الأزمات العالمية عرقلت التقدم المحرز في مكافحة فيروس الإيدز
نشرت في: 28/07/2022 – 17:58
أعاق وباء كوفيد-19 وتقلص الموارد بالإضافة إلى أزمات عالمية أخرى كالحرب في أوكرانيا، المعركة العالمية ضد فيروس نقص المناعة البشرية، وفق التقرير السنوي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز الصادر الأربعاء تحت عنوان “خطر”.
تواصلت الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في الانخفاض العام الماضي في جميع أنحاء العالم (بنسبة 3,6 % مقارنة بالعام 2020)، إلا أنه أقل انخفاض سنوي منذ العام 2016.
كما أن عدد المصابين بالإيدز الذين يحصلون على العلاج استمر في الارتفاع العام 2021 لكنه بلغ 1,47 مليون فقط مقارنة بمليونين في السنوات السابقة. ما يعد أقل ارتفاع على هذا الصعيد منذ العام 2009.
وأوضحت ويني بيانييما المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية أن “الاستجابة لوباء الإيدز خرجت عن مسارها بسبب الأزمات العالمية، من تفشي الإيدز وكوفيد-19 إلى الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عنها”.
وكانت الإصابات الجديدة ارتفعت في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بما يتماشى مع الاتجاهات السائدة منذ سنوات.
وقد شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفاعا ضئيلا في عدد الإصابات بالإيدز، بخلاف الانخفاضات التي سجلتها سابقا.
وأظهر التقرير أن “كوفيد-19 وحالات عدم الاستقرار الأخرى، أمور نتج عنها تعطيل الخدمات الصحية في أنحاء العالم كما أن تواجد ملايين التلاميذ خارج المدارس، زاد من تعرضهم للإصابة بالإيدز”.
أما على الصعيد العالمي، فأصيب 38,4 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية في العام 2021، مع 650 ألف وفاة بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز.
وتأثرت الشابات والمراهقات بشكل غير متناسب، مع حدوث عدوى جديدة بينهن كل دقيقتين.
وتم تسجيل معظم الإصابات الجديدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، 59 في المئة العام 2021، لكن راحت هذه النسبة تتناقص مع تباطؤ الانخفاض في الحالات الجديدة في سائر أنحاء العالم.
الحرب في أوكرانيا
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع تخفيض البلدان ذات الدخل المرتفع مساعداتها. ففي العام 2021، كانت الموارد الدولية المتوفرة لمكافحة للإيدز أقل بستة في المئة مما كانت عليه في العام 2010، مع انخفاض المساعدة الثنائية من الولايات المتحدة بنسبة 57 في المئة على مدى العقد الماضي.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستجابة للإيدز في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أقل بثمانية مليارات دولار عن المبلغ المطلوب بحلول العام 2025.
من جهته أوضح أنتوني فاوتشي كبير مسؤولي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنه يخشى أن يتسبب التعب الناجم عن فيروس الإيدز في عرقلة تخصيص الموارد لمكافحته. مضيفا “عندما يكون لدينا مرض نتعامل معه كمجتمع منذ أكثر من 40 عاما، هذا وحده يقلل الحماس”.
وتابع أن إضافة كوفيد-19 وجدري القردة إلى هذا المزيج، “يشعر الناس بالإرهاق من الأوبئة والجوائح، لذلك أعتقد أن التحدي الذي يواجهنا هو أن نعمل بجهد أكبر لإعادة فيروس نقص المناعة البشرية إلى الواجهة”.
كما دعا أندريه كليبيكوف المدير التنفيذي لتحالف “بابلك هيلث” وهي مجموعة مناصرة لمكافحة الإيدز في أوكرانيا، إلى إيلاء اهتمام خاص لبلاده على هذا الصعيد في ظل الغزو الروسي.
وأضاف: “أكثر من 100 ألف شخص مصاب بالإيدز يعيشون في مناطق متأثرة بشكل مباشر بالحرب” وأشار إلى الحاجة لمزيد من الأموال من برنامج “بيبفار” الأمريكي و برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.
تفاوتات عرقية
وتم تسجيل 70 في المئة من الإصابات على مستوى العالم بين مجموعات سكانية رئيسية: العاملون في مجال الجنس وزبائنهم والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن والمتحولون جنسيا.
كما أشار التقرير إلى عدم المساواة العرقية كمسبب لخطر الإصابة بالإيدز.
ففي بريطانيا والولايات المتحدة، يسجّل السود انخفاضا أقل من البيض في عدد الإصابات الجديدة. أما في أستراليا وكندا والولايات المتحدة، فأصبحت معدلات الإصابة بالإيدز أعلى في مجتمعات السكان الأصليين.
وأظهر التقرير أيضا أن الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة يتعثر، وينمو بأبطأ معدل له منذ أكثر من عقد.
وعلى الرغم من أن ثلاثة أرباع المصابين بالإيدز حصلوا على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، فإن 10 ملايين شخص حرموا منه.
ومنذ بلوغ ذروته منتصف التسعينات، انخفض معدل الإصابات الجديدة على مستوى العالم لكن يبقى هناك الكثير من العمل والجهد لتحقيق الهدف العالمي ألا وهو القضاء على الإيدز بحلول العام 2030.
هذا، قالت أيضا ويني بيانييما المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية: “يمكننا القضاء على الإيدز بحلول العام 2030، لكن علينا التحرك”.
فرانس24/أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook