هذا العمل الفني الذي يندد بمآسي الهجرة لم يعرض في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية

نشرت في: 26/07/2022 – 14:00آخر تحديث: 27/07/2022 – 13:06

عملية التحقق في سطور

 منذ بداية شهر تموز/يوليو، تتداول عدة منشورات على فيس بوك صورة فوتوغرافية تدعي أنها التقطت في جزيرة لامبيدوز خلال أحد المعارض. وتعرف الجزيرة بأنها منطقة عبور عدد كبير من المهاجرين إلى القارة الأوروبية.

 ويتم تداول هذه الصورة منذ عدة سنوات وفي معظم الأحيان تكون مرفقة بتعليق مضلل.

تظهر الصورة الفوتوغرافية في الحقيقة عملا فنيا تم ابتكاره في سنة 2013 في الولايات المتجدة. وبالرغم من أن الصورة تنتقد بالفعل ما يمكن أن يتعرض له الأشخاص في طريق الهجرة، فإنها لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بجزيرة لامبيدوزا  الإيطالية، بل تم ابتكارها من خلال تجميع الأغراض التي عثر عليها قرب الحدود بين الولايات المتحدة والمكسكيك.

عملية التحقق بالتفصيل

منذ شهر حزيران/يونيو الماضي، تضاعفت أعداد المهاجرين المنطلقين من تونس وليبيا كذلك من أجل الوصول إلى الأراضي الإيطالية. ووصل أكثر من ألف مهاجر إلى إيطاليا في يوم 24 تموز/يوليو فيما تم إنقاذ مئات آخرين من قبل بواخر الإغاثة الإنسانية التي تنتظر في الميناء لاستقبالهم، حسب تأكيد منظمات غير حكومية والسلطات الإيطالية الأحد. ويؤكد مركز الاستقبال في جزيرة لامبيدوزا أنه يوجد بداخله نحو 1600 شخص فيما لا تتجاوز طاقة استيعابه القصوى 350 شخصا. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أدى هذا الوضع إلى نشر عدد كبير من الرسائل التي تندد بالوضع. ولكن من بين الصور الحقيقية، قامت بعض الحسابات بدس معلومات مغلوطة عن الموضوع.

وهو ما ينطبق على سبيل المثال على منشورات تتداول صورة فوتوغرافية يظهر من خلالها جدار مليء بحقائب الظهر المتكدسة. وحسب أصحاب هذه المنشورات التي تتداول هذه الصورة، فإن الأمر يتعلق بعمل فني تم ابتكاره من خلال أغراض مهاجرين فقدوا حياتهم خلال رحلة عبور البحر الأبيض المتوسط وقد تم عرض الصورة في متحف بجزيرة لامبيدوزا.

وللعثور على النسخة الأصلية من الصورة الفوتوغرافية، يتوجب القيام ببحث عكسي عن الصورة (انظر هنا كيف يمكن القيام به). ويعرض لنا محركا البحث بينغ وياندكس صورة على موقع جامعة ميشيان الأمريكية الذي نشرت فيه الصورة الأصلية في 8 شباط/فبراير 2017. ويشير الموقع إلى أن هذا الحائط المغطى بحقائب الظهر هو عمل فني قد تم عرضه خلال معرض “ستايت أو إكسشيون” وقد ابتكرها الفنانان ريتشارد بارنز وأماندا كروغلياك.

ومن خلال القيام فيما بعد ببحث على محرك غوغل على الكلمات المفاتيح “ستايت أو إكسشيون وبارنز وكروغلياك)، نعثر على عدة مقالات تتحدث عن هذا المعرض. وتمكننا هذه المقالات إضافة إلى كتيب لتقديم المعرض من معرفة أن العمل الفني تم ابتكاره في سنة 2013 في جامعة ميشيغان. وتم عرض هذا العمل الفني فيما بعد في عدة معارض صور أمريكية في ولاية نيو يورك على سبيل المثل في شهر شباط/فبراير 2017.

وبالفعل، فإن هذا الحائط المغطى بحقائب الظهر هو عمل فني تم ابتكاره انطلاقا من مئات أغراض تم العثور عليها قرب الحدود بين الولايات المتحدة والمسكيك وتعود إلى مهاجرين كانوا يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة.

ورغم أن العمل الفني رائع وصورته تندد بالفعل بالخطر الذي يمكن أن يتعرض له الأشخاص المهاجرون، ولكن لا علاقة له بجزيرة لامبيدوزا. وفي المقابل، فقد احتضن متحف الجزيرة الإيطالية بالفعل خلال سنة 2019، معرضا آخر تم إنجازه انطلاقا من أغراض تم أخذها من قوراب المهاجرين.