آخر الأخبارأخبار دوليةالشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يعلن أن ثمة “احتمال كبير” بمسؤولية أحد جنوده عن مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة


نشرت في: 05/09/2022 – 21:12

للمرة الأولى منذ مقتلها، أقر الجيش الإسرائيلي خلال إيجاز صحفي الإثنين بوجود “احتمال كبير” بمسؤولية أحد جنوده عن مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية في 11 أيار/مايو 2022. ونشر جيش الدفاع الإسرائيلي “الخلاصات النهائية” للتحقيق ذاكرا أن أبو عاقلة قد تكون أصيبت عن طريق الخطأ بنيران أحد أفراده الذي كان “يستهدف مشتبها بهم من المسلحين الفلسطينيين”. فيما دعت عائلة أبو عاقلة إلى تحقيق أمريكي “موثوق به” في القضية وذلك في تعليقها على الإعلان الإسرائيلي.

أقر الجيش الإسرائيلي خلال إيجاز صحفي الإثنين للمرة الأولى أن هناك “احتمالا كبيرا” بأن أحد جنوده قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/مايو 2022. وقال الجيش عن تحقيقه في مقتل المراسلة البارزة في قناة “الجزيرة”، “هناك احتمال كبير بأن تكون أبو عاقلة أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي الذي كان يستهدف مشتبها بهم من المسلحين الفلسطينيين”.

وقتلت شيرين أبو عاقلة بالرصاص خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة الغربية المحتلة. وكانت أبو عاقلة ترتدي سترة واقية من الرصاص كتبت عليها كلمة “صحافة” وخوذة واقية عندما أصيبت برصاصة في وجهها أسفل خوذتها. ويأتي هذا الاعتراف بعد أشهر أصر فيها الجيش على استحالة تحديد مصدر الرصاصة القاتلة التي قتلت شيرين.

تعليقا على الإعلان الإسرائيلي، قالت عائلة الصحافية في بيان باللغة الإنكليزية إن إسرائيل “رفضت تحمل المسؤولية عن مقتل” أبو عاقلة. ودعت العائلة إلى تحقيق أمريكي “موثوق به”، مضيفة “ما زلنا متألمين ومحبطين ونشعر بخيبة أمل”.  

بعد مقتل الصحافية، اتهمت السلطة الفلسطينية وقناة الجزيرة القطرية الجيش الإسرائيلي بقتلها. لكن إسرائيل لم تقر بذلك. وأفادت بعد تحقيق أولي عن “استحالة” تحديد مصدر الرصاصة. لكنها تحدثت بعد الحادث عن احتمال أن تكون الصحافية قتلت برصاص مسلحين فلسطينيين. 

مساءلة

ونشر الجيش الإسرائيلي اليوم “الخلاصات النهائية” للتحقيق. وقال ضابط إسرائيلي كبير خلال الإيجاز إن الجنود الإسرائيليين تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مخيم جنين. وأضاف “عندما أطلقوا النار في اتجاهها لم يعرفوا أنها صحافية، كان ذلك خطأ، ظنوا أنهم كانوا يطلقون النار على إرهابيين أطلقوا النار في اتجاههم”. وتابع “خلصنا الى أنه من غير الممكن الجزم تماما بأي نيران قتلت. لكن هناك احتمال أكبر بأن تكون أصيبت برصاصة عن طريق الخطأ أطلقها جندي إسرائيلي لم يتعرف عليها كصحافية”.

وخلال عرض استنتاجات التقرير، قال الضابط الإسرائيلي إن الجندي كان متمركزا على بعد حوالى مئتي متر منها ولم ير كلمة “صحافة” على سترتها. وعبّر الضابط عن “أسف” الجندي الذي أطلق النار على أبو عاقلة، وقال “أنا آسف لذلك أيضا”. واستدرك أن الجندي “لم يفعل ذلك عن قصد، هذا واضح تماما”.

وأشار الضابط الى أن الجيش درس “تسلسل” الوقائع وحلّل الموقع وأشرطة الفيديو والأصوات المسجلة خلال الحادث، وقاد “محاكاة لما حدث”. كما أن “خبراء إسرائيليين” قادوا تحليلا بالستيا للرصاصة في الثاني من تموز/يوليو في حضور ممثلين عن “لجنة التنسيق الأمني الأمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية”. وتحدث عن “وضع مزر” للرصاصة، وبالتالي كان تحديد مصدرها “صعبا”. وأعلن مكتب المدعي العام الإسرائيلي الإثنين من جهته أن “لا شبهة بوجود عمل إجرامي يبرر فتح تحقيق جرمي من جانب الشرطة العسكرية”.

لكن لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك انتقدت تقرير الجيش. وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة، إن “الاعتراف بالذنب متأخر وغير مكتمل. لم يكشفوا اسم قاتل شيرين أبو عاقلة ولم يقدموا أي معلومات أخرى غير شهادته بأن القتل كان خطأ”. 

بدورها، أدانت منظمة “بيتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية الناشطة ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي تقرير الجيش ووصفته بأنه “تغطية” على الجريمة. وأضافت أن القتل “لم يكن خطأ، إنها سياسة”.

وخلص تحقيق لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في تموز/يوليو إلى أن أبو عاقلة قتلت بنيران القوات الإسرائيلية. وفي حزيران/يونيو، قالت الأمم المتحدة إن “لا دليل على نشاط لمسلحين فلسطينيين بالقرب من” أبو عاقلة عندما تعرضت لإطلاق الرصاص.

كذلك أجرت الولايات المتحدة تحقيقا خلص بدوره الى أن الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة مصدرها “على الأرجح” موقع إسرائيلي، مشيرة إلى عدم وجود ما يدل على أن قتلها كان متعمدا.

وسعت عائلة شيرين أبو عاقلة إلى لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية في تموز/يوليو، معبرة عن استيائها من تقاعس واشنطن حيال قضيتها. لكن بايدن لم يلتق العائلة، ولم يأت على ذكر القضية في التصريحات التي أدلى بها خلال الزيارة. وفي وقت لاحق، التقت لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق الصحافية، في واشنطن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ودعت “إلى المسائلة والعدالة لشيرين”. وأكدت لينا أن السلطات الإسرائيلية تعرف اسم الجندي الذي أطلق النار على عمتها. 

وشارك آلاف الفلسطينيين في القدس الشرقية في تشييع الصحافية في قناة الجزيرة القطرية في 13 أيار/مايو، وشهدت جنازتها عنفا من الشرطة الإسرائيلية التي حاولت منع المشيعين من رفع الأعلام الفلسطينية. وكاد نعش أبو عاقلة يسقط أرضا من أيدي المشيعين بعد أن تعرضوا للضرب بالهراوات من عناصر الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت بعضهم. وأنهت الشرطة الإسرائيلية لاحقا تحقيقا داخليا أجرته بخصوص التعامل مع الجنازة بدون الكشف عن نتائجه. 

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى