آخر الأخبارأخبار محلية

لقاء جنبلاط وحزب الله قد يفتح كوّة في جدار الاستحقاقات الداخلية

بقي اللقاء بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي في صدارة المشهد الداخلي، لكونه حرك المياه السياسية الراكدة وقد يفتح كوة في جدار الاستحقاقات الداخلية المقفل لا سيما تأليف الحكومة الجديدة وخطر الفراغ المتوقع في رئاسة الجمهورية، وسط ترقب سياسي وخارجي لنتائج هذا اللقاء على المستوى السياسي في ضوء تأكيد حزب الله ورئيس الاشتراكي وليد جنبلاط على استكمال اللقاءات والحوار للاتفاق على حلول للأزمات وتأمين توافقات سياسيّة أوسع على ملفات أساسيّة كالكهرباء والاتفاق مع صندوق النقد الدوليّ ورئاسة الجمهورية.

وعقب لقاء كليمنصو، برز حراك جنبلاطيّ على خطوط المرجعيات السياسية والدينية لوضعها في أجواء اللقاء والتباحث في نتائجه وتسويق النقاط المشتركة، إذ أوفد جنبلاط نجله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط إلى الديمان لإطلاع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أبعاد تواصله مع حزب الله. كما أوفد الوزير السابق غازي العريضي الى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية، وغادر العريضي من دون الإدلاء بتصريح.

وعلمت “البناء” أن الحوار بين حزب الله والاشتراكي سيتفعّل لا سيما في ملف انتخاب رئيس للجمهورية فور الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، حيث سيتمّ التوافق على أسماء وسطيّة ثم طرحها على القوى السياسيّة الأخرى، لا سيما على الساحة المسيحيّة لتأمين توافق حولها ويمكن لجنبلاط أن يلعب دوراً محورياً على هذا الصعيد، وذلك لتسهيل الانتخاب ولتفادي الفراغ في الرئاسة الأولى والذي سينعكس فراغاً على كافة مفاصل البلد لا سيما على الصعيد الحكومي.
وتشير أوساط سياسية لـ”البناء” الى أن “مبادرة جنبلاط للقاء مع حزب الله تعكس التحولات والمتغيرات في المشهدين الإقليمي والدولي خلال الأشهر القليلة الماضية والتي يقرأها رئيس الاشتراكي جيداً، لا سيما تقدّم المفاوضات بين الإيرانيين والأميركيين والقوى الغربية والاقتراب من توقيع الاتفاق النوويّ، ما سيحدث انفراجاً في العلاقات الإيرانية مع الغرب وتحديداً مع الأميركيين، بموازاة الحوار السعودي الإيراني، والسعودي السوري، واللقاءات التركيّة السوريّة التي حصلت مؤخراً، ما يعني أن مشهداً جديداً يتشكل في المنطقة ستفرزه هذه الحوارات والاتفاقات، سينعكس على الداخل اللبناني وقد يعزّز النفوذ الروسي والإيراني والسوري على الساحة اللبنانية”.

وكتبت” الديار”:كسب حزب الله حليفا جديدا عبر انفتاح الحزب التقدمي الاشتراكي عليه وبالتالي تعزز موقعه السياسي داخليا اكثر فأكثر وتحصن من أي خطة اميركية تستهدفه لتطويقه. وهذه التطورات تشير الى ان حزب الله اليوم يشهد مرحلة مختلفة عن السابق حيث في عهد ادارة الرئيس دونالد ترامب عمل الاخير على حشره في الزاوية لبنانيا واقليميا واميركيا ،اما اليوم فقد لاقت المقاومة تغييرا داخليا حيث بعض الاطراف التي كانت على خلاف معه مدت يدها لحزب الله وخفت الضغوطات عليه.
ذلك، كشفت أوساط سياسية مطلعة لـ»الديار» ان التوقيت الذي جعل من النائب السابق وليد جنبلاط ينفتح تجاه حزب الله هو انه قرأ مواقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله التي كانت حادة لناحية الترسيم البحري مع العدو الاسرائيلي واعطاء مواعيد بشن حرب فضلا عن اطلاق مسيرات فوق كاريش وبالتالي رأى جنبلاط ان هناك تصعيدا كبيرا من جهة الحزب. وهذه القرارات التي اعلنها حزب الله قد تكون مرتبطة بمفاوضات فيينا التي تتوقف تارة وتتسهل تارة اخرى، كما قد تكون مرتبطة بوضع المنطقة المتشنج والعراق المتوتر والاشتباك الخارجي الموجود. وامام هذا التصعيد الذي لمسه جنبلاط من المقاومة، اختار تحييد نفسه في هذه المرحلة عبر فتح قنوات حوار ونقاش مع المقاومة. وعليه، يعلم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ان تقاربه من حزب الله يفيد الاخير اي ان المقاومة توظف هذا اللقاء بانها تنفتح على الجميع وتتحاور مع معظم الاطراف اللبنانية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى