آخر الأخبارأخبار دولية

سكان بلدة شوتوكوا الأمريكية الهادئة يستحضرون بألم تفاصيل الهجوم على الروائي سلمان رشدي


نشرت في: 21/08/2022 – 17:45

بعد مرور أكثر من أسبوع على حادث طعن الروائي البريطاني سلمان رشدي أثناء إلقائه محاضرة غرب ولاية نيويورك، يستحضر العديد من سكان بلدة شوتوكوا التي تضم المركز الثقافي حيث وقع الاعتداء بألم تفاصيل الهجوم الدامي، ويعبرون عن صدمتهم من حدوث أمر مشابه في منطقة موسومة بقيم التسامح والتنوع. ورغم الفاجعة، أكد بعض هؤلاء أنه لا يشعر بانعدام الأمان، فيما تواصل المؤسسة تنظيم بقية برامجها الصيفية، غير أن الحراس المحيطين بالمكان باتوا يقومون الآن بدوريات حول المبنى، مع فرض تدابير مراقبة صارمة عند نقاط الدخول.

خلف حادث طعن الروائي البريطاني سلمان رشدي الأسبوع الماضي صدمة وحزنا شديدين وسط سكان منطقة شوتوكوا غرب ولاية نيويورك الأمريكية، أحد هؤلاء إميلي ساك التي تحكي أنها حينما لمحت شابا ينقض على سلمان رشدي على منصة مركز ثقافي في المدينة حيث تقطن، بالكاد أدركت أن ما تشهده هو محاولة قتل للروائي، كون الأمر حدث بشكل مفاجئ.

بعد مضي أسبوع على الوقائع، تحتفظ إميلي بذكرى مشوشة للهجوم، على غرار العديد من المقيمين في شوتوكوا التي تحوي مركزا ينظم برامج تربوية وثقافية وفنية وسط منتزه شاسع تنتشر فيه منازل تاريخية على ضفاف بحيرة شوتوكوا بمناظرها الخلابة.

وكانت إميلي في 12 آب/أغسطس في المسرح الدائري في الهواء الطلق لحضور مؤتمر كان رشدي يشارك فيه حين طعنه المهاجم الذي قالت الشرطة إن اسمه هادي مطر، وهو شاب يبلغ من العمر 24 عاما، يتحدر من لبنان ويسكن ولاية نيوجرزي، في مشهد أحدث صدمة في أنحاء كثيرة من العالم.

وقالت المرأة الثمانينية “حدث الأمر بشكل سريع جدا”، مضيفة “كان الأمر شبه منته قبل أن يبدأ حتى”.

وبعد ذلك، ألغت مؤسسة شوتوكوا برامجها لبقية اليوم. وقالت ساك والدموع في عينيها “شعر الجميع هنا بإحباط تام، بمن فيهم أنا”.

منارة للتنوع والتسامح

تقدم مؤسسة شوتوكوا نفسها منارة للتنوع والتسامح والحياة الثقافية والدينية في شمال الولايات المتحدة.

أقيمت المؤسسة عام 1874 بمبادرة من رجلي دين ميثوديين، وتحولت إلى موقع معروف للأنشطة التأملية والمؤتمرات الخاصة بالفنون والعلوم الإنسانية والتعليم والدين. ويقول موقع المركز على الإنترنت إنه “مكرس لاستكشاف أفضل ما في البشرية”.

وفي هذا المكان ألقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت خطابا شهيرا عام 1936 قبل سنوات قليلة من اندلاع الحرب العالمية الثانية مد فيه يده لمصافحة “كل أمة في العالم”.

وتعمل مؤسسة شوتوكوا غير الربحية بدعم من أعضائها إضافة إلى العائدات التي تستمدها من مئة ألف زائر غالبيتهم من كبار السن يحضرون مهرجانها الصيفي. ويتجول المقيمون والزوار مشيا أو على دراجات هوائية في مساحاتها الشاسعة الخضراء الشبيهة بقرية بشوارعها ومنازلها وحدائقها وسياجها، وحتى أنها تملك قسم شرطة وخدمة بريدية خاصة بها.

وقالت إميلي موريس نائبة رئيس المركز مقاومة دموعها “فعلا، كان الأمر صدمة لمجتمعنا بأكمله، وأعتقد أنه كذلك للمنطقة برمتها وكل شخص يعرف مؤسسة شوتوكوا”. وأضافت “نحن هنا منذ قرابة 150 عاما ولم يحدث أي شيء من هذا القبيل أبدا في السابق”. أما ديفيد ويلسون أحد سكان المنطقة فقال “إنه أمر مخز، وللأسف أعتقد أنه يرمز لكل ما يحدث في جميع أنحاء العالم. من العار أنه حدث هنا”.

تشديد التدابير الأمنية

معظم الناس في هذه البقعة الهادئة ذات المناظر الخلابة، بما في ذلك منطقة مايفيل مقر المقاطعة حيث مثل مطر أمام المحكمة الخميس بتهمة محاولة القتل، لم يتوقعوا مثل هذا الاعتداء.

ويعمل المدعي العام جيسون شميدت على بناء قضيته بشأن الاعتداء على رشدي الذي يعيش منذ عام 1989 تحت تهديد فتوى بهدر دمه أصدرها مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني بسبب كتابه “آيات شيطانية”.

لكن شميدت أقر لوسائل إعلام بأن مكتبه يفتقر إلى الموارد اللازمة للتعامل مع قضية بهذا الحجم، رغم أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يشارك في التحقيق.

ولم تتخيل ساك يوما أن شيئا كهذا يمكن أن يحدث في شوتوكوا، وتقول “لم أفكر في الأمر من قبل” لكنها تضيف “هذا يحدث في جميع أنحاء العالم. حسنا، لم ليس هنا؟”. وتوافقها الرأي باربرا وارنر، وهي متقاعدة ثمانينية من سكان شوتوكوا، فتقول “للأسف، هذه الأشياء تحدث في العديد من الأماكن المختلفة في البلاد”.

ووصفت ويلسون الهجوم بأنه “صدمة كبيرة”، لكنها قالت إنها لا تشعر بانعدام الأمان، فيما تواصل المؤسسة تنظيم بقية برامجها الصيفية. وتعرض المركز لانتقادات في وسائل الإعلام الأمريكية بسبب النقص الواضح في الإجراءات الأمنية المترتبة عند استضافة شخص يعد هدفا واضحا مثل رشدي الذي يتعافى من جروحه في مستشفى في بنسلفانيا.

من جانبها، قالت موريس نائبة رئيس مؤسسة شوتوكوا إن المركز فرض إجراءات أمنية حول المسرح الدائري، بما في ذلك أجهزة لكشف المعادن وحظر إدخال حقائب. ويقوم الحراس الآن بدوريات حول المبنى، مع فرض تدابير مراقبة صارمة عند نقاط الدخول. لكن الواقع أن التدابير الأمنية المحيطة بسلمان رشدي تراخت في الآونة الأخيرة مع انتقاله للإقامة منذ عشرين عاما في الولايات المتحدة.

وأشارت موريس إلى أنه فيما يتعلق باستضافة رشدي “لما كنا مضينا قدما في الحدث لو لم نكن نعتقد أن لدينا خطة مناسبة له”، مضيفة “إننا نراجع عن كثب كل ذلك”.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى