صحيفة “لوموند” تبرر سحب مقال عن زيارة ماكرون للجزائر “تضمن خطأ أدى إلى تفسير سيئ”
نشرت في: 03/09/2022 – 17:04
سحبت صحيفة “لوموند” الفرنسية الخميس من موقعها الإلكتروني عمودا عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر. وبعد اتهامها بفرض رقابة، بررت الصحيفة الخطوة الجمعة بأن المقال الذي كتبه الباحث بول ماكس موران وعنوانه “اختزال الاستعمار في الجزائر بقصة حب يكمل تبني ماكرون موقف اليمين بشأن مسألة الذاكرة” “تضمن خطأ أدى إلى تفسير سيئ”.
بعد اتهامها بفرض رقابة، بررت صحيفة “لوموند” الفرنسية الجمعة سحب عمود من موقعها الإلكتروني عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر بأنه “تضمن خطأ أدى إلى تفسير سيئ”.
وكان الرئيس الفرنسي قد زار الجزائر في نهاية آب/أغسطس بعد أزمة دبلوماسية استمرت أشهرا ومرتبطة بالنزاع حول الذاكرة بين البلدين.
وفي هذه الزيارة، وقع ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون رسميا وثيقة “تجدد التزامهما بتسجيل علاقاتهما في دينامية تقدم لا رجوع فيه” بعد ستين عاما على انتهاء الحرب الجزائرية.
وعلى إثر هذه الزيارة، نُشر عمود صباح الخميس قبل سحبه بعد الظهر، كتبه الباحث بول ماكس موران وعنوانه “اختزال الاستعمار في الجزائر “بقصة حب” يكمل تبني ماكرون موقف اليمين بشأن مسألة الذاكرة”.
اعتذار وانتقادات
وكتبت النسخة المسائية للصحيفة في توضيح أول أن “جملة ‘قصة حب لم تخل من مأساة’ التي قالها ماكرون في المؤتمر الصحافي، وإن كان يمكن أن تخضع لتفسيرات مختلفة، لم تكن تتحدث عن الاستعمار بالتحديد كما ورد في العمود، بل عن العلاقات الفرنسية الجزائرية الطويلة”.
وأضافت “لوموند” أنها “تعتذر لقرائها وكذلك لرئيس الجمهورية”. وتلت هذا التوضيح بسرعة انتقادات.
فقد كتب زعيم “فرنسا الأبية” (يسار راديكالي) جان لوك ميلنشون في تغريدة “سحبوا عمودا بسبب اقتباس عن ماكرون لا يعجبه! مرحلة جديدة في انهيار الصحافة التي كانت مرجعا في السابق”.
من جهته، رأى الصحافي إدوي بلينيل مؤسس مجموعة “ميديابارت” في تغريدة أن “لوموند” “تقدم اعتذاراتها لرئيس الجمهورية”، واصفا ذلك بـ”الرقابة المذهلة”.
أما كاتب العمود بول ماكس موران، فقد علق على ذلك في تصريحات لصحيفة “ليبيراسيون” أن “سحب نص ما هو عمل غير طبيعي وغير مفهوم”.
وبعد هذه الانتقادات نشرت “لوموند” شرحا أكثر تفصيلا على موقعها بعد ظهر الجمعة.
وقالت إن “صفحات (زاوية) “ديبا وموند” تهدف إلى جمع تحليلات ووجهات نظر ، بما في ذلك تلك المثيرة للجدل. لا يمكننا السماح لأنفسنا نشر النصوص التي تحتوي على أخطاء في الوقائع”.
وردا على سؤال عن الاعتذارات التي وردت في التوضيح الأول، قال مدير صحيفة “لوموند” جيروم فينوليو لوكالة الأنباء الفرنسية: “عندما نرتكب أخطاء هي من فعلنا، من الطبيعي أن نعتذر للأشخاص الذين قد يكون ذلك سبب ضررا لهم بدءا بقرائنا”.
وكانت تصريحات لماكرون نشرتها الصحيفة في تشرين الأول/أكتوبر 2021 واتهم فيها النظام “السياسي العسكري” الجزائري بالحفاظ على “إيجار تذكاري”، أدت إلى أزمة بين الجزائر وباريس.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook