آخر الأخبارأخبار محلية

إستحقاقات لبنان مؤجلة.. وحزب الله سيملأ الفراغ!

“مش ماشي الحال”، بهذا التوصيف يبدأ مصدر سياسي حديثه عن ملف التأليف الحكومي. فالحركة التي عادت الى الواجهة مجددا الأسبوع الماضي بهدف الاسراع في تأليف الحكومة، تعطلت مجددا، رغم أن رئيس حكومة تصريف الأعمالنجيب ميقاتي زار بعبدا اليوم في إطار التشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في المقترح الذي حمله الاسبوع الماضي إلى القصر الجمهوري. 

يقول المصدر نفسه. لاجدية في التعاطي مع ملف تأليف الحكومة عبر تسهيل مهمة الرئيس المكلف.القوى السياسية تتعاطى وكأنها تمتلك ترف الوقت، في حين أن اسبوعا واحداً يفصلنا عن الأول من ايلول حيث يدخل البلد في مسار الاستحقاق الرئاسي ، وبالتالي لو أرادت هذه القوى إنجاز التشكيل لما تأخرت حتى اليوم.  

يبدو أن الجميع مرتاح لتمثيله في حكومة تصريف الاعمال لا سيما”التيار الوطني الحر” ، خاصة وأن المكاسب التي حصل عليها في الحكومة الحالية  قد لا تتكرر في الحكومة العتيدة، علما أن ذرائع “التيار”لإصراره على شكل الحكومة وعدد وزرائها مرده أن هذه الحكومة التي  ستستلم مقاليد الحكم في فترة الفراغ الرئاسي ستمسك بصلاحيات الرئيس ولذلك يجب أن تحمل “نزعة سياسية” وتحفظ التمثيل الوازن لـ”لبنان القوي” من جهة والثلث الضامن مع حلفائه، يقول المصدر نفسه.  

وسط هذه المعطيات، من الصعب حدوث أي تقارب على خط السراي – ميرنا الشالوحي، علما أن حارة حريك ليست بعيدة عن الأجواء التي ترافق الاتصالات الجارية بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف الذي وضع قيادة حزب الله في أجواء مساعيه لنزع الذرائع التي تعطل ولادة الحكومة، لكن الحزب لم يتدخل حتى الساعة ولم يدخل على خط الوساطة. 

 الخلافات على أشدها وسط الاصطفافات الراهنة، وهذا ما تؤكده الانقسامات الحاصلة بين جهات تبدي ارتياحا لحراك الرئيس ميقاتي (رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط) وأخرى ليست مطمئنة لمآل الامور ( التيار الوطني الحر). ولذلك فإن الملف الحكومي عالق في عنق الزجاجة ومخافة الفراغ الرئاسي لا تستعجل التشكيل ، هذا فضلا عن أن الحراك الرئاسي لا يزال باهتا. لا مرشحون رسميون بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات النووي الايراني. 

في غمرة هذا الوضع المتأزم على كل المستويات والذي يثبت أن كل الاستحقاقات الدستورية مؤجلة، فإن المقاومة، بحسب المصدر نفسه، سوف تملأ الفراغ في المؤسسات الدستورية ولن تقف مكتوفة الأيدي، وذلك من خلال مساعدة اللبنانيين بطرق مختلفة للتخفيف من معاناتهم جراء الأزمة الاقتصادية والمالية، ومن جهة أخرى لن تدخر جهدا لحفظ حقوق لبنان وثرواته في البحر.  

الفترة المقبلة حاسمة ودقيقة وسوف تحدد خطوط عمل الحزب، فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال: “خطابنا واضح بالنسبة لكل التهديدات وننتظر الأيام القليلة المتبقية ونبني على الشيء مقتضاه والوسيط الأميركي “يضيع الوقت” والأمور تتجه نحو التصعيد إن لم يقدم للبنان ما يطالب به”.   

اذن أيلول شهر الحسم. الوسيط الأميركي تبلغ من الإسرائيليين أنه من المقدر أن يتم إستخراج الغاز من حقل “كاريش” في نهاية الشهر المقبل بغض النظر عن أية نتائج. وبالتالي فإن الحزب لن يقبل بالتلكؤ في المفاوضات خاصة وأنه لا يربط موقفه من الترسيم والتنقيب وما سيحمله هوكشتاين إلى لبنان، بمسار مفاوضات فيينا، تقول مصادره لـ”لبنان24″. وهذا يعني أن تصعيد المقاومة يبقى رهن تعاطي تل أبيب فهي غير معنية بالاستحقاقات الإسرائيلية التي يتذرع بها العدو . 

وتبقى الاشارة إلى أن الكلام عن أن المقاومة ستملأ الفراغ في الأشهر المقبلة يحمل تفسيرات مختلفة سياسية وعسكرية أيضا سوف تتظهر مع الوقت في ضوء التسريبات حول رفض إسرائيل الترسيم بدءا ً من نقطة   B1 (فB1 الواقعة في رأس الناقورة  مرسمة دولياً وأقرت بها عصبة الأمم في العام 1923 وأعيد تثبيتها بعد اتفاق خط الهدنة)، علما أن السيد نصر الله الذي أعاد في إطلالته مساء الاثنين الحديث عن المسؤولية الوطنية في تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، يتعاطى بحذر  مع الترسيم البحري وينتظر ما سيتبلغه لبنان من الوسيط الأميركي الذي سيتابع تواصله مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الأيام المقبلة، على أن يعاود التواصل مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب خلال الاسبوع المقبل لاستيضاح بعض النقاط تمهيداً لوضع تصوره خطيا لما ناقشه في لبنان خلال زيارته الأخيرة. 

   


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى