وقفة لأهالي ضحايا تفجير المرفأ أمام تمثال المغترب طالبوا بالاسراع في اطفاء حريق الاهراءات والتراجع عن قرار هدمها
وألقت ريما الزاهد كلمة باسم أهالي الضحايا، انتقدت فيها “تعاطي السلطة في هذا الملف وكل ما قامت به، حتى وصل الامر الى انهيار الجزء الشمالي من الاهراءات بشكل كامل”، وقالت: “إن توصيات شركة خطيب وعلمي للهندسة شددت على ضرورة فتح ثقوب بشكل لا يتعدى الخمسين سنتمترا، بينما اتوا واستعملوا آلة الكومبرسور وأحدثوا ثقوبا من مترين ونصف الى ثلاثة أمتار مما تسبّب بزعزعة بنيان الاهراءات بدل حمايتها. كما لم يتم افراغ القمح كما يفترض في ظل غياب السلطة وعدم اشرافها على أعمال الشركة التي عينتها من أجل إتمام هذا الموضوع، وكيفية القبول بوجود كميات من القمح، علما أنه وبنفس التوقيت الذي كانوا يفرغون فيه القمح، كان عدد من المهندسين يدخل الى الاهراءات ما يدل على عدم وجود خطر على السلامة العامة”.
أضافت: “كما أن عدم اطفاء الحريق أمرا مفتعلا، فلا يمكن استمرار حريق لمدة شهر و16 يوما ونحن نتفرج عليه، بدون بذل أي جهد لاطفائه. واركان السلطة يتقاذفون المسؤولية بين بعضهم البعض، فلا يمكن أن يكون حريقا الا ويتم اطفاؤه بألف سبيل وسبيل، خاصة أن الحريق كان صغيرا في البداية وتسهل السيطرة عليه”.
وطالبت “السلطة بإلغاء قرار هدم الاهراءات وحماية الجزء الجنوبي، إضافة الى تفعيل قرار وزير الثقافة، والتعامل بشفافية مطلقة مع أهالي الضحايا، ويجب أن نعلم بكل تفاصيل تعاطي السلطة مع كل ما يتعلق بفاجعة انفجار 4 آب. وعليها أن تحترم الاهراءات وتحافظ عليها، لأننا نعتبرها مدافن تحفظ رفات ضحايانا، وبالتالي هي موقع مقدس بالنسبة لنا، ونريد المحافظة عليها لتكون ذاكرة جماعية من ضمن لائحة الجرد العالمية، وبالتالي يجب تنظيف ارضية الاهراءات من كل ما يؤثر سلبا عليها، وحتى لا يحصل أي حريق آخر فيها”.
وشددت على وجوب “إخلاء القمح الموجود بشكل كامل، حيث توجد ثلاث صوامع في الجزء الجنوبي فيها ثقوب وثغرات مثل الجزء الشمالي ويجب اصلاح هذه الثقوب، ويتم تدعيم الجزء الجنوبي وتفعيل قرار وزير الثقافية حتى نحمي الجزء الجنوبي ووضعه ضمن لائحة الجرد العالمية وتبقى هذه الاهراءات جزءا من الذاكرة الجماعية عن الفاجعة”.
وقالت: “نحن لا نطالب فقط بالاهراءات بل بحماية الموقع ككل لأننا نعتبره بمثابة مدافن لرفات ضحايانا”.
بدورها، قالت صليبا: “أول عمل يجب أن نقوم به هو إطفاء الحريق فلا يجب أن يخرج الدخان من الاهراءات اطلاقا، والأمر الآخر أنه لا يمكن القول بأننا لا نستطيع إطفاء النيران حتى لا تنتقل الى الجهة الجنوبية، ونخشى ما نخشاه اذا تركنا الامور على هذه الحال أن نتنشق غازات سامة ويمكن أن ينتقل الحريق الى الجهة الجنوبية ونتفرج عليها شهر ونصف شهد إضافية”.
أضافت: “نحن لا نريد هذا الامر أن يحصل، لذلك عقدنا هذا اللقاء هنا على الطريق بين الاهراءات ونتنشق غازات سامة تضر بصحتنا، ويهمنا القول أننا لا نقبل بالتلوث بعد ذلك، والمفروض أن نبدأ إطفاء الحريق المستمر، لأن استمراره غير مسموح”.
من جهتها، قالت يعقوبيان: “مر 40 يوما ونحن نطالب بإطفاء الحريق بشكل يومي، وهناك من يخبر الاهالي امورا غير صحيحة لأنهم يريدون التخلص من الاهراءات الشاهد الصامت على جريمة العصر، هذا موضوع لن نقبل به، والناس لديها الوعي الكافي. وهناك البعد الانساني والتاريخي لهذه الاهراءات التي تحمل جزءا من اشلاء وحياة وذاكرة الناس الذين فقدوا اعزاء على قلوبهم، هذه الاهراءات التي صمدت بوجه أكبر انفجار في التاريخ لا يمكننا ازالتها ببعض الجرافات. لذلك اتمنى لهذه الوقفة أن تكون الاخيرة بوجه سلطة بلا ضمير ويذهبوا حالا الى اطفاء الحريق، واذا لم يعدلوا المرسوم سريعا كما وعد رئيس الحكومة، فهناك قانون معجل مكرر يحمي الاهراءات ويحولها الى معلم انساني تاريخي لا يمكن المس به بل المحافظة عليه، فكل الدول عندما يكون عندها معلم شاهد على مآس لا يمحوه بل يتركوه حتى لا تتكرر هذه المآسي”.
أضافت: “هنالك جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس للجمهورية فيها قوانين اصلاحية وستتضمن كل القوانين المعجلة المكررة، لذلك أتمنى على الجميع أن يراجعوا ممثليهم من اجل التصويت على العجلة لهذه القوانين حتى نستطيع المحافظة على ما تبقى من هذا البلد”.
وختمت: “الامر الضروري هو موضوع الحريق، فاستمراره وعدم اطفائه يعتبر جريمة بحق بيروت والوطن”.
أما خلف فقال: “هناك مرسوم سابق كان يقضي بهدم الاهراءات واليوم نشهد تراجعا فيه، وبالتالي يجب أن يأخذ نفس الطريقة والشكل القانوني، أي يجب الرجوع عنه. ما يظهر اليوم أمر جيد أن يكون كتابا هو خطوة أولى ولكن لا تكتمل الخطوات التنفيذية الا اذا تم الرجوع عن المرسوم السابق وإلا كأن شيئا لم يكن. وضمن هذا السياق نقول أكملوا هذا الرجوع عن القرار ، فبموازاة الشكلية القانونية يجب أن يتم الرجوع قانونيا”.
أضاف: “الامر الاهم اليوم هو إطفاء الحريق، وهذا الامر لا يحتاج الى قرارات وقد يكون هناك خطر من امتداد هذه النيران في ما تبقى من الاهراءات قد تطال الجزء المتبقي، وبالتالي يجب البدء الان باطفاء الحريق منعا لتزايد حالات الاختناق والتلوث”.
وختم: “دعونا اليوم نرى تحول الرغبة التي ابداها دولة الرئيس ميقاتي الى أعمال على الارض”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook