آخر الأخبارأخبار محلية

لبنان: ساحة صراع دولية أم بوابة للحرب الاوكرانية؟

يطغى البعد  لاقتصادي على مجمل مقاربات الحرب الاوكرانية بتداعياتها ، غير ان ارهاصاتها تتجاوز ذلك بكثير ، حتى حدود  عودة منطق بؤر التوتر عالميا ايام صراع القطبين الأميركي والسوفيتي، وضمنها لبنان بصفته ساحة نزاع مفتوحة.

لم تكن سفينة الشحن “اوديسا” سوى النموذج عن تداعيات طبيعية لصراع أوكرانيا مع عدوها الروسي .هي حرب مفتوحة لكنها مصيرية للسلم العالمي ،  حيث أن صراع الغاز والقمح وطرق الإمداد البحري هي العناوين الأساس، والمتفرع منها هو ما يمكن استخدامه في كل نقطة ملتهبة في ارجاء العالم.

لبنان، رغم كونه مكبلا ديبلوماسيا، لكنه حالة استثنائية وجديرة بالاهتمام عند الدولة الروسية وحلفائها كما مع الاوكراني وخلفه الغرب وصولا إلى عمق القرار الأميركي ، وهذه الحالة هي مادة جذب للطرفين ينبغي استغلالها جيدا.

لا بد من التذكير، بالموقف الذي صدر عن لبنان في بداية الصراع العسكري حول أوكرانيا والذي شكل  صدمة حقيقة  للجانب الروسي و آثار مواقف متفاوتة في الداخل اللبناني، لذلك لا بد من التساؤل عن تصرف لبنان حيال التعامل مع حرب عسكرية طال امدها بين الطرفين، وأزمة غذاء وطاقة تودي بالعالم إلى حافة المجاعة.
تفيد المعطيات الأولية ،عن رصد ديبلوماسي مكثف حيال موقف لبنان من السعي الاميركي لتشديد الخناق على روسيا وفرض المزيد من العقوبات، وصولا إلى تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، ومن المؤكد استغلال الامم المتحدة كمنصة لذلك إلى أبعد الحدود. ومن المؤكد بأن روسيا ستلجأ إلى نهج القسوة وستتخلى حكما عن تفهمها طالما ان الهجمة الأميركية عليها تتسم بالشراسة .
صحيح جدا التماهي اللبناني مع الرغبة الأميركية ، والأمثلة كثيرة أبرزها الفيول الذي تعتبره الإدارة الأميركية حصان طروادة يهدف إلى إدخال الوصاية الايرانية إلى عمق قرار الدولة اللبنانية، ولكن الصحيح أيضا مدى التأثير الروسي والذي يحتم على لبنان مراعاة مصالحه الحيوية على الصعد كافة.

تشير الاجواء الى تفكير لبنان بالامساك بالعصا من النصف عند احتدام المواجهة في المحافل الدولية، غير ان مصدرا سياسيا مطلعا يرجح فشل المحاولة اللبنانية، طالما ان وزارة الخارجية الأميركية بدأت تعد العدة عالميا لحملة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعتبر التصويت  اللبناني إلى جانب القرار الاميركي “تحصيل حاصل”. كما تبرز الإشكالية الأساسية أمام لبنان خلال فترة تصريف الاعمال حكوميا والتي تعد خطرة و تنذر بفوضى عارمة على كل الصعد.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى