آخر الأخبارأخبار محلية

واشنطن ترغب بالحفاظ على التوازنات: “لا لرئيس مواجهة”

تحاول الولايات المتحدة الأميركية الحفاظ على الوضع القائم في لبنان، لا تريد مواجهة “حزب الله” بشكل حاد ومباشر ولا عبر حلفائها بما يؤدي الى فوضى سياسية وربما امنية كاملة ولا تريد في الوقت نفسه التسليم له بالتمدد الكبير الذي يحققه على الساحة السياسية وفي المؤسسات الدستورية. الرغبة الاميركية باتت واضحة: تجميد التوازنات الحالية الى مرحلة مقبلة غير معلومة.


مَنْ يراقب الخطاب السياسي الذي يتحدث به خصوم “حزب الله” المقربون من الولايات المتحدة الاميركية دون غيرها من الدول الاقليمية، يكتشف ان سقف التصعيد السياسي ضد الحزب تراجع كثيرا. يتعامل هؤلاء بواقعية كبرى تختلف بشكل كبير عن استراتيجيتهم السياسية التي اتخذوها قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، الامر الذي يشير الى شكل المسار الحالي للولايات المتحدة الاميركية .

 بحسب مصادر مطلعة فإن الذهاب بإتجاه معركة رئاسية حادة بات امرا غير مطروح لدى الاميركيين، خصوصا انهم ليسوا في وارد زج الساحة اللبنانية في مواجهة سياسية حادة، ولان الانتخابات النيابية الاخيرة جعلت هذا الخيار الرئاسي صعب التحقق من دون حصول تطورات خارجية استثنائية تساعد على تحقيقه، وعليه فإن ايصال رئيس يخاصم “حزب الله” وضع على الرف حاليا. 

تعتبر المصادر ان الاولوية الحالية هي لعدم تمكين الحزب من ايصال مرشح حليف له  لرئاسة الجمهورية، خصوصا ان التناقضات داخل المجلس النيابي تتيح له ولحلفائه استقطاب بعض النواب والكتل النيابية في الانتخابات الرئاسية لتصبح الاكثرية مريحة لصالح “قوى الثامن من اذار”، وهذا ما يمكن اعتباره فشل الاستراتيجية الاميركية بشكل كامل، ولعل التقارب مع الحزب التقدمي الاشتراكي هو الذي دق ناقوس الخطر في هذا المجال.

الذهاب نحو رئيس وسطي او مستقل بالمعنى السياسي سيشكل، بالنسبة الاميركيين، نصف انتصار، اذ انهم وبالرغم من عدم تمكنهم من ايصال مرشح حليف لهم الى بعبدا لكنهم سيضعون نهاية لمرحلة وجود شخصية حليفة للحزب في القصر الجمهوري، وهذا بحد ذاته تقدم على الصعيد السياسي واستعادة بعض التوازن في الساحة اللبنانية. 

لكن السؤال المطروح هل سيتجاوب “حزب الله”  مع مثل هكذا مساعي ويرضى بسهولة بإيصال شخصية مستقلة؟ خصوصا ان الشخصيات المستقلة في لبنان تكون عادة ميالة اكثر الى الاميركيين منها الى الحزب وقد ظهر ذلك في الانتخابات النيابية الاخيرة، وهذا قد ينطبق ايضا على قائد الجيش الذي يعتبر مرشحا مقبولا من كل الاطراف، غير ان الحزب يراه اقرب الى واشنطن منه الى حارة حريك. 

ستلعب التطورات المقبلة المرتبطة بالمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة والنقيب عن الغاز دوراً كبيراً في حسم مصير الكباش الرئاسي المرتقب، لكن الاكيد ان الفراغ الرئاسي لن يكون قصيرا في ظل التوازن الكبير داخل المجلس النيابي الذي يمنع اي طرف من الذهاب بعيدا في خياراته الأحادية. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى