“الذهاب إلى التخييم” و”حياكة الصوف”… لغة مشفرة على تيك توك لمساعدة النساء الراغبات في الإجهاض بالولايات المتحدة
نشرت في: 04/08/2022 – 14:22
منذ إلغاء حق الإجهاض في الولايات المتحدة، تقترح عدة مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك على السيدات “الذهاب للتخييم” أو “إجراء رحلة” في ولاية أخرى، ولكن الأمر يتعلق في الواقع برسالة مشفرة للقول بأن ناشري التسجيلات المصورة لمساعدة النساء الراغبات في الإجهاض. ولا ترى مراقبتنا التي تعمل في جمعية للدفاع عن حق الإجهاض في استخدام هذه العبارات أو اقتراح المساعدة بشكل تلقائي على شبكة الإنترنت فكرة جيدة بالضرورة.
“ما زال التخييم في ولاية فيرجينيا أمرا قانونيا، إن كنت بحاجة إلى ذلك، بإمكاني مساعدتك”. منذ العودة عن حق الإجهاض في الولايات المتحدة في 24 حزيران/ يونيو الماضي، تتكدس مثل هذه الرسائل على تطبيق تيك توك. ولا يتعلق الأمر في واقع الحال عن “تخييم” حقيقي بل باقتراح المساعدة للنساء اللاتي ترغبن في الإجهاض دون إثارة شكوك بشأنهن، في الوقت الذي أصبح فيه حق الإجهاض معدوما أو مهددا في عدة ولايات أمريكية.
على تطبيق تيك توك، نعثر على عدد كبير من مقاطع الفيديو التي تعرض نفس المحتوى تقريبا: وهي شخص ينظر إلى الكاميرا في صمت، فيما يشير نص مرفق مع التسجيل إلى أنه مستعد للمساعدة لكل من يريد “الذهاب إلى التخييم” أو “الذهاب إلى زيارة عائلاتهم” أو “تعلم حياكة القمصان” في ولاية أمريكية أو في بلد مجاور وبالخصوص كندا.
وتم إرفاق هذه المقاطع المصورة بأغنية “باريس” لمجموعة “شاين سموكرز” وتنتهي بالكلمات التالية: “إذا ما سقطنا فإننا سنسقط معا” (“If we go down, we go down together”). وأصبحت الأغنية نشيدا حقيقا للتضامن في صفوف المدافعين عن حق الإجهاض على وسيلة التواصل الاجتماعي هذه.
هذا المد التضامني على الأنترنت يبلغ أشده على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تحولت عبارة “الذهاب للتخييم” مرادفا حقيقيا لعبارة “إجهاض”. ويتم توجيه الرسالة بالأساس للنساء اللاتي يقطن في ولاية أصبح فيها الإجهاض أمرا ممنوع قانونيا أو هو على وشك أن يصبح كذلك.
@anxiousandfabulous ✨Discover PARIS✨ safely #ifwegodownthenwegodowntogether ♬ What would you do – Bitch
حركة التضامن مع حق الإجهاض تجاوزت حدود قارة أمريكا الشمالية. حيث اقترح أشخاص تقديم الدعم من أستراليا وأوروبا وغيرها من مناطق العالم، وكان ذلك تضامنا أيضا مع الدول المجاورة التي لا تجيز حق الإجهاض. هذا الفيديو المنشور على تطبيق تيك توك تم تصويره في فرنسا ويقترح تقديم المساعدة للبولنديات اللاتي يرغبن في إجراء عمليات إجهاض.
“النساء اللاتي يبحثن على المساعدة على الإجهاض لا يفهمن بالضرورة المغزي الحقيقي للرسالة المشفرة”
تنشط ماكس كارويل في جمعية “أبورشيون أكسيس فوند “ Abortion Access Fund” وهي جمعية تكافح من أجل حق الإجهاض على المستوى الوطني في الولايات المتحدة. وتعيش في تينيسي وهي ولاية أمريكية تستعد لإدراج منع حق الإجهاض في قوانينها المحلية. وحسب هذه الناشطة، فإن اللغة المشفرة التي تم ابتكارها على تطبيق تيك توك ليست افضل حل إذا ما كنا نرغب بالفعل في مساعدة امرأة على الإجهاض حيث تقول:
معظم الأشخاص الذين يستخدمون هذه اللغة المشفرة يقومون بذلك بهدف المساعدة ويعتقدون أن الأشخاص المعارضين لحق الإجهاض لن يعثروا على هذه المنشورات, ولكن الأمر أصبح منتشرا بشكل كبير إلى درجة أن الأشخاص الذين يتابعون التفاعل مع الموضوع يعلمون جيدا الآن معنى عبارة “الذهاب للتخييم”.
كما أن الأشخاص الذين يبحثون عن المساعدة لإجراء الإجهاض لا يعرفون بالضرورة هذه اللغة المشفرة بالمرتبطة بالأوساط المدافعة عن حق الإجهاض. ولا تفهم النساء بالضرورة أن المغزى من هذه الرسالة هو مساعدتهن على الإجهاض وبالتالي لا يعرن أي اهتمام يذكر بها.
ولكن هذه الرسائل يمكن أن تساهم في المقابل في تشجيع النساء اللاتي يعرفن هذه اللغة المشفرة. ولكنني أعتقد أنه من المهم استخدام العبارة الأصح “إجهاض” لأن ذلك يساهم في “عدم تشويه” الموضوع.
أولئك الذين يستخدمون هذه “اللغة المشفرة” يضعون العربة قبل قدوم الحصان، ويستبقون أن يصبح الأمر خطيرا في حالة استخدام العبارة الدقيقة. وإلى حد اللحظة، وإذا ما تحدثنا من الجانب القانوني، فلا يمكن أن تتعرض لأي عقوبات في حال اقترح شخص ما مساعدة امرأة على الإجهاض.
ولكن في المقابل، وفي ولايات أمريكية عدة، خصوصا في تكساس، يمكن أن يتعرض من يقدم المساعدة على الإجهاض إلى عقوبة في المستقبل القريب. ولكن في مثل هذه الحالات فإن الخطر سيتمثل في القول “أنني قدت امرأة تريد الإجهاض إلى خارج ولاية تكساس” وليس مجرد تقديم المساعدة.
أعتقد أن ذلك بالضبط هو ما يجب القيام به إزاء مثل هذا القوانين حتى لا تدخل أبدا حيز التنفيذ.
وفي ولاية تكساس، تحدث أعضاء في برلمان الولاية عن إمكان تجريم كل شخص يقدم “وسائل” للإجهاض والمصادقة على قانون لملاحقة قضائية لكل شخص يقدم مساعدة مالية لأحد قاطني الولاية. ونعثر على مشاريع قوانين مماثلة في ولايتي أركنساس وميسوري.
“لا نعرف إلى حد اليوم من يختبئ وراء مثل هذه المنشورات”
ولمساعدة النساء على “الذهاب إلى التخييم”، وصل الأمر ببعض مستخدمي تيك توك في كندا والولايات المتحدة إلى اقتراح توفير سكن أو تقديم المال لدفع ثمن الرحلة للنساء الأمريكات اللاتي يرغبن في إجراء عملية إجهاض في ولاية أخرى.
هذه اللغة المشفرة تخلق منطقة غير واضحة ولا نعرف من يقف وراءها بالضبط. حيث يمكن أن يكون الأشخاص الذين يقترحون تقديم المساعدة كاذبين بشأن نواياهم الحقيقية. وينطبق نفس المشكل (بالنسبة إلى شبكات التضامن مع حق الإجهاض على الإنترنت والتي تولدت منذ نهاية حزيران/ يونيو). أنا سعيدة برؤية هذا الكم من التضامن ولكن لا نملك أي تأكيد تام بهوية بعض الأشخاص على الإنترنت، هناك خطر بأن بعض الأشخاص يحالون الإيقاع بالنساء اللاتي يرغبن في الإجهاض بالتظاهر بالرغبة في تقديم المساعدة. حيث يمكن أن يستخدم أشخاص يعارضون حق الإجهاض على سبيل المثال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للنيل من النساء اللاتي يرغبن في الإجهاض.
تقرؤون أيضا على موقع مراقبون : الولايات المتحدة – “عيادات مزيفة” تخدع النساء الراغبات في الإجهاض
“La plupart de ces personnes pensent sincèrement aider”
وبالنسبة إلى عدد كبير من العاملين في هذا القطاع، فإن نقص الخبرة لدى الأشخاص الذين ينوون تقديم المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكنوا أن يتحولوا في حد ذاتهم إلى مشكلة، وفي بعض الحالات يضعون النساء اللاتي يرغبن في الإجهاض في وضع خطير. ويحذر العاملون في هذا القطاع على سبيل المثال منذ عدة أسابيع من الرواج الذي تلقاه مقاطع فيديو نشرت على تيك توك من خلال اقتراح أدوية مستخرجة من أعشاب طبية للمساعدة في الإجهاض. وهو نفس الموقف الذي تتقاسمه معهم مراقبتنا ماك كارويل حيث تقول:
هذه العلاجات (فريق التحرير: التي نعثر عليها في تطبيق تيك توك) ليست أدوية آمنة. ما يجب فعله في الواقع هو بالأحرى تقديم النص والدفاع عن حق أخذ أقراص إجهاض ومن الممكن أن يتم وصفها من قبل طبيب عن بعد (فريق التحرير: وصفة وإرسال قرص الإجهاض عن بعد يبقى في منطقة قانونية رمادية في الولايات المتحدة).
الناس الذين يودون الإجهاض هم حاليا في حالة رعب، لهذا يقبلون بأي مساعدة تقدم إليهم. في المقابل يحاول الذين يرغبون في المساعدة تقديم ما يعتبرونه يد المساعدة. وفي رأيي هم يؤمنون بصدق أنهم يساعدون هؤلاء النساء.
ولكن هؤلاء الناس ليسوا من العاملين في القطاع الصحي، للمساعدة في هذا الموضوع، كان من الأفضل الذهاب إلى مؤسسة صحية تملك الخبرة لمساعدة النساء في القيام بالإجهاض، وهو أمر يبقى في الحقيقة ضمن مسائل السلامة وحماية الحياة الشخصية التي يضبطها القانون.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook