آخر الأخبارأخبار محلية

جنبلاط ينكفئ عن المواجهة.. الحياد الكامل

عبّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس خلال مقابلة تلفزيونية عن مواقفه وتموضعه بشكل واضح في ظل ظروف بالغة الحساسية تمر بها الحياة السياسية اللبنانية، حاسما الجدل الذي بدأ قبل الانتخابات النيابية الاخيرة عن الموقع السياسي الذي سيشغله في ظل الانهيار الاقتصادي والتبدلات الاقليمية..

اخرج جنبلاط نفسه من كل الاصطفافات الحادة التي تأخذ عناوين عدة، لا بل انه اظهر عدم رغبته في الانخراط بأي اشتباك سياسي او اعلامي حاصل على الساحة اللبنانية، سواء كان الامر مرتبطا بالقضايا الاستراتيجية او التكتيكية اليومية، واعلن مواقف حيادية حذرة بشكل كامل.

من دون اخذ موقف سياسي واضح مع ايّ من اطراف الخلاف، ابتعد جنبلاط عن حلفائه السياسيين في قضية المطران موسى الحاج، اذ انتقد تصريحات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ضد القضاء مذكرا اياه بقضية المرفأ وموقفه منها، موحيا بأن جعجع يحرج فريقا سياسيا كاملا في تناقضه.

كما ان جنبلاط رفض، في موقف يوحي ايضا بإصطفافه في قضية المطران، اي مساعدات تأتي من اسرائيل للدروز، لان الدروز يساعدون بعضهم كما قال، وهذا موقف سياسي يجعل من الاشتراكي متمايزا عن بكركي من جهة وعن حلفائه في الخط السيادي من جهة اخرى…

لكن تمايز جنبلاط وصل الى حد الاعلان غير المباشر عن مراجعة سياسية شاملة من خلال حديثه النقدي عن مواقفه عام ٢٠٠٥ و٢٠٠٨، ورفضه ان يكرر هذه المواقف في هذه المرحلة بإعتبارها “توريطة”، مخرجا نفسه من اي صراع حقيقي مع حزب الله، لا بل ان جنبلاط هاجم بعض الطروحات التي تستهدف الحزب لبنانيا. 

يتهيب جنبلاط اي انفجار في الداخل اللبناني وقد اتخذ منذ اشهر مسارا واضحا ضد اي عملية توتر سياسية في الداخل اللبناني، حتى انه حاول في مرحلة سابقة تسهيل بعض الاستحقاقات لمنع الانفجار، الا ان المرحلة الحالية اعادت طرح الاسئلة حول تموضع الحزب الاشتراكي بسبب تبدّل التوازنات السياسية والنيابية. 

اقترب جنبلاط خلال مقابلته امس خطوة من حزب الله ليصبح في موقع وسطي وحيادي اكثر على الساحة اللبنانية، وهذا امر يعزز اهميته وفاعليته كتلته النيابية اذ ستصبح بشكل اكثر وضوحا “بيضة قبان” المجلس النيابي الجديد مع هامش واسع من التمايز الجنبلاطي في مختلف الملفات.. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى