آخر الأخبارأخبار دولية

“جميل أن يعود يهود الجزائر لزيارة وطنهم الأصلي”


نشرت في: 23/08/2022 – 15:43

سيكون حاييم كورسيا، حاخام الطائفة اليهودية في فرنسيا، ضمن الشخصيات الدينية البارزة التي سترافق الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى الجزائر الخميس المقبل. وهذه المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول ديني يهودي فرنسي رسمي ورفيع المستوى الجزائر منذ استقلالها في 1962. ويأمل حاخام فرنسا الكبير أن يفتح أبناء الطائفة اليهودية االفرنسية التي كانت تعيش بالجزائر صفحة جديدة من العلاقات مع بلدهم الأصلي لتصالح الذاكرة وزيارة وطن أجدادهم.

عبر حاخام فرنسا الكبير حاييم كورسيا عن سعادته بالذهاب إلى الجزائر للمرة الأولى في حياته وهو البلد التي ولدت وعاشت فيها عائلته. وأكد في حوار لفرانس24 أنه “يتشوق إلى رؤية هذه الأرض” التي لطالما قرأ عنها الكثير “عبر الكتب والمقالات”، متمنيا أن تكون هذه الزيارة بداية لعودة جميع اليهود الذين ولدوا في الجزائر للوقوف على مقابر أقاربهم الذين دفنوا في الضفة الأخرى من المتوسط. حاييم كورسيا لن يذهب هذه المرة إلى تلمسان ووهران بسبب ضيق الوقت، لكنه سيعود مرة أخرى إلى الجزائر في المستقبل الكبير حسب قوله.

ما هو شعورك وأنت تستعد لزيارة الجزائر، مسقط رأس عائلتك، للمرة الأولى؟

أنا سعيد جدا بهذه الرحلة. العديد من الأصدقاء من الجالية اليهودية في باريس يظنون أنني أعود في زيارة أخرى إلى الجزائر. لكن في الحقيقة لم يسبق لي أن سافرت إلى هذا البلد، مسقط رأس أبي وأمي اللذين عاشا في مدينتي وهران وتلمسان (أقصى غرب البلاد). إنها عودة إلى الأصل والنور. سأتمكن أخيرا من رؤية أرض لطالما قرأت الكثير عنها في الكتب والمقالات. كانت بعض الكتب التي اطلعت عليها مزينة بالصور الجميلة والملونة، وأخرى تروي المآسي. لدي انطباع بأنني أعرف هذه الأرض على الرغم أنني لم أزرها أبدا. أنا متشوق لاكتشافها.

كيف تنظر الجالية اليهودية الفرنسية إلى هذه الزيارة، الأولى من نوعها بالنسبة لحاخام منذ استقلال الجزائر؟

بكثير من الآمال والتوقعات. لقد تلقيت العديد من الرسائل مؤخرا من قبل أصدقاء عبروا فيها عن فرحتهم الكبيرة بهذه الزيارة. فهم يشعرون كأنهم سيسافرون معي إلى الجزائر. أشعر بأن هدفي قد تحقق في نهاية المطاف. في الواقع، كل إنسان يرغب في العودة إلى أيام طفولته وإلى النعومة والحلاوة التي كانت تتسم بها هذه الطفولة. أشعر عبر سفري هذا إلى الجزائر كأنني أعيش ما عاشه النبي إبراهيم الذي تلقى الأمر من ربه بمغادرة وطنه ومكان ولادته ومنزل والده.

برفقة الرئيس ماكرون، سأزور فقط الجزائر العاصمة نظرا لضيق الوقت. لكن في المستقبل سأسافر أيضا إلى مدينتي تلمسان ووهران حيث عاش والداي. في الجزائر العاصمة سأزور مقبرة اليهود التي تقع في حي “سانتو جين” [بولوغين حاليا] قرب حي باب الوادي الشعبي. أحد أهداف إيلي كورشيا، وهو رئيس المجلس اليهودي المركزي بفرنسا، هو الاعتناء بهذه المقبرة لأن هناك العديد من أفراد الجالية الذين يريدون زيارتها. كثيرون هم من طلبوا مني تنظيم رحلة إلى الجزائر. أريد أن أقف على منزل أمي وأبي في تلمسان لأنني أشعر بحنان كبير إزاء هذه الأرض وهذا البلد. سأجد الأمر جيدا إذا استطاع يهود الجزائر الذين يعيشون اليوم في فرنسا أن يزوروا بلدهم الأصلي كما يقوم بذلك يهود المغرب وتونس.

هل لديكم علاقات مع بعض أفراد الطائفة اليهودية في الجزائر؟

طبعا. الرهان بالنسبة لنا اليوم هو إعادة ترميم مقابر اليهود والحفاظ عليها من أجل السماح لأفراد طائفتنا بزيارتها. نحن نسعى إلى الانفتاح على الأخرين وإلى التبادل شريطة أن يجد الرئيس إيمانويل ماكرون مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون أرضية للتفاهم فيما بينهما. فإذا اتفق الرئيسان كل شيء سيصبح ممكنا. من الممكن مثلا أن ننظم عدة سفريات وزيارات إلى المدن الجزائرية.

ماهي الرسالة التي تودون إيصالها للسلطات الجزائرية؟

أريد أن أقول إن هناك العديد من الجهات التي بدأت فعلا تعمل وتنشط من أجل التقارب بين الجالية اليهودية التي كانت تعيش في الجزائر ووطنها الأصلي. شخصيا لدي قناعة كبيرة بأن السلطات الجزائرية تعمل هي الأخرى في هذا الاتجاه ومن أجل تصالح الذاكرة والسماح ليهود الجزائر بالعودة إلى وطنهم الأصلي لرؤية الأنوار التي عرفوها خلال طفولتهم ولكي يشموا من جديد الروائح التي دفنوها داخل قلوبهم وذاكرتهم خلال سنوات عديدة.

 

طاهر هاني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى