آخر الأخبارأخبار محلية

عودة النازحين السوريين: هل الحل بالسياسة والأمن؟

في زحمة الازمات المستفحلة والأولويات المتضاربة، قفز ملف النزوح السوري إلى الواجهة من دون مقدمات، حيث  يؤكد متابعون أهمية البدء بسكة العودة حيث أن لبنان بأت لا يتحمل مزيدا من الاعباء على وقع الانهيارات المتتالية.

 

المساعي على اشدها في قصر بعبدا حيث تشير الاجواء إلى نية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وضع خطة للتخفيف من عبء النزوح السوري الذي بات شريكا مضاربا على لقمة اللبنانيين وحاجاتهم المعيشية. ولا تخفي أوساط بعبدا امتعاضها الشديد وانزعاجها من ضغوط غربية لابقاء النازحين واستثمار هم كورقة ضغط على لبنان.بموازة ذلك تجمع الآراء، وبغض التنظر عن الانقاسامات الداخلية، على أن قضية نزوح السوري ينبغي معالجتها بغض النظر عن الظرف الذي قد يستثمر هذه المعالجة سياسيا.

في المقابل ، تفيد مصادر  مواكبة بأن الموضوع ابعد من تنظيم العودة وكيفية التنسيق مع الجهة السورية، فمهما بلغت جهود وزير المهجرين عصام شرف الدين وسواه فانها ستصطدم حكما بجدار سميك من التعقيدات الداخلية والخارجية ، علما بأن الأطراف الداخلية التي عمدت الى استغلال النزوح للتصويب على “نظام الأسد” باتت خارج المعادلة.

فوفق المعلومات، اعد وزير المهجرين خطة لاعادة 15 الف نازح سوري يوميا على مدى شهرين أو أكثر، وفق قوائم يتم اعدادها مع السلطات السورية، وتشير المعلومات ذاتها الى توجه لتفعيل عمل المجلس الأعلى اللبناني- السوري، لعدم توريط جهات حكومية وبالتالي ادراجها على برنامج العقوبات الدولي.

 

المعوقات تتشابك بين الضغوط الغربية من جهة رغم برنامج المنح بالدولار الطازج وحسابات السلطات السورية، خصوصا وان الانفتاح الذي باشره الرئيس السوري بشار الأسد على دول الخليج  عقب إعادة انتخابه، كان ينبغي استكماله مع الجار القريب،و هذا ما لم يكن في الحسبان في ظل التردد السعودي و تأخر عودة سوريا إلى الحضن العربي.

 

تشير مصادر إلى أن عودة النازحين تتطلب تنسيقا مباشرا مع السلطات السورية، ولا طاقة للدولة اللبنانية وأجهزتها على تحمل تبعات ذلك، خصوصا وان استعادة لبنان لعلاقته المباشرة مع سوريا، سيسبب اشكالات لا تعد ولا تحصى ، فضلا عن كون الملف له جوانب أمنية ينبغي متابعتها وتنسيقها مع الجانب السوري.

في الخلاصة، النظام السوري ليس بوارد تلبية طلبات لبنان من دون الحصول على مقابل، ولبنان عاجز عن اتخاذ قرار العودة وترحيل السوريين من دون غطاء عربي ودولي، وبينهما اسابيع قليلة لنهاية عهد الرئيس عون ما ، يضع لبنان على فوهة بركان لا يمكن التكهن بلحظة انفجاره.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى