آخر الأخبارأخبار دولية

على غرار سلمان رشدي.. مفكرون وسياسيون عرب ذهبوا ضحية التطرف


نشرت في: 19/08/2022 – 18:18

أعاد الهجوم الذي تعرض له الكاتب سلمان رشدي في ولاية نيويورك الأمريكية إلى الأذهان اعتداءات ذهب ضحيتها عدد من المفكرين والسياسيين العرب، بعد أن صدرت في حقهم اتهامات بالتكفير وفتاوى بـ”هدر الدم”. نعود في هذا المقال على بعض الشخصيات العربية التي استهدفتها عمليات اغتيال بسبب أفكارها وتوجهاتها السياسية خلال العقود الماضية.

على غرار الاعتداء الذي تعرض له الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي، ذهب عدد من المفكرين والشخصيات السياسية العربية ضحية لعمليات اغتيال تورطت فيها أنظمة حكم أو جماعات جهادية. 

وكان سلمان رشدي، الصادرة بحقه فتوى بهدر دمه بسبب رواية “آيات شيطانية”، تعرض لاعتداء بسكين كاد يودي بحياته في 12 آب/ أغسطس الجاري عندما كان بصدد إلقاء محاضرة. 

فرانس24 تلقي نبذة على بعض الشخصيات العربية التي كانت ضحية للاغتيال بعد أن تعرضت لفتاوى “تكفير” أو “هدر دم”.

فرج فودة… ضحية الدفاع عن مدنية الدولة

فرج فودة، كاتب ومفكر مصري عرف بتوجهاته العلمانية ومناهضته للتيار الإسلاموي. اغتيل على يد “الجماعة الإسلامية” المصرية في 8 يونيو/ حزيران 1992 بالقاهرة. وشارك في إعادة الروح لحزب الوفد من خلال تأسيس حزب الوفد الجديد الذي سعى من خلاله لتكريس أفكاره الليبرالية.

قبل أشهر من اغتياله، شارك فودة في مناظرة حضرها آلاف من الأشخاص تحت عنوان “مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية”، وكان فرج فودة يحاضر دفاعا عن قيم الدولة المدنية في مواجهة شخصيات إسلاموية أبرزها مأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين في تلك الفترة.

بعد المناظرة، نشرت جريدة “النور” الإسلاموية في 3 يونيو/ حزيران 1992، بيانا من إمضاء ما كان يعرف بـ”ندوة علماء الأزهر” يكفر فرج فودة، قبل خمسة أيام من اغتياله عند خروجه من مكتبه على يد شابين ينتميان لـ”الجماعة الإسلامية” المتشددة، كانا يركبان دراجة نارية.

ألف فودة العديد من الكتب حول علاقة الدين بالدولة أبرزها “حوارات حول الشريعة” و”الطائفية إلى أين؟” و”حوار حول العلمانية”، إضافة إلى أحد أشهر أعماله “الحقيقة الغائبة”.

طاهر جاووت.. “تكلم فمات”

“إذا تكلمت تموت وإذا سكت تموت، إذن تكلم ومُت”.. هذه المقولة هي التي عرف به الروائي والصحافي الجزائري المشهور بمعارضته للإسلاموين، تحمل ربما تفسيرا لاغتياله، فقد تكلم جاووت في مقال “العائلة التي تتقدم، العائلة التي تتأخر” وجه فيه نقدا لاذعا للإسلاموين وقتل بعدها بأيام. لكن جاووت معروف أيضا بمقالاته السياسية النقدية التي أقلقت السلطات.

تلقى جاووت رصاصات أمام بيته في 26 أيار/مايو 1992، في أوج العشرية السوداء في الجزائر، والتي شهدت صراعا مسلحا بين الإسلاموين والجيش قتل أثناءها عدة شخصيات فنية ومسرحية وسياسية وإعلامية، عندما كان يستعد لامتطاء سيارته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد ستة أيام.

واختلفت الروايات حول المسؤول عن اغتياله، حيث تشير الرواية الرسمية إلى أن الأمر بقتله صدر من “أحد أمراء الجماعة الإسلامية المسلحة” تنفيذا لـ”فتوى” بهدر دمه. لكن مثقفين وشخصيات جزائرية طالبوا فيما بعد بتشكيل لجنة لتقصي الحقيقة في مقتل جاووت.

وعرضت قناة بي بي سي البريطانية وثائقيا عن جاووت بعنوان “رماية لكاتب المقال” قدمه سلمان رشدي نفسه.

شكري بلعيد.. اغتيال سياسي بعد حملات تكفير

سجن اليساري شكري بلعيد في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة وكان معارضا شرسا لنظام زين العابدين بن علي.

وبعد ثورة 2011، كان من بين مؤسسي “الجبهة الشعبية”، التي تضم أحزابا يسارية وقومية وكانت من أشد خصوم حركة “النهضة” الإسلاموية التي تولت الحكم في تلك الفترة.

عرف بلعيد بمعارضته الشديدة للإسلام السياسي، وواجه فتاوى تكفيرية من تنظيم “أنصار الشريعة” المتطرف بالخصوص.

واتهم بلعيد قبل أيام من اغتياله أمام بيته في 6 شباط/ فبراير 2013 علي يد مسحلين يركبان دراجة نارية، حركة “النهضة” بالتشريع للاغتيال السياسي في خضم تزايد اعتداءات “روابط حماية الثورة”، التي اُعتبرت بمثابة “مليشيات” محسوبة على حركة الغنوشي، على المعارضين وفي خضم معلومات بشأن وجود معاقل لتدريب الجهاديين في جبال محافظة القصرين وسط البلاد.

هشام الهاشمي.. اغتيال مختص في الجماعات المتطرفة

عرف الكاتب العراقي المختص في شؤون الجماعات الجهادية بمقالاته البحثية في عدد من المجلات العربية والدولية عن الجماعات المتطرفة.

وكان الهاشمي من بين منتقدي النظام السياسي العراقي القائم على المحاصصة متهما الأحزاب الدينية بتعزيز مكاسبها عبر تثبيت الانقسام من خلال استبدال التنافس الحزبي بالطائفي.

اغتيل الهاشمي في 6 حزيران/يونيو 2020 على يد مسلحين يركبون دراجة نارية أمام بيته عندما كان يستعد لركوب سيارته.

وقد توجهت الشكوك في البداية إلى عضو في “كتائب حزب الله” العراقي أبو علي العسكري، الذي قال الهاشمي أنه هدده بالقتل.

واتهم الهاشمي في تلك الفترة أبو علي دعم ب”خلايا وشبكات اللادولة المسيطرة على الدولة العراقية”. لكن وزارة الداخلية أعلنت يوم 16 يوليو/تموز 2021 إلقاء القبض على ضابط شرطة يعمل بالوزارة اعترف بالإشراف على الاغتيال مع الأشخاص الذين كانوا على متن دراجتين ناريتين.

عمر التيس


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button