آخر الأخبارأخبار دولية

منفذ الهجوم على سلمان رشدي يقر بأنه غير مذنب ويدفع ببراءته من تهمة محاولة القتل


نشرت في: 14/08/2022 – 09:31

دفع منفذ الهجوم، على الكاتب البريطاني سلمان رشدي ببراءته من تهمة “محاولة قتل” وأقر بأنه غير مذنب. وقد مثل هادي مطر (24 عاما) وهو أمريكي من أصول لبنانية، أمام قاض في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وأقر بأنه غير مذنب. في حين لا يزال الكاتب البريطاني في حالة حرجة في المستشفى لكنه تمكن من التفوه ببعض الكلمات مساء السبت.

أقر منفذ الهجوم على الروائي البريطاني سلمان رشدي بأنه غير مذنب ودفع ببراءته من تهمة “محاولة القتل” التي وجهها إليه قاضي محكمة تشوتوكوا في جلسة إجرائية.

 وقد مثل منفذ الهجوم هادي مطر بزي السجناء واضعا كمامة. وهو متابع بتهمة “محاولة القتل والاعتداء”، ولم يتفوه بكلمة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز وصور نشرتها الصحافة المحلية.

وقد أثار الهجوم الذي طُعن خلاله سلمان رشدي عشر مرات الجمعة، موجة استنكار شديد في الغرب، قابلتها إشادات من متطرفين في إيران وباكستان.

وكان الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي حصل على الجنسية الأميركية مهدّدا بالقتل منذ أن أصدر مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران آية الله روح الله الخميني فتوى بهدر دمه في 1989 بسبب روايته “آيات شيطانيّة”.

هجوم عن سابق تصور

وقد اعتبر الادعاء العام أن الهجوم على الكاتب الجمعة في مركز ثقافي في تشوتوكوا حيث كان سيلقي الروائي البريطاني محاضرة، حصل عن سابق تصور. وقام المهاجم بطعن الكاتب البالغ 75 عاما عشر مرات على الأقل في العنق والبطن.

من جانبه دفع المشتبه به المقيم في ولاية نيوجرزي ببراءته من خلال محاميه وسيمثل مجددا أمام المحكمة في 19 آب/أغسطس المقبل.

ويبقى التعتيم عن الوضع الصحي لسلمان رشدي قائما ولم تصدر أي معلومات السبت عن السلطات أو أقرباء الكاتب البريطاني، بعدما تم نقله الجمعة على وجه السرعة إلى مستشفى حيث تم وصله بجهاز تنفس اصطناعي في إرييه بولاية بنسيلفانيا على ضفة البحيرة التي تفصل بين الولايات المتحدة وكندا.

غير أن وكيل أعماله أندرو وايلي قال لصحيفة نيويورك تايمز فقط أن الكاتب تكلم مساء السبت بدون أن يوضح إذا كان الكاتب البريطاني لا يزال تحت التنفس الاصطناعي، وذلك بعدما قال للصحيفة مساء الجمعة بأن “سلمان سيفقد إحدى عينيه على الأرجح وقُطِعت أعصاب ذراعه وتعرّض كبده للطّعن والتلف”.

وأثار هذا الاعتداء صدمة قوية خصوصا في الغرب حيث ندد الرئيس الأميركي جو بايدن بالهجوم ووصفه بـ “الشرس” مشيدا بالكاتب “لرفضه الترهيب والإسكات”.

حياة طبيعية في نيويورك

ويقطن سلمان رشدي منذ عشرين عاما في نيويورك حيث استعاد حياة شبه طبيعية بعيدا عن الأنظار، مواصلا الدفاع في كتبه عن الحق في التهكم وعدم احترام الأديان.

وقبل أيام من الهجوم كانت مجلة “شتيرن” الألمانية أجرت مقابلة معه في نيويورك، قال خلالها “منذ بدأت أعيش في الولايات المتحدة، لم يعد لديّ مشاكل (…) عادت حياتي إلى طبيعتها” مبديا “تفاؤله” رغم “تهديدات القتل اليومية”، وفق مقتطفات نشرتها المجلة على أن تصدر المقابلة كاملة في 18 آب/أغسطس.

ولم يتم إلغاء “الفتوى” في حق الكاتب، وتم استهداف العديد من مترجمي الرواية، جُرح بعضهم وقتِل آخرون مثل الياباني هيتوشي إيغاراشي الذي لقي حتفه طعنا في 1991.

ومن جهة أخرى، سجل موقع أمازون في الولايات المتحدة زيادة في الطلبات على رواية “آيات شيطانية” فيما قالت مكتبة “ستراند بوكستور” النيويوركية  لوكالة الأنباء الفرنسية أن “الناس يأتون لرؤية ما كتبه والاستعلام عمّا لدينا” في المخزون.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة “نضال (سلمان رشدي) هو نضالنا، وهو نضال عالميّ” فيما ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بهجوم “مروع”.

من جانبه ندد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو السبت بـ”الهجوم الجبان” و”الإساءة لحرّية التعبير”.

وفي السياق كتبت صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الهزلية التي استهدفها هجوم إسلامي متطرف أقدَم منفّذه على إعدام جميع أعضاء هيئة تحريرها تقريبا عام 2015، أن “لا شيء يُبرّر فتوى، لا شيء يُبرّر حكمًا بالإعدام”.

ترحيب في إيران وباكستان

وفي جنوب لبنان، قال علي قاسم تحفة رئيس بلدية قرية يارون لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ هادي مطر “من أصول لبنانيّة” مضيفا أنه “وُلد ونشأ في الولايات المتحدة، ووالده ووالدته من يارون”.

أما في إيران فهنّأت صحيفة “كيهان” المحافظة المتشددة السبت منفذ الهجوم وكتبت “مبروك لهذا الرجل الشّجاع المدرك للواجب الذي هاجم المرتد والشرير سلمان رشدي”. وأضافت “لنقبّل يَد من مزق رقبة عدو الله بسكين”.

وفي سوق الكتب بطهران، السبت، كان الجميع على عِلم بالهجوم الذي تعرّض له الكاتب البريطاني في الولايات المتحدة، لكنّ مؤيّدي العملية فقط هم من يعبّرون عن آرائهم.

وفي باكستان المجاورة، اعتبر حزب “تحريك لبيك باكستان” المعروف بردود فعله العنيفة على ما يعتبره إساءة للإسلام، أنّ رشدي “يستحقّ أن يُقتل”.

سلمان رشدي من مواليد 19 حزيران/ يونيو 1947 في بومباي، نشأ وسط عائلة مثقّفين مسلمين غير متديّين وتقدميّين.

وكان أثار غضب العالم الإسلامي بسبب روايته “آيات شيطانيّة” ما دفع آية الله روح الله الخميني إلى إصدار فتوى في 1989 تدعو إلى قتله.

ومنذ ذلك الوقت، اضطر الروائي البريطاني إلى التواري والعيش في السرية متنقلا من مخبئ إلى مخبئ تحت حماية الشرطة.

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى