبنانية” و” التيار الوطني الحر”، حيث كل الدلائل والقراءات والمعطيات تؤشر الى ارتفاع منسوب التصعيد بين معراب وميرنا الشالوحي، بعد الهجوم الصاعق لرئيس حزب “القوات” سمير جعجع على رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار البرتقالي”، والردود السريعة من هذا التيار… اذ يرجَّح أن تغرق الساحة الداخلية بالخلافات والمساجلات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، الى حين التوصل الى تسوية وإلاّ فالآتي أعظم، على ما يقول المتابعون لهذا المسار.
وعلى وقْع استنساخ حقبة أواخر الثمانينات بين “القواتيين” و”العونيين”، ظهرت من معراب ملامح وأجواء لمّ الشمل بين الحلفاء القدامى والجدد من كتائبيين ومستقلين ما دفع جعجع الى الترحيب بهم من دون اغفال اشادته بالنائب أشرف ريفي والعائدين الى معراب، وفي المقابل كان هناك غياب معبّر للمرة الأولى من قِبل الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي جرياً على عادته، كان يكلّف نواباً من “اللقاء الديموقراطي” وقياديين حزبيين للمشاركة في هذه المناسبة، ما ترك تساؤلات حول هذا الغياب وان كان متوقعاً نيابياً.
هنا تشير مصادر مواكبة لهذه الأجواء الى أن رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط قرّر عدم المشاركة لا نيابياً ولا حزبياً في ذكرى شهداء حزب “القوات”، ليقول أحد المقربين منه إن جنبلاط لا يزال منزعجا على خلفية البيان الذي أصدرته النائبة ستريدا جعجع قبل بضعة أسابيع وانتقدت فيه جنبلاط، في حين أن اتصالات جرت بهدوء بين مقربين من الطرفين للتهدئة واستيعاب ما حصل وصولاً الى توجيهات من رئيس “القوات” لنوابه وقيادييه والمحازبين بعدم الدخول في أي مساجلات أو ما يسيء الى العلاقة مع المختارة والحفاظ على مصالحة الجبل التي تُعتبر من أبرز المحطات بين الفريقين، مع الإشارة الى الصداقات والروابط الوثيقة التي تجمع مناصري ومحازبي الطرفين.
وفي المقابل، تقول أوساط مقربة من جنبلاط انه “لا يمكن في هذه الظروف الصعبة أن يفرض أي كان على الكتل النيابية والمستقلين أجندته السياسية وحضّهم على انتخاب رئيس للجمهورية يتسم بالمواجهة والتحدي، وهذا ما لا نقبل به تحت أي طائل لأننا طرحنا خيارنا حول مرشح توافقي يحظى بإجماع كل المكونات السياسية والحزبية، إضافة الى أن بيان النائبة جعجع لم يكن موفقاً، وليس هكذا تُدار الأمور، فثمة ظروف في البلد هي الأخطر في تاريخه، وعلى القوات وسواها أن يُدركوا أن المواجهات لن تصل الا الى الخراب والدمار والانقسام، فهل بوسع أي طرف أن يتحمل تبعة ذلك؟”.
توازياً، السؤال المطروح: هل عدم المشاركة الجنبلاطية في قدّاس معراب له صلة بانزعاج سيد المختارة من بيان السيّدة ستريدا، أم يأتي في إطار الاستدارة الجنبلاطية الأخيرة، ربطاً بلقاء كليمنصو بين الاشتراكي و”حزب الله”؟
في السياق، يظهر جلياً التبدل الواضح منذ فترة في سياسة رئيس الاشتراكي، اذ بعد الانتخابات النيابية مباشرة التقى النائب العوني غسان عطاالله مرتين متتاليتين مع ما يمثله من مواجهات وصراع سياسي حاد مع المختارة، الى لقاء كليمنصو بين جنبلاط و”حزب الله” والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في أكثر من اتجاه. مع الإشارة الى انه في اطار البرودة الواضحة بين المختارة ومعراب، ربما يحمل الامر مناورات سياسية لقطع الطريق على مرشحي فريق الثامن من آذار، ناهيك عن أن رئيس الاشتراكي لم يستوعب حتى اليوم قانون الانتخاب الحالي ولم يتمكن من اقناع جعجع في أكثر من لقاء بينهما بضرورة وضع قانون جديد، وبالتالي التحالف الانتخابي الأخير بينهما لم يكن عميقا إذ لم تُمنح أصوات “القوات” بحجم كاف لأي من مرشحي الاشتراكي والعكس صحيح.
وإزاء هذا الخلاف الذي لا يمكن طمسه بعد قدّاس معراب ومحطات مماثلة، فالسؤال: الى أين ستتجه علاقاتهما التي شهدت مدّاً وجزراً لكنها لم تصل يوماً الى المساجلات؟ وهل ستتدخل جهات حليفة وصديقة ومقربة من الطرفين محلياً وعربياً، وتحديداً خليجياً، لإعادة المياه الى مجاريها بين “البيك” و”الحكيم”؟ هذا ما ستبلوره الأيام المقبلة.

“النهار”- وجدي العريضي


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى