آخر الأخبارأخبار دولية

تيارات متصارعة داخل حركة طالبان بعد عام على عودتها للحكم


نشرت في: 14/08/2022 – 14:45

ظهرت مؤخرا بوادر انقسامات داخل حركة طالبان بعد عام من سيطرتها على أفغانستان، تجلت الخلافات في الهامش المتاح أمام قادتها لإدخال إصلاحات. فبعد سيطرة الحركة انتهى الصراع لكن الأزمة الاقتصادية في البلاد تضاعفت. وبالرغم من تأكيد قادة طالبان على الانفتاح في الحكم هذه المرة إلا أن الكثير من التغييرات ما تزال تعتبر سطحية و ناتجة عن قرارات متخبطة.

بعد عام على عودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، بدأت انقسامات تظهر داخل الحركة المتشددة خصوصا حول الهامش المتاح أمام قادتها لإدخال إصلاحات.

انتصار الحركة على الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الخارج، أدى إلى إنهاء القتال، الأمر الذي جلب ارتياحا للأفغان على نطاق واسع، خصوصا سكان المناطق الريفية التي تحملت وطأة نزاع عنيف استمر لعقدين.

لكن الأزمات المالية والاقتصادية والإنسانية التي تواجهها أفغانستان تفاقمت. فتضاعف عدد الأفغان الذين يعيشون تحت خط الفقر بالملايين وغرق عدد آخر في الديون للمرة الأولى، فيما اضطرت عائلات تمر في ظروف خانقة إلى الاختيار بين بيع رضيعات أو بيع أعضاء جسدية.

وقال إبراهيم بحيس المحلل الأفغاني في مجموعة الأزمات الدولية “لدينا معسكر يدفع بما يعتبره إصلاحات، ومعسكر آخر يبدو أنه يعتقد أن حتى هذه الإصلاحات الضئيلة، مبالغ فيها”.

بالشكل

فيما يؤكد بعض قادة طالبان أن الحركة ستحكم بطريقة مختلفة هذه المرة، يرى مراقبون كثر أن التغييرات تبقى سطحية.

ويعتبر البعض أن هذه التعهدات “رمزية” للتوصل إلى تغيير في موقف الدول الغربية التي مولت البلاد المرتهنة للمساعدة الخارجية منذ 20 عاما، ولمحاولة فك العزلة المفروضة على أفغانستان في النظام المالي العالمي.

لم يحارب المسؤولون في كابول استخدام التكنولوجيا بل استخدموها وتبنوا العلاقات العامة فيما أقيمت مباريات الكريكيت في ملاعب ممتلئة بالمشجعين، وحتى الآن، ما زال بإمكان الأفغان الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وسمح للفتيات بارتياد المدارس الابتدائية ولصحافيات بإجراء مقابلات مع مسؤولين حكوميين، وهو أمر لم يكن بالإمكان تصوره خلال فترة حكمهم الأولى في التسعينات. لكن الكثير من المحللين أعربوا عن قلقهم من أن يكون كل ذلك “شكليا”.

وقال مايكل كوغلمان المتخصص في شؤون أفغانستان من مركز “ويلسون سنتر” للبحوث إن “هناك بعض الحالات التي نلحظ فيها تطورا في السياسة، لكن لنكن واضحين… ما زلنا نرى منظمة ترفض التخلي عن آراء عقائدية رجعية”.

فيما يتعلق بشؤون المرأة، فما زالت الكثير من المدارس الثانوية للإناث مغلقة فيما استبعدت النساء من الوظائف العامة.

ويتم التحكم في نشاطات بسيطة مثل الاستماع إلى الموسيقى وتدخين الشيشة ولعب الورق بشكل صارم في المناطق المحافظة، فيما تقمع احتجاجات ويهدّد صحافيون أو يوقفون بانتظام.

ولم تصغ الحركة مطالب الغرب بتشكيل حكومة تشمل الجميع، كما أن اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أحد الأحياء الراقية في كابول الأسبوع الماضي أثار المزيد من التساؤلات حول التزام طالبان التخلي عن العلاقات مع الجماعات المتطرفة.

عدم الإذعان

ألغى زعيم حركة طالبان هبة الله أخوندزادة بقرار مفاجئ في آذار/مارس قرارا بإعادة فتح المدارس الثانوية للبنات. وبحسب بعض المحللين فإنه أراد بذلك ألا يبدو وكأنه يذعن لمطالب الغرب.

وبذلك القرار، قضى على الأمل باستعادة التدفقات المالية الدولية، ما أثار انتقادات حتى في صفوف قيادة طالبان في كابول التي أعرب بعض المسؤولين فيها عن معارضتهم العلنية.

ثم تبع ذلك عدد كبير من التوجيهات التي كانت سائدة خلال الحكم المتشدد الأول لطالبان على الرغم من احتجاجات الدبلوماسيين الأجانب الذين يلتقون بانتظام أعضاء حكومة طالبان من دون قائدها الأعلى.

وما يزال زعيم حركة طالبان الغامض هبة الله أخوندزادة يتخذ من قندهار معقلا للحركة، ويستمر وأوساطه النافذة التي تضم مقاتلين سابقين ورجال دين، في فرض تفسيرهم المتشدد للشريعة.

وبالرغم من ادعاء مستشاري أخوندزادة أن طالبان يمكنها أن تصمد بدون دخل أجنبي، سيكون رفع الحظر عن الأصول المجمدة في الخارج بمثابة شريان حياة حيوي للحركة.

وقال دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية “نعرف أن طالبان قد يكون لديهم ميل لتحقيق الكسب المادي، لكنهم لا يمكنهم أن يظهروا بهذا المظهر”.

وقال عبد الهادي حماد رئيس إحدى المدارس الدينية وعضو مجلس ديني يقدم المشورة لأخوندزادة “القرارات التي اتخذها حتى الآن تستند إلى آراء علماء الدين”.

وأكد محمد عمر الخطابي وهو رجل دين يقدم المشورة لأخوندزادة في قندهار “ما زالت حاجات الأفغان كما كانت عليه قبل 20 عاما”.

بدوره، قال عبد الرحمن الطيبي، وهو مساعد آخر وثيق لأخوندزادة لوكالة الأنباء الفرنسية “شعبنا ليس لديه الكثير من المطالب مثل تلك التي قد تكون لدى شعوب دول أخرى”.

تأخر الأجور

ويؤكد أخوندزادة الذي لا يجرؤ أحد على تحدي سلطته راهنا، على ضرورة محافظة الحركة على وحدتها، فيما قالت مصادر إنه يحاول تحقيق التوازن بين فصائل عدة متنافسة. لكن التحديات تتصاعد وعدم الرضا بدأ ينتشر لدى قاعدة الحركة.

وقال مسؤول في طالبان مقره في شمال غرب باكستان طلب عدم كشف اسمه “يتأخر تقاضي مقاتلي طالبان لرواتبهم وأجرهم منخفض أيضا. إنهم غير راضين”.

وأضاف مصدر ثان من طالبان أن كثرا عادوا إلى قراهم أو ذهبوا إلى باكستان للقيام بعمل مختلف.

وأثارت محاولات طالبان تعزيز دخلها من خلال استخراج الفحم من المناجم خلافات داخلية في الشمال، تفاقمت بفعل الاختلاف الإثني والطائفية.

ونوه مايكل كوغلمان إلى أن هذه الضغوط المتصاعدة، إذا لم تعالج، قد تؤدي إلى تشدد في النزعة المحافظة في الحركة وتساءل “إذا بدأت قيادة طالبان تشعر بتهديدات حقيقية لاستمراريتها، فهل ستتغير؟”

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى