تهديدات “حزب الله”… هل تؤدي إلى تسريع الترسيم؟

أمّا تل أبيب فرأت في هذا الأمر رسالة تهديد من شأنها أن تنسف المفاوضات وتقوض سلطة الدولة اللبنانية (وكأنها حريصة جدًّا على هذه الدولة)، التي تحركت الوساطة الأميركية من جديد بناء على إلحاح منها. وهذا ما أبلغه هوكشتاين للرؤساء الثلاثة، وأكد أن الأميركيين حريصون على التوسط في تلك الصفقة، ويريدون فعل أي شيء يضع لبنان في مسار أكثر إيجابية.
أمّا في إجتماعاته الجانبية فقد نّقل عن هوكشتاين قوله إنه ليس كل الأزمات تُحل بالقوة، فثمة دبلوماسية تكسب مكانة في العالم كنهج مفّضل لحل الأزمات والنزاعات، وثمة حالات تكون فيها الديبلوماسية أكثر نجاحًا من القوة العسكرية، والخلاف البحري مع لبنان ينتمي إلى تلك الحالات.
إلا أن تهديدات “حزب الله” تؤخذ هذه المرة في تل أبيب على محمل الجد أكثر مما كانت عليه في الماضي القريب.
أما أسباب تعامل إسرائيل مع هذه التهديدات بجدية أكبر مما كانت عليه قبل ست سنوات، فإن ثمة من يرى في الداخل الإسرائيلي أنه في ظل حالة الركود التي يعيشها لبنان، وتحميل الكثير من اللبنانيين للحزب مسؤولية الوضع السياسي والإقتصادي المتردي في البلاد، فإنه يحتاج إلى أن يُظهر للبنانيين أنه لا يزال المدافع الأكبر عن لبنان ومصالحه من الإسرائيليين، وبالتالي، فإنه إذا أقدم على إطلاق صاروخ على منصة “كاريش”، يمكنه تسويق نفسه حينها على أنه متمسك بفخر وبكل ما أوتي من قوة بحقوق لبنان.
فإذا كان صحيحًا أن “حزب الله” أعطى جميع المعنيين مهلة أسبوع لإنهاء موضوع الترسيم قبل إقدامه على اي عمل عسكري فهل ستتمكن إسرائيل من الردّ، أم أنها ستقف مكتوفة الأيدي؟
واشنطن تدرك خطورة الموقف، ولذلك بعث وزير الخارجية أنتوني بلينكن، برسالة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، طالبه فيها بعدم الإنجرار وراء ما أسماه “إستفزازات” “حزب الله”، التي ترى فيها الإدارة الأميركية محاولة لنسف التوصل إلى إتفاق بين إسرائيل ولبنان، ولذلك فإن واشنطن تضغط على البلدين من أجل إنهاء مفاوضات الحدود البحرية، بحيث تخلق واقعًا جديدًا تكون فيه الأطراف المعتدلة مسؤولة عن الإتفاق من دون أي تأثير من “حزب الله”.
إلا أن الشيخ نعيم قاسم فرأى أنه بالنسبة إلى المسار المتعلق بالترسيم، “فعلى الجميع أن يثقوا بأن إسرائيل لا خيار أمامها، لأننا أصحاب حق، ولأن دولتنا تستفيد من قوة ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، ولأننا نعمل دائما من أجل أن نسترد أرضنا وحقوقنا، فكما انتصرنا في تموز 2006، سننتصر إن شاء الله في استرداد حقوقنا المائية والنفطية والغازية”.
فما الذي سيوصل إلى الترسيم أولًا؟ المفاوضات الديبلوماسية أم ترجمة التهديدات بعمل عسكري؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook