زمن اكتشاف الخروب
كتب بلال قشمر في “الأخبار”:
موضة مواسم هذا العام كان الخروب الذي يكاد يسرق ألق الزيتون والقمح… الأزمة الاقتصادية وانهيار القيمة الشرائية لليرة، أجبرا اللبناني على الإقرار بقيمة كلّ شيء حوله. التنافس على شراء إنتاج الخروب في البلدات، بلغ أشدّه وصار له “بورصة” خاصة ترتفع أسعارها يوماً بعد يوم. سابقاً، كانت قلة تهتم بزراعة أشجار الخروب والاستفادة من ثمرها. أما الآن، فكثر اكتشفوا الخروب عند أطراف حقولهم أو في الأحراج، واستثمروه لتأمين مداخيل إضافية بربح صاف، من شجرة لم تكلفهم عناية على مدار العام. لكن ما الذي كشف أهميته؟
يعيد رئيس محمية صور الطبيعية المهندس الزراعي حسن حمزة ظاهرة “ثورة الخروب”، إلى “الفريش دولار”. في السابق “لم يتجاوز سعر كيلو الخروب الواحد ألف ليرة وكان معظم المزارعين يستجدون التجار لشراء محاصيلهم. فيما لا يهتم كثر بقطافه لأن تكلفة الاستعانة بعمال لقطف الثمر، أعلى من سعره لدى المبيع”.
في العامين الماضيين، لم تعد تلك الشجرة منسية، وتجاوز سعر الكيلو في الموسم الحالي سعره في الموسم الماضي حتى وصل إلى 33 ألفاً ومن المرجّح أن يرتفع أكثر. “زاد الطلب وكثرت المضاربات بين التجار الذين يشترون المحصول من المزارعين قبل توضيبه وتصديره إلى الخارج” يقول حمزة. هذا النشاط، سوف يشجع مزارعين كثراً على زراعة الخروب، ولا سيما أنه لا يحتاج إلى عناية كرشّ مبيدات. علماً أن بعض بلديات الجنوب، كانت قد تنبهت لمردوده المادي. فزرعته على جوانب طرقاتها وفي الحدائق.
بحسب أحد تجار الخروب غالب مازح، فقد بلغ إنتاج لبنان في الموسم الماضي حوالي سبعة آلاف طن، متوقعاً أن يرتفع هذا العام إلى ثمانية آلاف طن. منذ سنوات، تعرف الدول قيمة خروب لبنان، إذ تُصدّر نسبة 50% من الإنتاج المحلي بشكل خاص إلى المغرب وتركيا وتونس ومصر. فيما يُوزّع الباقي على المعاصر التي تنتج الدبس وبودرة الخروب. مازح الذي يملك معصرة في بلدته طيرفلسيه (قضاء صور)، أشار إلى أن سعر الخروب المعدّ للتصدير أعلى بكثير من الخروب الذي سوف يُستهلك في السوق المحلي. عدا الدفع بالدولار، فإن الأسواق خارج لبنان “تعرف قيمته لأن بذوره تُستخدم في إنتاج الأدوية الطبية ومستحضرات التجميل”، إذ تحتوي على مادة الجيلاتين النباتي الطبيعي، في حين أن المعاصر كانت ترمي بذوره بعد العصر.
المصدر:
الاخبار
مصدر الخبر
للمزيد Facebook