آخر الأخبارأخبار محلية

فرادة لبنان انتهت.. ومصيره معلّق في انتظار إعادة رسم خارطة المنطقة؟

ينبغي الاعتراف بأن وطن النجوم الذي لا تتسع له السماء سقط  نجمة واحدة عند  فجر شرق اوسط جديد،  يتم رسم صياغته الجديدة انطلاقا من محادثات فيينا وما يتفرع منها من تفاهمات متعددة. اما الوطن الصغير فبات فقيرا معدما يعاني أشد حالات الإفلاس على الصعد كافة.

 

يروي الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي انه رغب في ان يجول في شوارع بيروت بعدما ارهقه العمل لشهور في الاعداد لاتفاق الطائف فعمد إلى التجول في الشوارع المدمرة متألما،  وقد سأل في خلال سيره إذا كان اللبنانيون يدركون ماذا فعلوا بوطنهم على مدى حرب اهلية طاحنة.

والمفارقة أن الإبراهيمي قد يزور بيروت في المرحلة المقبلة وقد يتحدث عن إتفاق الطائف من جديد ويبدي الرأي في الازمة السياسية المستعصية.

خطير ما يتم تداوله في الاروقة الديبلوماسية،  وما بلغ مسامع المسؤولين من ضرورة التأني والحكمة في هذه المرحلة العصيبة. اما الأخطر فهو حجم الاستهتار بمصير لبنان عند بعد الأطراف الداخلية التي باتت تتصرف بكونها”آلهة”مكتملة المواصفات تعمد إلى تقسيم الأرزاق في الحكم والحكومة.

 

الجوع بات يتربع في بيوت اللبنانيين، بينما البعض يجلد بجنس ملائكة الحكومة وشياطين السياسة على مقربة من بلوغ  عتبة الفراغ الرئاسي، والاجواء التي تكاد تحسم بأن الوضع السياسي سيتدحرج  حتي بلوغ الفراغ الشامل. فتشكيل الحكومة بات بعيد المنال ورئاسة الجمهورية ذاهبة نحو الفراغ طالما ان زمن المعجزات قد ولىّ، فيما مجلس النواب سيدخل حكما  في عقد الهيئة الناخبة لرئيس الجمهورية بعد فقدان كامل لمنطق توازن السلطات.

 

الانكى،هو حجم حالة الإنكار والتوهم لدى بعض الاطراف بامكان تجاوز الحفرة العميقة لمجرد إتمام الاستحقاق الرئاسي وفق شروطها او منطق مصالحها، بينما بات من شبه المؤكد رمي مصير لبنان على رصيف محطة التفاهمات الاقليمية والدولية وانتظار رميه في القطار نجو وجهة لم يتم تحديدها بعد. كل المحادثات الجارية بين جهات الأرض الأربع لم تتضمن لبنان سوى من زاوية التنقيب عن النفط في بحر المتوسط أو الحاقه في محاور إقليمية قيد التبلور ولم تتضح معالمها بعد.

 

لبنان بصفته بلد الإشعاع والنور، أضحى مثل امرأة جميلة تقدمت بالسن وليس أمامها سوى استعراض عشاقها السابقين، فيما تعاني الآم العزلة والوحدة، فتشكيل حكومة في آخر ايام عهد شهد انهيار لبنان هو أشد درجات التراجيديا اللبنانية،  وليس من سبيل للخلاص سوى بعقد اجتماعي جديد يتكيف مع متطلبات المرحلة، هذا ما لا يدركه الجميع، حيث يسعى البعض إلى معالجة المريض بادوية لم تقدم تحسنا بقدر ما زادت الأمراض عللا متعددة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى