آخر الأخبارأخبار محلية

تراجع احتمالات الحل.. هل يحسمها هوكشتاين رسميا؟

لم يكن خافيا ان كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال احياء الحزب مناسبة العاشر من محرّم، جاء تصعيديا. قبل ايام من العاشر تحدث نصرالله عن ان احتمالات الحرب تراجعت بشكل كبير ،موحيا بأن التسوية تتقدم نحو اتفاق يرضي لبنان، لكن حديثه يوم العاشر من محرّم جاء كمحاولة للتذكير بأن الحزب لا يناور بل سيذهب سريعا الى تصعيد كبير قد يؤدي الى الحرب.


كما ان رسالة مقاتلي الحزب التي ردوا خلالها على طلب نصرالله بأن يكونوا مستعدين لكل الاحتمالات، تتجاوز كونها استعراضا اعلاميا او محاولة شد عصب جماهيري، فهذه الرسالة لم يعد لها زخمها الجماهيري السابق داخل بيئة الحزب لانها باتت مكررة، لكنها في الواقع جاءت لتوصل رسالة واضحة لاسرائيل وللولايات المتحدة الاميركية بأن الحزب يحاول تهيئة بيئته للاشتباك الكبير خصوصا ان مثل هذه الرسالة وجهت مرتين، الاولى في حرب تموز والثانية في حرب الجرود.

هذا الاصرار من قبل “حزب الله” على رفع مستوى الخطاب التهديدي لا يأتي من فراغ، خصوصا ان الحزب لم يقتنع بكل ما تم التسويق له من اجواء ايجابية في الايام السابقة، بل بقي حذرا يؤكد ان الايجابية الكلامية والوعود لن تمنعه من المضي بتهديده، لانه بحاجة لاتفاق خطي واضح. اوحى خطاب نصرالله ان اجواء سلبية عادت تلفوح في الافق.
اول هذه الاجواء هو جس النبض الذي حصل في اكثر من اسلوب وطريقة حول امكانية تأجيل الاتفاق حول الحدود البحرية الى ما بعد انتخابات الكنيست الاسرائيلي، تجنبا لان تؤثر التسوية على الواقع الشعبي لهذا الفريق او ذاك على ان يتعهد الوسيط الاميركي بأن يحصل لبنان بعد ذلك على ما يريد.

الا ان “حزب الله” ليس في وارد القبول بمثل هذه التسوية ويعتبرها مماطلة وتضييعا للوقت وهذا ما اكد عليه في اكثر من مناسبة وفي اكثر من طريقة ما قطع الطريق على هذه المبادرة، واعاد المفاوضات الى فكرة الترسيم والاستخراج. خلال زيارته الاخيرة، قدم المفاوض اللبناني تنازلا اخيرا للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، اذ لم يضع فيتو على فكرة ان يكون جزءا من حقل قانا تحت “السيادة الاسرائيلية” على ان يستفيد لبنان حصرا من كامل مخزونه الغازي.

تقول مصادر مطلعة ان الجو السلبي عاد مجدد الى ملف الترسيم بسبب تأخر هوكشتاين بالعودة، خصوصا ان ايحاءات غير رسمية وصلت الى بعض المسؤولين اللبنانيين تؤكد ان ما سيحمله هوكشتاين الى بيروت سيكون محاولة لانتزاع تنازل جديد مقابل تنازلات تقدمها تل ابيب وهذا امر لا يبدو ان له ارضية خصبة على الساحة اللبنانية. 

وتعتقد المصادر ان التنازل المطلوب قد يكون مجرد محاولة لكسب الوقت مجددا، واذا ما ترافق مع وقف اسرائيل التنقيب في حقل كاريش فهذا يعطي الوسيط الاميركي القدرة على طلب استمرار الهدوء على الحدود الى حين الوصول الى اتفاق نهائي خصوصا ان الامور تسير في المسار الصحيح وان الاسرائيليين لن ينقبوا عند الحدود اللبنانية بانتظار الاتفاق. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى