فوضى الطاقة الشمسية.. توسّع عشوائي وتنظيم غائب
“تجتاح الفوضى قطاع الطاقة الشمسية”، تقول المستشارة في قطاع الكهرباء وسياسات الطاقة جيسيكا عبيد، “وما نراه اليوم هو مشهد صغير وبداية الفوضى، ومع مرور الوقت ستظهر تداعياتها في السوق. وذلك لأن السبب الأساسي وراء الطلب الكثيف على تركيب الطاقة الشمسية نابع من رغبة المواطن في التخلص من دفع الفواتير الباهظة للمولدات بظل عدم توفر كهرباء الدولة واللجوء لأي بديل أوفر وأضمن، وليس لأن الدولة وضعت بعض التحفيزات أو سياسات دعم للاستثمار فيها”. إذاً يمكننا اعتبار أن هذا القطاع بني أساساً على مبدأ الفوضى، ونما في ظل فشل وسوء إدارة مؤسسات الدولة وعدم وجود تخطيط أو سياسات واضحة، وليس عن طريق التحفيزات. ومن الصعب اليوم برأي عبيد أن تقوم الدولة بتنظيمه. حيث لا شبيه لما يحصل راهناً إلا أيام الحرب عندما لجأ المواطن الى المولدات الخاصة لتأمين الكهرباء، واليوم نراه يتخلص من هذه المولدات ويستبدلها بالطاقة الشمسية”.
عبيد شدّدت على “ضرورة توعية المواطن على بعض الأمور التي تخصّ تركيب نظام الطاقة خاصةً لأنها أنظمة كهربائية تثير المخاوف المتعلقة بالسلامة العامة، فمن الممكن أن تحترق الأنظمة أو أن تنفجر البطاريات إذا لم تكن مطابقة للمعايير. فكل الأنظمة والمعدات أصبحت موجودة في البيوت، لتوليد الكهرباء والتحويل من تيار مستمر إلى متردد والتخزين، ما يتطلب وضع كل الحمايات المطلوبة وتوعية المواطن على كيفية استعمالها، والتأكد من متانة تثبيت تلك المعدات وقدرتها على الصمود أمام العواصف كي لا تتطاير خلال فصل الشتاء. وأضف الى ذلك غياب الرقابة وحماية المستهلك في لبنان، فمن المفترض أن تتمتع الألواح الشمسية بشهادة مطابقة لمعايير الجودة، والذي يحصل في لبنان اليوم هو العكس، حيث يتم بيع كل الألواح المصنّفة بغير مطابقة للمعايير في البلدان الأخرى، وبدل من أن تعيش هذه الألواح لحوالى 25 سنة، بالكاد تصل إلى 5 سنين، لذا على المواطن الانتباه كي لا يقع ضحية مدعي الإختصاص.”
مصدر الخبر
للمزيد Facebook