آخر الأخبارأخبار محلية

تأجيل الترسيم لما بعد الإنتخابات الإسرائيليّة يعني فراغاً رئاسياً وحكومياً في لبنان

كتب محمد علوش في” الديار”: عندما زار الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين بيروت تم الإتفاق داخل اللقاء بين اللبنانيين الحاضرين فيه أن لا تُسرّب تفاصيل الاجتماع عبر الإعلام والحفاظ على سرية المداولات لأجل تحقيق نتيجة، فكانت العبارات آنذاك من قبل المسؤولين محصورة بـ «ان شاء الله خيراً». اليوم تأتي إشارات معاكسة من الكيان الإسرائيلي بشأن الترسيم، علماً ان كل المعلومات تؤكد أن لا شيء رسمياً بعد بهذا الخصوص.

تكشف مصادر سياسية متابعة أن كل الحديث عن سلبية من اسرائيل لا يعدو كونه تحليلات غير مبنية على معطيات رسمية، إذ أن لبنان لم يتلقّ أي معلومة رسمية حول الترسيم بانتظار ما سيحمله الوسيط الأميركي الى بيروت في زيارته الثانية التي يُفترض أن تُحدد خلال الأسبوع المقبل، مشيرة الى أن ما يجري اليوم في غزة قد يخلط كل الاوراق في المنطقة.

قبل الحرب في غزّة برز في اسرائيل حديث عن تأجيل استخراج الغاز من حقل كاريش لمنع تدهور الوضع امنياً بحال لم يتم التوصل الى اتفاق حول الترسيم قبل أيلول، وهو ما يبدو بحسب المصادر صعباً حتى اللحظة، وهذا التأجيل تخشاه المصادر على اعتبار أن اسرائيل تنقب وتستخرج في حقول أخرى، وربما تزيد من الانتاج فيها لتغطية العجز الذي سينجم عن تأجيل الاستخراج من حقل كاريش فتربح اسرائيل وتربح اوروبا ويخسر لبنان فرصة ثمينة للغاية للترسيم والتنقيب.

إن اتخاذ قرار التأجيل قد يعني تأجيل الترسيم الى ما بعد الإنتخابات الإسرائيلية في الأول من تشرين الثاني، ما يعني حكماً بعد انتهاء عهد ميشال عون، علماً بحسب المصادر أن هذا الأمر لا يزال غير محسوم لأن الحرب في غزة قد تكون مؤشراً على رغبة اسرائيل تمرير الترسيم مع لبنان بأقل الأضرار السياسية والشعبية الممكنة على أبواب انتخابات تشريعية حاسمة، وبرأي المصادر فإن القيادة الحالية في اسرائيل تخشى من توقيع اتفاق الترسيم الذي سيُقدم على أنه انتصار للبنان وحزب الله عليها، الأمر الذي يعني خسارة مؤكدة للفريق الحاكم في الانتخابات وربما عودة لنتانياهو الى السلطة، لذلك تحتاج هذه القيادة الى انجاز بمكان ما قد يكون في غزة من خلال الحرب وعمليات الاغتيال التي جرت وتجري، لتغطية الترسيم.

إن هذا التأجيل الإسرائيلي بحسم ملف الترسيم لأجل رسم الصورة السياسية الجديدة، سيؤثر على الصورة السياسية في لبنان أيضاً، خاصة بعد أن أصبح الترسيم ملفاً رئيسياً على رأس كل باقي الملفات، وبالتالي التأجيل قد يعني فراغاً رئاسياً، وفراغاً حكومياً لأسابيع طويلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى