باكستان تسابق الزمن لإنقاذ آلاف العالقين بمناطق معزولة جراء فيضانات هي “الأسوأ في تاريخها”
نشرت في: 31/08/2022 – 21:24
تسارع باكستان الزمن لإنقاذ آلاف العالقين في مناطق معزولة جراء الفيضانات الهائلة التي لم تشهدها البلاد منذ ثلاثة عقود. وتضرر من هذه الفيضانات أكثر من 33 مليون شخص، ووصفها رئيس الحكومة شهباز شريف بأنها “أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان”، أغرقت ثلث مساحة البلاد وأودت بحياة 1191 شخصا. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنها تضع باكستان في أعلى مستويات التأهب لديها، مخصصة 10 ملايين دولار من صندوق الطوارئ لمساعدتها. وذكرت إسلام آباد أنها بحاجة إلى أكثر من عشرة مليارات دولار لإصلاح وإعادة بناء البنى التحتية، وخصوصا الاتصالات والطرقات والزراعة.
تكثف باكستان الأربعاء جهودها لإنقاذ ملايين المتضررين من أسوأ فيضانات تشهدها البلاد على الإطلاق، مستخدمة مروحيات لإجلاء العالقين في الجبال شمالا أو قوارب تعبر السهول المغمورة بالمياه جنوبا.
وتسببت الأمطار المستمرة في باكستان منذ حزيران/يونيو بأعنف فيضانات في أكثر من عقد، أغرقت ثلث مساحة البلاد وأودت بحياة 1191 شخصا، بحسب حصيلة نُشرت الأربعاء. كما جرفت مساحات من المحاصيل الزراعية الأساسية، ودمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من مليون منزل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء، عند إطلاقه نداء للحصول على تبرعات قيمتها 160 مليون دولار لتمويل مساعدات طارئة، إن “باكستان غارقة في المعاناة، الشعب الباكستاني يواجه أمطارا موسمية هائلة”.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنها تضع باكستان في أعلى مستويات التأهب لديها، مخصصة 10 ملايين دولار من صندوق الطوارئ لمساعدتها.
وطالت هذه الفيضانات أكثر من 33 مليون شخص، أي باكستاني من كل سبعة، ووصفها رئيس الحكومة شهباز شريف بأنها “أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان”.
وتقدر الحكومة الباكستانية أن البلاد بحاجة إلى أكثر من عشرة مليارات دولار لاصلاح وإعادة بناء البنى التحتية، وخصوصا الاتصالات والطرقات والزراعة. لكن الأولوية الآن تكمن في الوصول إلى آلاف العالقين في الجبال والوديان في الشمال وفي القرى المعزولة في الجنوب والغرب.
خطر انتشار الأمراض
حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر ظهور أمراض بسبب المياه (إسهال، أمراض جلدية، التهابات الجهاز التنفّسي، الملاريا، حمى الضنك، إلخ) في بلد يواجه “أضرارا تلحق بالبنية التحتية الصحية، ونقص الكوادر الصحية والمعدّات الصحية المحدودة”.
في السند، يفحص الأطباء في عيادة ميدانية المرضى الذين اضطروا إلى السير حفاة في مياه قذرة موحلة مليئة بمختلف أنواع الحطام.
وقالت أزرا بامبرو (23 عامًا) التي جاءت لطلب المساعدة لأن “إحدى قدمي طفلي تؤلمه جدا.. قدمي أيضا”.
وقال مكتب الأرصاد الجوية إن البلاد بأكملها سجلت ضعف معدل الأمطار الموسمية المعتاد، لكن متوسط هطول الأمطار في بلوشستان والسند بلغ أربعة أضعاف معدلاته في العقود الثلاثة الماضية.
وبلغ منسوب الأمطار التي تساقطت على بلدة باديدان الصغيرة في السند 1,75 متر منذ حزيران/يونيو، ما شكل أعلى معدل في البلاد.
وتهطل في باكستان أمطار غزيرة وأحيانا مدمرة، خلال موسم الأمطار السنوي، من حزيران/يونيو إلى أيلول/سبتمبر، بالغ الأهمية للزارعة ولملء الأنهار والسدود، لكن الأمطار الحالية غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود.
الحكومة تنتقد الدول الكبرى
ألقى المسؤولون الباكستانيون باللائمة على التغير المناخي الذي يضاعف وتيرة وشدة ظواهر الطقس في أنحاء العالم.
ففي وقت سابق من هذا العام، واجهت البلاد جفافا وموجة حر تجاوزت فيها الحرارة 50 درجة مئوية في بعض الأحيان، وحرائق غابات وفيضانات مدمرة ناجمة عن الذوبان السريع للجبال الجليدية.
وبتسجيلها 1 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تحتل باكستان المرتبة الثامنة على قائمة مؤشر الخطر المناخي العالمي الذي تضعه مجموعة “جرمان ووتش” غير الحكومية للبلدان الأكثر هشاشة، في ظل الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.
وانتقدت الحكومة الدول الصناعية الكبرى لدورها في الاحتباس الحراري، متهمة إياها بإثراء نفسها من خلال الوقود الأحفوري بدون الاكتراث إلى العواقب.
تعتمد باكستان بشكل كبير على الزراعة، وتتوقع أن يتضرر بشدة اقتصادها المنهار أصلا. وارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية المهددة بالنقص بشكل حاد في الأيام الأخيرة.
ووعد شريف بأن ينفق كل قرش من المساعدة الدولية “بشفافية”، وأن يذهب كل قرش “إلى الذين يحتاجون إليه”.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء إرسال أول شحنة من المساعدات الإنسانية بقيمة 30 مليون دولار. وبدأ وصول شحنات من الصين وتركيا والإمارات.
وانتشرت مخيمات موقتة في كل مكان لإيواء النازحين الذين يضطرون إلى تحمل القيظ ويفتقرون إلى مياه الشرب والطعام.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook