آخر الأخبارأخبار محلية

هكذا حُلّت أزمة المطران الحاج

كتب ميشال نصر في “الديار”: يبدو أن قاعدة كل الازمات في لبنان تنتهي بتسوية” لا غالب ولا مغلوب”، لا زالت سارية المفعول وهي الحاكمة في اشكالية المطران موسى الحاج، الذي انتقلت من جبهة المواقف المعلنة إلى محور التحرك وراء الكواليس،اذ بدا واضحا من بوصلة الغضب الكنسي الماروني والارتوذكسي، ان الامور تتجه نحو “تنفيس للاحتقان”، مع بلوغ مفاعيله عاصمة الكثلكة، التي رفع سفيرها في بيروت الصوت رفضا لما حصل.

واضح ان السقوف العالية التي بلغتها المواجهة، ان من عملية التوقيف ذاتها، او ما استتبعها من مواقف عالية السقف بين طرفي المواجهة، لم يكن صعبا الرجوع عنها بعدما استنفدت غاياتها، فالنزول عن الشجرة كان ” متل الطلعة عليها”، وأن تقرر اعتماد استراتيجية “ابو ملحم” لتبويس اللحى في حل الازمة المستجدة، اذ يبدو جليا ان من اتخذ القرار ونفذه كان يدرك جيدا حدوده تبعاته ونتائج، حيث سجلت زيارة المطران إلى قصر بعبدا بدلالاتها الكثيرة نقطة تحول مفصلية.

مصادر كنسية أكدت ان السقف العالي هذه المرة انما هو من باب الحرص على المصلحة الوطنية، فالقاضي عقيقي تخطى كل الحدود، وأصبح واضحا انه لا” يستقوي” الا على المسيحيين وقياداتهم السياسية والروحية، واحدا لم ينس بعد كيفية تعامله الكيدية مع ملف أحداث الشياح – عين الرمانة، متابعة بأن المطلوب اليوم أكثر من موقف وطني وتغريدات وردود فعل شعبية ووجدانية، فالخطر يكمن في محاولات اللعب على وتر تعزيز الشرخ بين المسيحيين والدولة، خاتمة ان” بكركي من عركة لعركة وحدها بتحكي صح”.
أوساط متابعة لمجريات القضية، أشارت إلى أن الأمور بالغة الحساسية والدقة، واتصالات التهدئة قد نجحت في ايجاد المخارج المطلوبة ، مع نجاح وزير سابق(مرشح رئاسي بارز) الذي بدا منذ قرابة الشهر في العمل على الملف في ايجاد “الديباجة” القانونية اللازمة التي اخرجت الموضوع من مسار التعامل وخرق قانون المقاطعة وما اليه من تطبيع وغيره، حيث يقوم الحل على مجموعة نقاط اهمها: اعادة الاموال المصادرة ، الاحتفاظ بالادوية الاسرائيلية المنشا، اقتصار العبور عبر الناقورة بعناصر وموظفي القوات الدولية حصرا ،ما يعني ان المطران الحاج سيستحدم في تنقلاته خط بيروت –عمان الجوي.

إزاء كل ما تقدم يبدو السؤال حول مدى نجاح تسوية “لا مات الديب ولا فني الغنم” واقعيا ومطروحا بقوة، بعيدا عن حجم الحشود الشعبية في الديمان وهويتها ولونها. اكيد ان الامور هذه المرة “مش متل كل مرة”. فمن هو العبقري الذي ورط الجميع؟ ومن كان ليكون “كبش محرقة”، خصوصا ان الظاهر حتى الساعة اكثر من شخص واحد؟ وهل ينتقل الملف إلى مستوى جديد “لحرق أصابع” اخرين؟
ما حصل رسالة جاءت على حساب الكنيسة وسمعة الدولة بمؤسساتها.
الوقت كفيل بتظهير الحقيقة واليات المعالجة وبيان الخاسرين من الرابحين.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى