موسكو تستعد لـ “مغادرة حقول غاز شرق المتوسط”؟!
الجديد الطارىء على ساحة المفاوضات، هو ما تسرّب من بدء التحضيرات الجدية لخروج المؤسسات الروسية من سوق الغاز والنفط القائم او الموعود في شرق المتوسط وفي أكثر من بقعة في العالم خارج ما هو قائم من مشاريع روسية. فشركة نوافاتك الروسية ومعها بعض المؤسسات الشبيهة العاملة في قطاع الطاقة بدأت تحضيراتها للانسحاب من بعض الأسواق لِتعذّر استمرارها القيام بأعمالها في ظل المقاطعة الاميركية والاوروبية وعدم القدرة على التعامل بالدولار الاميركي، وهي خطوات وان جاءت منفصلة عن ملف الترسيم او البحث عن الغاز في لبنان من قبل كونسورسيوم ايطالي ـ فرنسي وروسي، فقد تمّ النظر اليها قبل الاعلان رسمياً عن بدئها من باب استباق اي خطوة اميركية لفرض عقوبات على اي شركات تتعاطى بقطاع النفط والغاز الروسي كما فعلت مع الايرانيين قبل ايام قليلة.
فهي وعند معاقبتها للشركات التي تتعاطى بالنفط الايراني والتي تقدّم الدعم لمؤسساته بأي شكل من الأشكال لم توفّر شركات صديقة لها في الإمارات العربية المتحدة وماليزيا، فساوَتها في عقوباتها بتلك الصينية والإيرانية ومن هويات مختلفة، وهو ما قد يتجدّد اذا حاول البعض منها التعاطي بالهبة الايرانية للبنان ان تمّت الموافقة عليها، وتعبّر عن مدى الجدية بما ينتظر القطاع من مواجهات قاسية وقدرة اي دولة على الصمود تجاهها.
وبناء على ما تقدّم، ينظر المراقبون الى أن ابتعاد الشركات الروسية عن قطاع الغاز في المتوسط وتعزيز العقوبات على الايرانية والمتعاطين معها يشير بكثير من الملاحظات التي تثبت ان الادارة الاميركية للملف تجري بتشدّد كبير ويفترض أن تثبت قدرتها على أن تؤدي دور الوسيط المسهل، فتفرج عن الشروط التي تكبّل الاستكشاف في لبنان وتعطي اسرائيل حق الاستثمار من آبار المنطقة من دون ان تسجّل على نفسها نُصرة فريق على آخر أو تقديم اي نموذج يشكّك بحيادها المسهّل للتفاهمات في المنطقة، لتستعيد بوادر الانتعاش من باب الثروة النفطية التي اعتقد البعض انها باتت بلا قيمة فعلية قبل غزو روسيا لأوكرانيا، فأعادت لهذا القطاع أهميته في ركائز اقتصادات الدول وعافيتها المالية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook