صحة

بعض الأخطاء قد تجعل الفطور متعبا… اليكم التفاصيل

لم تعد مجرد “كليشيهات”، فالعالم الآن أصبح أكثر ميلا إلى تأكيد مقولة أن الفطور أهم وجبة في اليوم، وأن “بدء يومنا بوجبة صحية يضعنا على المسار الصحيح لمواصلة نمط الأكل الصحي طوال اليوم”، وفقا لموقع “الديلي ميل” (thedailymeal).

الصباحات المزدحمة المُتعجلة تجعل من الصعب الحصول على وجبة فطور مثالية، لكن “الأسوأ من الخروج بلا تناول أي طعام هو أن تبدأ يومك بفطور خطأ يحتوي على نسب عالية من السكر، فيقلل من مستويات الطاقة لديك، ويجعلك تشعر بالكسل والنعاس، ويؤثر في عادات أكلك في بقية اليوم، فتشعر بالجوع بعد 20 دقيقة”.

ولهذا، من الأفضل أن تبدأ بتصحيح أخطاء بسيطة في فطورك باتخاذ “خيارات صحية أكثر تُزوّد جسمك بالطاقة اللازمة، وتقلل من ارتباك جهازك الهضمي، وتمنحك ما تحتاج إليه في يومك من نشاط وحيوية”.

الفطور الخطأ يسبب الانتفاخ
الانتفاخ هو أهم عقبة على طريق الظهور ببطن رياضي مشدود ومُسطح. ورغم أنه لا أحد يحب أن يصل إلى مكتبه ببطن منتفخ، فإن هذا ما يمكن أن يحدث بعد تناول وجبة فطور غير صحية، وبدء الشعور بالملابس تضيق والمعدة كأنها ضعف حجمها الطبيعي، ثم التجشؤ والتقلصات والغازات، إيذانا بنهار يُنغصه الانتفاخ الذي يُعدّ “أحد أعراض عسر الهضم”، حسب مايو كلينك.

هي أعراض قد يسببها الأكل بسرعة، أو تناول الأطعمة الحارة أو الدهنية، أو الإسراف في الكافيين أو الشوكولاتة أو المشروبات الغازية، إلى جانب التدخين والقلق، وتناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائية، أو وجود مشكلات صحية مثل الإمساك أو حساسية الأمعاء أو متلازمة القولون العصبي.

ولكن، ليس شرطا أن يشتمل فطورك على كثير من الألياف أو الفول أو الحمص أو الفاصوليا أو البروكلي أو البصل؛ لتجد هذا الاضطراب المزعج في معدتك، فهناك أخطاء أخرى قد تبدو بسيطة ومعتادة.

ولكي تكون في مأمن من الانتفاخ المُحرج، عليك التوقف عن ارتكابها.

الإفراط في الملح
ضع الملح بعيدا عن مائدة الفطور، فالإكثار منه يُمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ سواء أكان يضاف إلى الوجبات من أجل النكهة أو يتسرب من الأطعمة المُصنّعة المعبأة سابقا. وتقول الخبيرة الصحية كريستين غيليسبي “إذا كنت ترغب أن تتجنب الانتفاخ في يومك، فابتعد عن أطعمة الإفطار المالحة، مهما كانت لذيذة”.

ورغم أن الصوديوم المُكوّن للملح ضروري للعديد من العمليات الطبيعية في الجسم كالتحكم في النبضات العصبية وتقلصات العضلات، فإن استهلاك كثير منه يمكن أن يجعل الجسم يحتفظ بالماء، ويسبب شعورا بالانتفاخ، طبقا لما جاء في دراسة أجريت عام 2019 أظهرت أن “الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم يمكن أن تسبب مزيدا من الانتفاخ، بغض النظر عن نوع النظام الغذائي الذي يتناوله الشخص”.

لذلك يُعدّ تناول كميات أقل من الصوديوم في وجبة الفطور تحديا، حيث تحظى مكوناته بنسبة كبيرة من الصوديوم. فأكثر من 40% من الصوديوم يأتي من الخبز واللحوم المعالجة والبيتزا والسندويشات والجبن وصلصة الطماطم والمعجنات ورقائق البطاطس، ونحو 65% يأتي من أطعمة البقالات، ونحو 25% يأتي من المطاعم.

كما تحتوي الأطعمة التي تبدو صحية، كالجبن القريش و”اللانشون” وصدور الديك الرومي، على مستويات عالية من الصوديوم، وفقا لما ذكرته المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، “سي دي سي” (cdc).

الإفراط في السكر
ووفقا لمايو كلينك، فإن “تناول مزيد من السكر قد يُسبّب الانتفاخ”، لأن السكر مثل الملح “يحبس الماء في الجسم، فيجعلك منتفخا”، كما تقول اختصاصية التغذية أليسا رمزي.

ويُضيف أشكان فرهادي اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي أن “السكريات هي الغذاء المُفضل للبكتيريا الموجودة في الأمعاء، حيث تُنتج منه غازا يجعلك منتفخا وغير مرتاح”.

وقد تجد نفسك تُفرط في العسل أو شراب الذرة أو الفواكه الممتلئة بالفركتوز (نوع من السكر صعب الهضم) كالخوخ والمشمش والكرز والتفاح والكمثرى، أو تغريك المُعجنات السُكّرية كالكعك والكرواسون والدوناتس و”البانكيك” الغارق في الشراب المُحلّى، وغيرها من المخبوزات الغنية بالكربوهيدرات المُكررة التي يخزنها جسمك على شكل سكر ويُرسل إشارة للاحتفاظ بالمياه.

كما يسبب الإسراف في شرب الحليب (نحو 68% من سكان العالم يعانون من عدم تحمل سكر اللاكتوز الموجود في الحليب) الانتفاخ والإسهال وآلام البطن، حسب المعهد الوطني للصحة.

ويحذر الخبراء من الاستسهال في تناول قضبان البروتين المصنوعة من فول الصويا التي تحتوي على سكر يصعب هضمه، لأنها تسبب الانتفاخ وآلام البطن؛ كمعظم أطعمة الفطور المعبأة التي “تحتوي على كثير من السكر والسعرات الحرارية، ولا تقدم أي فائدة”، كما يقول ويسلي ديلبريدج المتحدث باسم أكاديمية التغذية.

وبناء على كل ما تقدم، تنصح اختصاصية التغذية أماندا سوسيدا بتخطي أطعمة الإفطار المُحلاّة صناعيا، والاكتفاء بالخيارات الطبيعية الخالية من السكر المضاف؛ لوجود “أبحاث تربط بين المُحلّيات الصناعية والتأثيرات الضارة على ميكروبيوم الأمعاء”.

الإفراط في العصائر
رغم أن معظمنا يُفضل العصائر عند الفطور، فإن الخبيرة الصحية غيليسبي تحذر من أن تناولها في الصباح قد يكون سببا في مشكلات للجهاز الهضمي، فتقول “حتى لو كان العصير صحيا جدا ومصنوعا من أنظف المكونات، فقد يتسبب في الانتفاخ لأنه يملأ المعدة بسوائل كثيرة قد تؤدي إلى إرباكها، كذلك فالهواء الإضافي الذي تبتلعه مع العصير ربما يزيد المشكلة سوءا”.

وتنصح سوسيدا بإعادة النظر في الاعتقاد السائد “أن وجبة الفطور التي تحتوي على مزيد من العصير هي خيار جيد”، مؤكدة أن “العصائر، حتى عصير الكرفس، لا تتوافق دائما مع أمعائنا، ويمكن أن تسبب الانتفاخ أو عسر الهضم، فعندما نتناول العصير يتخلص الجسم من الألياف، ولا يتبقى سوى سكريات بسيطة يمكن أن تجعل أمعاءك غير مرتاحة”.

وتخلص غيليسبي إلى أن “أفضل رهان لتقليل انتفاخ الفطور يتمثل في إعطاء الأولوية لنظام غذائي متوازن، يشمل وجبة فطور مكونة من مجموعة متنوعة من الأطعمة الآمنة كدقيق الشوفان والتوت والزبادي، بالتوازي مع تقليل السكر والملح”.”الجزيرة” 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى