مركز العزم الثقافيّ نظم لقاءً حورايّا تحت عنوان: “بين الفرص والتحديّات “
وقد أقيم على مسرح المركز في بيت الفن في طرابلس
وحاضر فيه الدكتور ماجد درويش والدكتور خالد تدمري والدكتور جان توما والمهندس المعماري وسيم ناغي و المنتج عمر عمادي وأدار الحوار الصحافي رائد الخطيب .
المداخلة الاولى كانت للدكتور ماجد درويش الذي قال بداية انّ الحضارة في مفهومها الحديث، ومفهومها العالميّ المعاصر، قد أصبح أكثر اتساعا، مما كان يدلّ عليه في مفهومه اللغويّ التقليديّ ,وإذا كان أصل الحضارة نزيه الإقامة في الحضر فإنّ المعاجم اللّغويّة الحديثة، ترى أنّ الحضارة هي: الرقيّ العلميّ، والفنيّ، والأدبيّ، والاجتماعيّ.
وأضاف نحن بصدد الكلام عن الآثار العمرانيّة المملوكيّة التي استفادت من الإرث المعماريّ الروميّ والإفرنجيّ في طرابلس. فنحن نعلم بأنّ طرابلس قبل الفتح كانت تحت السلطة البيزنطية، لذلك لا بد من تأثر ما. ثمّ بعد ذلك قامت فيها أول دوقية للإفرنج، واستمرت إلى آخر العهد الصليبي، فكانت آخر دوقية – إمارة – تسقط لهم في بلاد الشام (503 – 688هـ) مئة وثمانون سنة قمرية. فلا بدّ أنُ هذه الفترة شهد فيها البناء تأثرا ما بالفن المعماريّ الغربيّ، وبخاصة القوطيّ واللومبارديّ.
من هنا نجد الأبنيّة تاريخيّة في طرابلس جمعت خصائص عصور متعددة: روميّة بيزنطيّة، إسلاميّة: أمويّة – عباسيّة، صليبيّة، مملوكيّة، عثمانيّة.
فكلّ هذه الخصائص المعماريّة وجدت في العمائر التاريخيّة الموجودة في طرابلس. وهذا من أكبر المحفزات لدارسي الآثار لزيارة طرابلس ودراسة آثارها الحضاريّة.
ثم عرض درويش لنماذج تمثل فيها التشابك العمانيّ الحضاريّ في الأبنية التاريخيّة في طرابلس، منها:جامع العطار، جامع الأويسية، مزار سيدة يونس، جامع طينال ، وأهمها الجامع الكبير المنصوري.
ولأنّها تضم مدينتين قديمتين طرابلس والميناء وهي تضم محميات الجزر و موقعها الجغرافي على سفح وادي قاديشا وقربها من الجبال في السلسلة الغربية يجعل منها موقعا مميزا
و هي من أهم المدن على الساحل اللبناني و يمكنها أن تكون عصبا أساسيّا لتقويّة السياحة لتفردها بالسياحة الثقافيّة والدينيّة ولجذب الكثير من السياح في العالم
من جهته الدكتور جان توما رأى بضرورة وضع استراتيجيّة لإعادة تطوير خطة عودة أهل المناطق المجاورة الى المدينة المحورية طرابلس
واضاف من هنا يجب وضع استراتيجيّة للسياحة المتنوّعة، ومنها السياحة الثقافيّة ضمن منظومة متكاملة
وتساءل كيف تستقيم في طرابلس حيث لا مؤسسات ولا بلديات ولا صحيفة ورقيّة او مطبوعة، في زمن صارت الثقافة فيه صناعة. والصناعة مكلفة على صعيد تمويل الندوة او المحاضرة او المؤتمر.
وقال :تتنوّع مفاهيم السياحة الثقافيّة في طرابلس، فعندنا ثقافة نهرية ( المدينة القديمة)، وثقافة سهليّة( الضم والفرز)، وثقافة بحرية ( الميناء).
وختم الدكتور توما قائلا: ننتظر دورا للمسرح الوطنيّ اللبنانيّ -الامبير في طرابلس، وتألق مهرجان الأفلام.
من جهته المهندس وسيم ناغي قدم في مداخلته مقترحا يعالج مشكلة المدينة وهويتها عبر التاريخ معددا ميزاتها الحرفيّة والتجاريّة والصناعيّة والثقافيّة والفنيّة
وثمّ شرح العقبات التي افقدتها دورها بعد الاعتداء على مرافقها السياحيّة بدخول الحداثة بشكل غير علمي
و شدد على ثلاثية طرابلس المميزة التي يجعل منها نموذجا سياحيّا وهي المنظومة البحريّة التي تضم الواجهة البحريّة والجزر والمدينة التاريخيّة الذي يسمى الإرث الثقافيّ ومحطة القطار والمرفأ وكلّ ذلك يجعل منها مدينة سياحيّة رائدة
وراى أنّ معالجة كلّ ذلك يكون بتطبيق النظام و تفعيل العمل البلديّ و إعادة تأهيل ما تصدع بشكل علميّ ووضع خطة استراتيجيّة لتطوير السياحة.
أخيرا وفي مداخلته ركز المنتج عمر عمادي على أهمية مدينة طرابلس المملوكيّة الغنيّة بالآثار كما تضم مرافق اقتصاديّة هامة كالمعرض والمرفأ
وأشار أيضا إلى الإهمال الحاصل فيها واستهدافها بشكل ممنهج من بعض وسائل الإعلام
و أشار إلى وجود فرصة حقيقية لإعادة تسليط الضوء على أهميتها السياحيّة والدينيّة والثقافيّة والعمرانيّة
وختم مشيرا إلى ضرورة الايمان بهذا البلد و وضع الأيدي ببعضها البعض لإنقاذ المدينة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook