قطع الطريق على “التسوية الرئاسية” والمبادرة عند باسيل؟

تصريح باسيل الذي ارفقه بإيحاء بضرورة الاتفاق على اسم مشترك بينه وبين فرنجية، او بينه وبين اي طرف اخر، يعني انه قطع الطريق امام رئيس تيار المردة، او الاصح حسّن شروطه التفاوضية بشكل واضح، وفي الامر دعوة واضحة لفرنجية لضرورة المسارعة الى فتح نقاش حقيقي معه للوصول الى تسوية على اسم فرنجية او على اسم مرشح اخر.

يريد باسيل من فرنجية من دون ادنى شك تسوية شاملة او سلة متكاملة يضمن من خلالها باسيل لتياره دورا فاعلا وقويا في عهد فرنجية، والا فإنه لن يسير  به مرشحا توافقيا، وسيستغل حجم كتلة” التيار” النيابية لعرقلة وصوله الى بعبدا وهذا بحد ذاته وضع للعضي في دواليب رغبة حزب الله الرئاسية، واعادة تسخين الاشتباك بينه وبين فرنجية بعدما سلك خطوات ايجابية كبيرة في المرحلة الماضية.

لكن من الواضح ان باسيل لم يكن يستهدف فرنجية بعينه، لا بصفته الشخصية ولا بوصفه مرشح حزب الله المحتمل، بل كان الرجل يحاول تثبيت نفسه كفاعل سياسي لا يمكن تجاوزه في المعركة الرئاسية، خصوصا انه تناول بسلبية نسبية ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة.

رفض باسيل هذا الترشيح بشكل شبه علني، واعتبر ان الامر يؤثر على انسيابية عمل المؤسسات الدستورية والامنية التي يتولاها الموارنة، وهذا موقف متقدم وسريع بعد دعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح عون، وهذا سيؤدي الى فتح نقاش واشتباك وجدل حول اسم قائد الجيش وترشيحه .

ليس واضحا بعد ما اذا كان باسيل سينجح في حرق خصومه الرئاسيين، او اجبارهم على فتح نقاش للتسوية معه قبل الاستحقاق الدستوري، لكن الاكيد انه تقدم خطوة جدية بإتجاه عرقلة تسويتين رئاسيتين محتملتين، وامسك مجددا بالقدرة على المبادرة خصوصا اذا حاز على دعم حزب الله في جعله ممرا اساسيا للاتفاق على اسم الرئيس الجديد.