العودة الى الناقورة.. التصعيد لن يتأخر
لم تعلن اسرائيل عن موقفها من الاقتراح اللبناني الذي نقله المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين اليها قبل أيام، فبالرغم من الاجتماع الامني الذي حصل لم يخرج الاعلام الاسرائيلي بتسريبات حاسمة عن نتيجة الاجتماع الذي تناول مسألة ترسيم الحدود مع لبنان والتوتر الامني والعسكري مع قطاع غزة. لكن قراءة بعض التسريبات يمكن له ان يعطي تصورا واقعيا عن المسار الذي ستأخذه الحكومة الاسرائيلية.
نقل بعض الاعلام العبري نوعا من الهجوم السياسي على الحكومة الاسرائيلية ورئيسها على اعتبار انه سيتنازل امام امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ويعطيه نصرا كاملا “اذ سيتخلى عن حقوق اسرائيل البحرية” كما نقلت بعض الترجمات، وهذا يعني ان ضغطا ما يتعرض له صناع القرار ويجعلهم غير قادرين على التنازل امام لبنان. في الاصل مسألة تنازل تل ابيب بعد تهديدا الامين العام للحزب هي اشكالية بحد ذاتها.
قد تجد اسرائيل انها غير قادرة على فتح باب التنازلات لمجرد حصول تهديد من اعدائها، لان الامر سيتكرر عندها، ليس من “حزب الله” وحده، بل من حماس ربما التي قد تسعى الى فك الحصار الكامل عن قطاع غزة وستستغل عدم رغبة او عدم قدرة اسرائيل بأي تصعيد عسكري في الجبهات، ما سيظهر ضعف اسرائيل بطريقة لا يمكن تحملها.
من المؤشرات ايضا ارتفاع وتيرة التهديدات من قبل الوزراء الاسرائيليين الذين هددوا بتدمير الضاحية في حال استهدف “حزب الله” منصات الغاز وهذا يوحي بأن القبول بعرض لبنان او طرحه لن يحصل، وان الرد الاسرائيلي سيكون سلبيا بشكل او بآخر، ما يفتح الباب امام خطوات جديدة من قبل الحزب، وهذا قد يكون الدافع للتهديدات الاسرائيلية في محاولة لردع الحزب ومنعه من القيام بخطوات تصعيدية.
اضافة الى كل ذلك سربت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية خبرا عن امكان تأجيل اسرائيل موعد استخراج النفط من كاريش، بمعنى ان تل ابيب ستحاول احتواء الازمة من دون القيام بتنازلات تعطي “حزب الله” نصرا يصرف داخليا وفي صراعه معها، وذلك من خلال وقف الاستخراج في البلوك الحدودي الذي يشكل مشكلة مباشرة مع لبنان.
لكن هذه الخطوة تخطاها “حزب الله” بعد مقابلة السيد حسن نصرالله عبر قناة الميادين اذ اعتبر ان ايقاف التنقيب في كاريش لن يمنع التصعيد، وان الحل الوحيد لمنع حزب الله من اتخاذ حطوات تصعيدية سيكون السماح للبنان ببدء التنقيب عن النفط في بلوكاته والا فممنوع على اسرائيل التنقيب في اي من بلوكاتها، وهذا يعني ان الخطوة الاسرئيلية، في حال صحت التسريبات، لن توقف التصعيد العسكري.
وبحسب مصادر مطلعة فإن امكانية اعتبار توقف اسرائيل عن الاستخراج في كاريش خطوة “ايجابية” في مسار المفاوضات وارد اميركيا على ان يتبعه محاولة للعودة الى الناقورة من اجل استكمال جلسات التفاوض غير المباشرة، لكن هذا الامر دونه عقبات اساسية منها موقف “حزب الله” الواضح والذي قد يذهب الى القيام بخطوات عسكرية أو امنية في ظل انعقاد المفاوضات..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook