ميقاتي عند عون: كلاهما ينتظر ما في جعبة الآخر

Advertisement
لكن التعقيدات التي تجعل تعويم الحكومة او تعديلها فعلاً مستحيلاً لا تتصل حصراً بتغيير وزيرين والا لكان قضي الامر بأقل الخسائر الممكنة. اصل الحكاية مرتبط بتفسير دستوري لاي حكومة ستحل حكماً محل رئيس الجمهورية متى وقع الفراغ الرئاسي وهنا صلب الموضوع واساسه حيث يصر التيار الوطني الحر وعون على ان يضاف الى الحكومة مع التعديل المقترح، ستة وزراء دولة لاحداث توازن سياسي حكومياً والا كانت هذه الحكومة تحت وصاية رئيس الحكومة الآمر الناهي في ظل غياب رئيس جمهورية.منطق الامور يقول من وجهة نظر معينة بضرورة ان تنقل صلاحيات الرئاسة الى حكومة سياسية وليس حكومة مشابهة للحكومة الحالية التي لا هي سياسية ولا تكنوقراط ولا فعالية لغالبية وزرائها.وبطبيعة الحال لن يقبل ميقاتي مثل هذا الانقلاب داخل حكومته فيما لن يسلم عون رايته بسهول. الرئيس العنيد الذي لم يتراجع طوال سنوات عهده الست وقبلها ومنذ كان رئيساً للحكومة في الثمانينات لن يقبل بالتنازل اليوم وهو يودع عهده.يتوجه ميقاتي الى بعبدا لاستطلاع اجواء عون واستكمال البحث المتعلق بخصوص تعويم حكومته. لن يحمل اي صيغة جديدة ويزور الرئيس ليستمع منه. المنطق ذاته يتعاطى معه العهد. ينتظر ما سيحمله الرئيس المكلف من جديد حكومي ليبني على الشيء مقتضاه. وبين الزيارة والثانية اليوم لم يشغّل رئيس مجلس النواب رداراته سعياً لرأب الصدع ولم يسعَ «حزب الله» لتقريب المسافات. انعدمت المساعي وغابت الوساطات. رئيس الحكومة نفسه بدا متشائماً ولم يتوقع خرقاً ومثله كانت اجواء بعبدا. العمل على جبهة الحكومة بينما العين تحولت باتجاه الرئاسة الاولى. هنا المقصد واصل الخلاف بين من يستعد لملء الفراغ بحضوره على رأس حكومة يتم تفعيلها بثقة نيابية جديدة، ومن يرهن الرئاسة بالحكومة. لا حكومة يعني لا رئاسة. والتعطيل يجرّ تعطيلاً.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook