الناشط الحقوقي المصري علاء عبد الفتاح يصعد إضرابه عن الطعام ويطالب بالإفراج عن معتقلين آخرين
نشرت في: 19/08/2022 – 15:19
دخل الناشط الحقوقي المصري المسجون علاء عبد الفتاح مرحلة جديدة من إضرابه عن الطعام، ورفع سقف مطالبه من مجرد إطلاق سراحه إلى دعوة رمزية للإفراج عن آلاف المعتقلين الآخرين. ونقلت شقيقة المعتقل خلال زيارته في السجن، أنه قلل كميات الطعام التي كان يتناولها، وقالت “إنه يعاني” كناية عن وضعه الصحي. ورغم نفي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باستمرار وجود سجناء سياسيين في مصر، تتهم منظمات حقوقية دولية القاهرة، بارتكاب انتهاكات واسعة في حق العشرات من معتقلي الرأي.
في خطوة تصعيدية جديدة للضغط على الحكومة المصرية من أجل إطلاق سراحه، كشفت شقيقة الناشط المصري البريطاني المسجون علاء عبد الفتاح أنه صعد إضرابه عن الطعام الذي كان بدأه قبل نحو خمسة أشهر، وقلل الكم الهزيل من المأكولات التي كان يتناولها، وذلك في إطار حملته للاحتجاج على حبسه.
كان عبد الفتاح صوتا قياديا خلال انتفاضة سنة 2011 التي انتهت بخلع الرئيس الراحل حسني مبارك من منصبه، بعد حكمه البلاد لمدة 30 عاما، وتقول جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان إن قضيته تظهر كيف تقدم دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة مصالحها الوطنية على الدفاع عن الحريات.
وقالت شقيقته سناء سيف بعد زيارتها له الثلاثاء إن أخاها، وهو أبرز المعارضين في مصر، كان يتناول في الأسبوع قطعة طعام واحدة تحتوي على الألياف، ثمرة تفاح أو خيار، بالإضافة إلى 100 سعرة حرارية فقط من السوائل ليتمكن من البقاء على قيد الحياة.
وأضافت “أثناء الزيارة كان واقفا يستند بجسمه على الحاجز الزجاجي، بدا أنه يعاني لكنه محافظ على تماسكه”.
وفي يونيو/حزيران المنصرم، أعربت والدته ليلى سويف عن قلقها من احتمال تدهور صحة ابنها بوتيرة سريعة.
بدأ عبد الفتاح إضرابه عن الطعام في الثاني من أبريل نيسان احتجاجا على ظروف اعتقاله وسجنه. وحكم عليه في ديسمبر/كانون الأول بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة، بعدما شارك في إعادة نشر تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة سجين. وهو يقر بإعادة نشر التدوينة، لكنه يصر على أن الحكم الصادر ضده جائر.
ولم يرد مسؤولون مصريون على اتصالات هاتفية للتعليق على قضيته، لكنهم يقولون إنه يتسلم وجبات الطعام وتم نقله هذا العام إلى سجن يتميز بظروف أفضل.
وفي مواجهة الانتقادات الأجنبية، دافعت الحكومة المصرية عن الأحكام القضائية، بما فيها ذلك الصادر في حق عبد الفتاح.
ولا يتوقع عبد الفتاح أو أحد من أفراد أسرته إطلاق سراحه قريبا، حسبما تقول أخته، التي أردفت “نعرف أن موضوع علاء بات قضية معروفة لدى عدد من الحكومات، لكن فيه أمر محبط طبعا.. إننا نقوم بدورنا لكن دون جني أي نتائج إيجابية، وهذا يعني أن الحكومات والسياسيين لا يقومون بدورهم إطلاقا”.
ضغط بريطاني
قالت سناء إنها أثارت قضية أخيها مع كثيرين من بينهم أعضاء في البرلمان البريطاني ومسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية، والرد في كل مرة أن بريطانيا “تضغط على أعلى مستوى للحصول على الزيارة القنصلية”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية “نبذل جهدنا للإفراج عن السيد عبد الفتاح، ونحث السلطات المصرية على ضمان تلبية احتياجاته المعيشية”.
وذكر مسؤول بالحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء بوريس جونسون أثار القضية مباشرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في محادثة هاتفية في الآونة الأخيرة.
ويقول بعض المنتقدين أيضا إن الولايات المتحدة، وهي مصدر رئيسي للأسلحة والمساعدات العسكرية، يجب أن تعلق تلك المساعدات بسبب سجل مصر الحقوقي. وامتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق.
ومن آن لآخر تكتب الروائية أهداف سويف، خالة عبد الفتاح التي رشحت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر، تغريدات عنه على تويتر. وفي شهر يونيو/حزيران دونت تغريدة قالت فيها “لقد بدأنا نعتقد أن نية الحكومة المصرية هي ترك علاء يموت في السجن”.
وذكر المركز الصحفي في مصر أن الأسئلة المتعلقة بقضية عبد الفتاح والمزاعم المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان تخرج عن نطاق اختصاصه، فيما لم يرد أحد بوزارة الداخلية على الاتصالات الهاتفية.
“انتهاكات حقوقية واسعة”
اتهمت جماعات معنية بحقوق الإنسان، من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، حكومة السيسي بارتكاب انتهاكات واسعة، من تعذيب إلى إخفاء قسري إلى احتجاز عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين.
وينفي السيسي وجود سجناء سياسيين في مصر ويقول إن الاستقرار والأمن لهما أهمية قصوى، وإن السلطات تعمل على تعزيز الحقوق من خلال محاولة تلبية الاحتياجات الأساسية مثل توفير فرص العمل والسكن.
ويقول بعض المحللين إن القوى الغربية تعزف عن اتخاذ تحرك جاد إزاء حليف استراتيجي عمل وسيطا في قضايا طويلة الأمد مثل الصراع العربي الإسرائيلي، ويسيطر كذلك على قناة السويس، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
وقال سيث بيندر من مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط “أعتقد أن الصعوبة تكمن في حكومات الغرب والولايات المتحدة وغيرها، وفي عدم استعدادها لتغيير سياستها لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان بصورة أفضل… وأمثال علاء هم الضحايا”.
يذكر أن علاء عبد الفتاح قبع خلف القضبان معظم السنوات التي أعقبت انتفاضة 2011 التي أطاحت بمبارك وبعثت في مهدها الأمل بين جيل من النشطاء داخل مصر وخارجها.
لكن مع دخول احتجاجه مرحلة جديدة أشد خطورة، قالت سناء إن أخاها يحول تركيزه من مجرد إطلاق سراحه إلى دعوة رمزية للإفراج عن آلاف المعتقلين الآخرين.
ونقلت عنه قوله في زيارتها له “أنا شايف إن مفيش كده كده أمل في النجاة الفردية، فهُم عنيدون ويريدوني أن أصبح عبرة”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook