تسوية من دون ترسيم.. استخراج في العمق؟
يقترب شهر آب من نهايته ليزيد التوتر الاعلامي والسياسي والميداني بإنتظار بداية ايلول التي من المفترض ان تحمل معها نتيجة المفاوضات والوساطات التي يقوم بها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بين لبنان واسرائيل. يعتبر البعض ان نسب التصعيد ارتفعت في الايام الماضية نظرا لعدم حصول لبنان على اي اجابة واضحة من الجانب الاسرائيلي في حين ان الوقت النهائي الذي وضعه “حزب الله” قبل الذهاب الى الحراك الميداني بدأ يضيق.
الحديث عن التصعيد يترافق مع تسريبات اعلامية اسرائيلية تتحدث عن اقتراح اسرائيلي لا يمكن للبنان القبول به لانه يذهب الى حد طلب التنازل عن مساحات برية مقابل التنازل الاسرائيلي في البحر، وهذا ما زاد في مستوى السلبية وجعل من عودة هوكشتاين لزوم ما لا يلزم من وجهة نظر بعض المتابعين، لكن بالتوازي مع هذه السلبية كان هناك اقتراح يسرب الى بعض المعنيين بالملف ويفتح باب الايجابية بشكل كبير.
بحسب مصادر مطلعة فإن الاقتراح الذي قد يأتي به هوكشتاين يقوم بشكل اساسي على تأجيل البت بمسألة ترسيم الحدود وربطها بالمفاوضات في الناقورة لتسلك طريقها نحو الاتفاق خلال اسابيع وقد يضمن الوسيط الاميركي حصول لبنان على ما يريده من المساحات المائية والبلوكات الغازية.
وترى المصادر ان وضع موضوع الترسيم على سكة الحل المتوسط المدى يترافق مع وقف اسرائيل الاستخراج و التنقيب عن الغاز في حقل كاريش والحقول الحدودية مع لبنان وكذلك يتعهد الجانب الرسمي البناني بدوره الا تحصل اي عملية تنقيب في البلوكات الحدودية مع فلسطين المحتلة، وهذا يعزل الخلاف الحدودي عن مسار الحل الذي تسعى اليه كل الاطراف.
بالتوازي مع ذلك، ووفق المصادر ذاتها، فإنه سيسمح للشركات العالمية المعنية البدء بالتنقيب عن النفط والغاز في كل البلوكات اللبنانية غير المحاذية للحدود في مقابل عدم تعرض “حزب الله” لاي من منصات الغاز الاسرائيلية التي تقع خارج المنطقة الحدودية، وعليه تكون هناك امكانية اكبر لتمرير الوقت ما دام مسار الاستخراج قد بدأ…
يحقق هذا الاقتراح مصالح الجانب الاسرائيلي الذي لا يريد اتفاقا مطابقا لرغبات “حزب الله” قبل انتخابات الكنيست، كذلك فإنه يرضي الحزب الذي يعطي اولوية مطلقة للتنقيب وهذا ما سيحصل عليه في بلوكات متعددة، كما ان الجانب اللبناني سيحصل على وعود بالحصول على مطالبه المرتبطة بالترسيم.
الى جانب التحضيرات الميدانية التي توحي بأن التصعيد العسكري والامني بات محسوما ولا مفر منه، تظهر عدة مؤشرات ايجابية منها بعض الاقتراحات التي يتم تسريبها والتي تبدو مقبولة برأي بعض المعنيين، وكذلك فإن حركة بعض شركات النفط الميدانية اصافة لانسحاب الشركة الروسية في هذا التوقيت له دلالات مرتبطة بتسهيل اتمام التسوية المرتقبة…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook